يستخدم المجهر (الميكروسكوب) في الجراحات الدقيقة جداً بالأذن الوسطى والداخلية لاستعادة أو تحسين السمع مثال ذلك ترقيع طبلة الأذن واستبدال عظيمات الأذن الوسطى بعظيمات أخرى صناعية أو استخراج السائل الصمغي من خلف طبلة الأذن، وفي كل هذه الحالات يحدث تحسن في سمع أصحابها مما يكون له تأثير ايجابي على نوعية حياتهم. وفائدة الميكروسكوب تكمن في اعطاء صورة مكبرة لأجزاء الأذن الدقيقة بوضوح شديد مع وجود رؤية موحدة بالعينين مع ادراك عمق الصورة وامكانية استخدام اليدين بحرية أثناء الجراحة. الاستخدامات 1- ومن استخدامات الميكروسكوب في جراحات الأذن جراحة شق طبلة الأذن وشفط السائل الصمغي من خلف طبلة الأذن مع تركيب انبوبة تهوية للأذن الوسطى. وتكثر هذه الحالات بين الأطفال لوجود لحمية خلف الأنف تسد فتحات قناة تهوية الأذن الوسطى (قناة استاكيوس) ويجب اجراء الجراحة بعد فشل العلاج الطبي حتى لا تتحول السوائل الصمغية خلف الطبلة إلى التصاقات دائمة بالأذن الوسطى التي يصعب علاجها. وبعد الجراحة يستطيع الطفل ممارسة حياته طبيعياً مع الامتناع عن ادخال الماء إلى الأذن حتى لا تحدث التهابات بالأذن الوسطى ويستمر هذا حتى تسقط انبوبة تهوية الأذن وتلتئم الطبلة. 2- جراحة ترقيع طبلة الاذن: هناك كثير من الناس لديهم ثقب في طبلة الأذن وعلى اختلاف اعمارهم وقد يكون الثقب في كلتا الاذنين ولكي تكون الصورة واضحة فإنه من الأولى معرفة ماهي طبلة الاذن. هي عبارة عن غشاء رقيق يمكن الرؤية من خلاله في حالة كونه طبيعياً وهو يقوم بفصل الأذن الخارجية عن الأذن الوسطي ويقوم بحماية الأذن الوسطى من دخول الماء بالاضافة إلى اهميته في تضخيم الاصوات الخارجية لذلك فإن حدوث ثقب في طبلة الأذن يؤثر على السمع ويعرض الأذن لالتهابات متكررة. وحدوث ثقب في طبلة الأذن يكون سببه في معظم الأحيان الالتهابات المزمنة في الأذن الوسطى أو بسبب اصابات مباشرة في طبلة الأذن ويتفاوت ضعف السمع حسب مساحة الثقب وموقعه من الطبلة وما اذا كان مصحوباً بتلف في عظيمات الأذن الوسطى. وتكون اعراض ثقب الطبلة في صورة خروج صديد متكرر من الأذن وضعف في السمع وعند تشخيص وجود ثقب في طبلة الأذن يتم عمل جراحة ترقيع طبلة الأذن في حالة عدم وجود التهابات في الأذن الوسطى واستبعاد وجود خلل في قناة تهوية الأذن الوسطى (قناة استاكيوس) وفي حالة الاطفال عند تجاوزهم مرحلة الالتهابات المتكررة. وتجري عملية ترقيع طبلة الأذن عن طريق فتح الجلد خلف الأذن والوصول إلى الأذن الوسطى عن هذا الطريق لوضع الرقعة بالأذن الوسطى وتؤدي الجراحة في الغالب تحت تخدير كامل. وعوامل نجاح عملية ترقيع الطبلة هي اختيار الوقت المناسب وهو خلو الأذن الوسطى من الالتهابات وايضا وضع الرقعة في الموضع الصحيح وعدم حدوث التهابات في الفترة الاولى بعد العملية. واخيراً يجب ان نعرف أن الهدف من ترقيع طبلة الأذن هو اغلاق الثقب أولاً وتحسين السمع ثانياً. 3- استئصال عظمة الماستويد لعلاج تسوس عظام الأذن تسوس عظام الأذن هو تعبير يطلقه العامة والمقصود به وجود التهابات مزمنة في عظام الأذن تؤدي إلى تآكلها فتتحول المادة الصلبة للعظام إلى مادة رخوية نخرة والسبب هو أن الجلد بقناة الأذن الخارجية ينمو إلى الداخل بدلاً من الخارج فيؤدي ذلك إلى تكون كيس جداره من الجلد ويكبر هذا الكيس بفعل تقشير الجلد داخلياً ويؤدي هذا إلى تآكل عظام الماستويد التي هي خلف الأذن ويحدث هذا ببطء وتدريجياً ويتميز هذا النوع من الالتهابات بوجود افرازات ذات رائحة كريهة تخرج من الأذن بالإضافة إلى انخفاض في حدة السمع. وخطورة هذه الحالة هو المكان الدقيق الذي يحدث التآكل التدريجي للأنسجة التي حوله ففي هذه المنطقة توجد الأذن الوسطى والأذن الداخلية المسؤولتان عن السمع والتوازن كما يوجد عصب الوجه السابع المسؤول عن حركة عضلات الوجه وأخيراً هناك المخ مما يهدد بحدوث خراج بالمخ أو التهاب سحائي. العلاج الوحيد لتسوس الأذن هو الجراحة في اقرب وقت حتى في سن الطفولة لمنع تآكل عظام الأذن وعدم حدوث مضاعفات حيث يتم استئصال الالتهاب تماما من تجويف الأذن وعظمة الماستويد مما يتطلب توسيع فتحة الأذن الخارجية، بالاضافة إلى اصلاح وتعويض ما فقد وتلف من عظيمات الأذن الوسطى وتسمى هذه الجراحة جراحة تجميل عظيمات الأذن أو جراحة تحسين السمع حيث يتم وضع عظمة صناعية مصنوعة من مواد معينة تتقبلها الأذن لتوصيل عظيمات الأذن وتعويض الجزء المتآكل مما يؤدي إلى تحسين سمع المريض. وأخيراً يجب أن نعرف أن هذه الجراحات تحتاج مهارة خاصة في اجرائها مع خبرة متميزة لتحقيق النتائج المرجوة منها كما تحتاج إلى ان يتفهم المريض نسب نجاح الجراحة او فشلها مع المضاعفات الممكن حدوثها بعد الجراحة ونتمنى الشفاء للجميع.