كلما دار الحديث عن الجود فلابد أن تتذكر طيب الذكر رجل الاعمال المرحوم عبدالرحمن محمد الهويش.. كان لي معه ذكريات يطول الحديث عنها.. فهو من القلائل الذين تركوا وراءهم محبين، وأوفياء ومخلصين يتذكرون جيداً.. بل وينقلون الصورة الطيبة الجميلة عن رجل وقف مع الجميع وأسعد الناس بكرمه وجوده وعطائه.. ونتذكر في هذا المقام ما قاله العلامة جعفر بن محمد صادق: "إن لله وجوهاً من خلقه، خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجود جداً، والافضال مغنماً، والله يحب مكارم الأخلاق". وقال بعض العلماء إن الكرم هو اسم واقع على كل نوع من أنواع الفضل ولفظ جامع لمعاني السماحة والنبل، ويقول الحكماء إن أصل المحاسن كلها الكرم وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام وجميع خصال الخير من فروعه. كان عبدالرحمن الهويش،رحمه الله،يسعد بمساعدة من يطلب المساعدة بل كان هو البادئ في عرض الدعم والعون لكل الناس.. وعن ذلك الأمر يقول العلماء والحكماء إن السخي من كان مسروراً ببذله، متبرعاً بعطائه لا يلتمس عرض دنياه فيحبط عمله ولا طلب مكافأة فيسقط شكره ولا يكون مثله فيما أعطى مثل الصائد الذي يلقي الحب للطائر، ولا يريد نفعها ولكن نفع نفسه.. كان محباً للناس فأحبوه ووفياً للجميع فاخلصوا له.. خدوماً دؤوباً في عمل الخير.. يفرح لفرح الناس ويحزن لحزنهم.. فهذا الرجل تحلى بخلق الإسلام وكان محباً ومخلصاً ووفياً للجميع وخدوماً وداعماً لكل الناس وكان كريماً لأن الإسلام دين يقوم على الكرم والعطاء لذلك وصف الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالكرم والجود فقال الله تعالى "إنه لقول رسول كريم".. ولو تأملنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدناه دائماً يحث أصحابه على الانفاق والكرم، فالكرم طريق السعة والسخاء. ولذلك فان المرحوم الهويش تخلق بخلق القرآِن وتمسك باصول مبادئ وقيم الإسلام، وكان أحد الرجال بأفعالهم الأوفياء الذين حملوا على عاتقهم العناء وأوفوا مخلصين بالوفاء بما وكل إليهم وحملوا بوقتهم وجهدهم رايات العطاء وأوفوا مخلصين بالوفاء فقدرنا لهم اخلاقهم وعملهم الصالح فوجدوا منا الوفاء والشكر والتقدير والذكرى الطيبة لأنهم من الرجال الذين يعدون الركيزة الأولى من ركائز الأمن الاجتماعي تفانوا مخلصين في خدمة وطنهم وأهلهم بكل عزيمة وحب ووفاء فاصبح واجب علينا أن نتذكرهم بكل حب أيضاً والوفاء. لقد ترك المرحوم عبدالرحمن الهويش ذرية صالحة يسيرون على درب والدهم،رحمه الله.. مقتدرين بما كان يحمله في حياته من حب. وهم أيضاً الأبناء الأوفياء المخلصين للوطن يسعون إلى رفعته ورفع راياته عالية خفاقة ويعملون في صمت على فعل الخير والأعمال الصالحة يبغون فضلاً من الله ورضوانه، همهم الأول مساعدة الناس وادخال الفرح في قلوبهم والبسمة على وجوههم فجزاهم الله عنا كل الخير والبركة، نتمنى لهم التوفيق ودوام الصحة والعافية والاستمرار على هذا النهج الذي نهجه المغفور له والدهم في الخير والسخاء والجود والكرم. للتواصل 6930973