التهابات الأذن الوسطى تمثل واحدة من الالتهابات الأكثر شيوعا عند الأطفال وتنقسم إلى التهابات حادة والتهابات مزمنة التهابات الأذن الوسطى الحادة تنتشر بنسبة كبيرة لدى الأطفال وذلك يرجع إلى أسباب عدة منها أن قناة تهوية الأذن الوسطى لدى الأطفال (قناة يوستاكيوس) والتي تتصل أيضا بخلف الأذن، تكون أضيق وعلى مستوى أفقي مع البلعوم الأنفي مما يساعد الإفرازات وما تحمله من ميكروبات على الدخول بسهولة إلى الأذن الوسطى، كما أن الأطفال أكثر عرضة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي ما يساعد على التهابات الأذن الوسطى الحادة. وتأخذ الأعراض عادة شكل ألم شديد بالأذن يعبر عنه الأطفال الصغار في صورة بكاء شديد مع شد الأذن وقد يكون مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة مع قيئ وإسهال. ومع زيادة الالتهابات تتكون إفرازات خلف طبلة الأذن، وقد يحدث ثقب بها يصحبه ارتياح من الألم وحدوث إفرازات من الأذن. وهناك نوع ثانٍ من الالتهاب الحاد عند الأطفال وهو الالتهاب الارتشاحي، وعادة ما يكون مصحوبا لألم خفيف وضعف بسيط في السمع وأيضا لا يكون ملحوظا من الوالدين. العلاج يكون العلاج أساسا دوائيا في صورة مضادات حيوية ومضادات للالتهابات ونادرا ما نحتاج إلى علاج جراحي إذا لم يستجيب الالتهاب للعلاج الدوائي خلال 48 ساعة أو عند حدوث مضاعفات ويكون التدخل الجراحي في صورة شق لطبلة الأذن لشفط الإفرازات خلف الطبلة. التهابات الأذن الوسطى المزمنة الارتشاحية وفيها تتكون سوائل خلف الطبلة بصورة شبه دائمة، مما يعيق طبلة الأذن عن الاهتزاز الكامل وتوصيل الموجات الصوتية، ويحدث هذا غالبا لعدم قيام قناة يوستاكيوس بعمل التهوية اللازمة للأذن الوسطى نتيجة لوجود لحمية خلف الأنف تعيق فتحة التنفس من الأنف مما يسبب حدوث إفرازات تؤثر أيضا على فتحة قناة يوستاكيوس. وهنا تكون الأعراض عند الطفل عبارة عن ضعف بسيط في السمع قد يحسبه الوالدان عزوف الطفل عن الاستجابة لأي نداء. العلاج في مثل هذه الحالة لابد من فحص دقيق لحجم اللحمية خلف الأنف، وإعطاء علاجات دوائية، فإن لم تستجب يفضل سحب السوائل عن طريق ثقب جراحي في الطبلة وأحيانا تركيب أنبوب تهوية في الطبلة مع إزالة الحمية أو اللحمية واللوزتين إذا كانتا سبب الارتشاح. التهابات الأذن الوسطى المزمنة الصديدية تحدث عادة بعد حدوث ثقب بطبلة الأذن نتيجة التهاب حاد بالأذن الوسطى وفشل طبلة الأذن في الالتئام بصورة طبيعية مما يؤدي إلى حدوث إفرازات متكررة في الأذن مع ضعف بالسمع. ويكون العلاج في صورة شفط الإفرازات من الأذن مع وضع قطرة موضعية لحين انتهاء الالتهاب الحاد، ثم علاج الأنف والجيوب الأنفية والتهاب اللوزتين المتكرر والتي ربما تكون السبب المباشر ثم تجري جراحة لترقيع طبلة الأذن بواسطة الميكروسكوب وتكون عن طريق فتحة صغيرة خلف صوان الأذن فيكون الجرح غير ظاهر ويكون الغرض من الجراحة وقف الإفرازات المتكررة في الأذن مع تحسين السمع. مضاعفات التهابات الأذن الوسطى تحدث عادة مع حالات الالتهابات المزمنة المصحوبة بتسوس وفي حالات الالتهاب الحاد للأذن الوسطى التي تصحبها وقد تكون المضاعفات خطيرة ويجب أن يستشير المريض الطبيب إذا حدثت الأعراض الآتية التي تدل على حدوث مضاعفات: ألم بالأذن، دوار حركي أو دوار حاد، ارتفاع بدرجة الحرارة وصداع مستمر مع ميل للقيء وعدم وضوح الرؤية. المضاعفات - حدوث شلل بالوجه نتيجة تأكل العصب السابع المسئول عن حركة الوجه. - حدوث التهاب حاد بالأذن الداخلية مما يؤدي إلى دوار حاد مع ضعف حسي بالسمع قد يؤدي إلى فقدان السمع. - حدوث خراج خلف الأذن بعظمة الماستويد الموجودة خلف صوان الأذن. - حدوث التهاب بأغشية المخ مما يمثل خطورة شديدة ويلزم العلاج فورا ثم إجراء جراحة للأذن. - حدوث خراج بالمخ ويحتاج إلى إزالة فورية للخراج ثم يعقبها جراحة للأذن للقضاء على مصدر الالتهاب. وحدة الأنف والأذن والحنجرة