في بداية إجازة الصيف لربما يتجه الكثير من الشباب إلى النوادي الرياضية والنشاطات والمخيمات الصيفية للترفيه وممارسة الرياضة البدنية، وتجدد النشاط الذهني والبدني يبدأ بممارسة الرياضة سواء كانت السباحة أو كرة القدم أو السلة لتعويض مافات من تراخٍ وخمول أثناء العام الدراسي وإهمال الرياضة. ولكن الملاحظ في السنوات الماضية والحالية تردد عدد لا بأس به من الشباب في ممارسة الرياضة بسبب الإصابة بالربو أو ما يعرف بحساسية الصدر أو الشعب الهوائية. ولربما يعاني بعض الشباب من أعراض ضيق الصدر وصعوبة التنفس قد تكون مصحوبة بسعال أو أزيز بعد بضع دقائق من ممارسة الرياضة. وهذه الحالة قد تنتهي بعد استراحة قصيرة يعاود بعدها الشاب ممارسة الرياضة دون مشاكل ولكن البعض الآخر قد يصاب بنوبة شديدة قد تمتد إلى ساعات أو بضعة أيام، وهذا ما يؤدي إلى إحجام الشاب عن الاستمرار في ممارسة الرياضة ولكن لماذا تحدث صعوبة التنفس والسعال أو الأزيز الذي يجعل الشخص يتوقف عن الرياضة دعونا هنا نلقي نظرة على حالة الشعب الهوائية والمهيجات التي تثيرها أثناء الرياضة. * التغيرات الفسيولوجية في الرئة والشعب الهوائية عند من يعانون من الربو أو الحساسية الغشاء المخاطي المبطن للشعب الهوائية يتكون من خلايا مخملية ويتخللها غدد مخاطية ومحاطة بنسيج ضام وعضلات لا إرادية وهي مزودة بشعيرات دموية لتغذيتها وشبكة من الأعصاب تتحكم في قطرها وإفرازاتها ونشاط الدورة الدموية وتنظم إفراز البلغم وهذه الأعصاب تتبع المركز العاطفي في الدماغ وشبكة الأعصاب هذه تنقسم إلى قسمين بعضها يبقي الشعب الهوائية منفتحة بشكلٍ طبيعي وتسمى (الأعصاب العاطفية) أو (سيمباثتك) والنوع الآخر هو العصب (الحائر) أو جار العاطفي أو يدعى (بارا سيمبا ثتك) وتنشيط الأخير يجعل الشعب الهوائية تضيق ويزيد البلغم اللزج، وهذه الأعصاب اللاإرادية التي يتحكم فيها الجهاز العاطفي في الدماغ تتأثر بمؤثرات كثيرة منها درجة الهواء الخارجي وتلوث الهواء والروائح القوية والإثارة العاطفية كالضحك والغضب. * ما الذي يحدث أثناء الرياضة أثناء الرياضة سواء كانت سباحة أو كرة قدم أو جري أو سلة.. إلخ يحتاج الجسم فيها إلى الطاقة وكمية أكبر من الأكسجين ولذلك نجد كثيراً من الأشخاص يتنفسون من الفم دون انتباه لذلك لأجل أخذ قدر أكبر من الهواء ودرجة حرارة الهواء الداخل إلى الشعب الهوائية عن طريق الفم تختلف حرارته عن الرئتين لأنه لا يمر عن طريق الأنف وبذلك لا تتم عملية التكييف في الأنف الضرورية والتي تجعل الهواء الداخل إلى الرئتين مساوية لحرارة الجسم. والهواء الساخن أو البارد الذي يدخل عن طريق الفم يهيج نهايات العصب الحائر في الشعب الهوائية مما يؤدي إلى زيادة إفراز البلغم اللزج وانقباض الشعب الهوائية وتضيقها بعد دقائق من بذل الجهد وهذا ما يشعر به ممن يعاني من الربو مما قد يضطره للتوقف عن ممارسة الرياضة. * كيف يمكن لمريض الربو والحساسية ممارسة الرياض دون أن يتأثر؟ إن الإنسان الذي يعاني من الربو أو حساسية الشعب الهوائية يجب أن يمارس الرياضة بشكلٍ طبيعي مثل الإنسان الذي لا يعاني من الربو فاز بميداليات ذهبية وفضية في الألعاب الأولمبية. وخلاصة القول ان المصاب بالربو أو حساسية الشعب الهوائية يمكن أن يمارس الرياضة بشكلٍ طبيعي مع مراعاة القواعد الصحية الآتية: أولاً: التسخين أو تهيئة الجسم للرياضة قبل بدء النشاط المجهد وذلك بتدرج النشاط لمدة 5-6 دقائق، وهذا يؤدي إلى استنفاذ الأنزيمات والهرمونات التي تهيج الشعب الهوائية أثناء الرياضة. ثانياً: ملاحظة أن الفم مقفل أثناء الرياضة وأن التنفس عن طريق الأنف لأن ذلك يقلل كثيراً من تأثير الرياضة على الصدر. ثالثاً: إذا كان الأنف مسدوداً بسبب الحساسية أو الزكام أو اللحمية لا بد من معالجة ذلك قبل بدء النشاط الرياضي. رابعاً: إذا شعرت ببعض الصعوبة في التنفس في الدقائق الأولى استرح قليلاً حتى تزول الأعراض ثم عاود ممارسة الرياضة. خامساً: إذا اتبعت الخطوات 1-2-3-4 السابقة ومع ذلك تشعر بضيق التنفس بعد الرياضة استعمل بخاخاً موسعاً للشعب الهوائية (مثل سولبيوتامول كالفنتولين وغيرها) قبل ممارسة الرياضة وشعرت بضيق التنفس فيمكن أخذ بختين بالفم في أي وقت واستمر في الرياضة. سادساً: إذا كنت تأخذ أدوية الربو أو الحساسية بشكلٍ متقطع فاحرص على أخذها بانتظام في الأيام التي تمارس فيها الرياضة واستمتع بإجازة صيفية مليئة بالنشاط، فصحة الذهن من صحة البدن. [email protected]