يتصدر جدول أعمال القمة السابعة للاتحاد الإفريقي التي بدأت أمس السبت وتتواصل اليوم الأحد صعود ناشطين إسلاميين إلى السلطة في الصومال وأزمة إقليم دارفور السوداني ولكن لا توجد فرصة تذكر على ما يبدو لتحقيق تقدم كبير في أي من هاتين القضيتين. وبصورة استثنائية، دعيت شخصيتان (أجنبيتان) للمشاركة في الاجتماع هما الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي يقوم بحملة عالمية لحصول بلاده على مقعد في مجلس الأمن، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي تشهد بلاده أزمة مع الغرب بسبب برنامجها النووي. وفي حين أن الاندماج الإقليمي هو عنوان القمة الرسمي، إلا أن التركيز سيكون على الأزمات التي تهدد استقرار القارة. ومن هذه الأزمات الحرب الأهلية التي ما زالت دائرة منذ ثلاث سنوات في إقليم دارفور السوداني، رغم التوقيع في أيار-مايو على اتفاق سلام بين الخرطوم وأكبر فصيل متمرد. وعادت الصومال الغارقة في الحرب الأهلية منذ 1991م إلى أجندة الاتحاد الإفريقي بعد أن استولت ميليشيات إسلامية على عاصمتها مقديشو وجزء من البلاد. وسيتم التطرق في بنجول أيضا إلى الوضع في ساحل العاج وجمهورية الكونغو الديموقراطية وهما بلدان ستجري فيهما انتخابات رئاسية هذه السنة. ومن المرجح أن تهيمن على الاجتماع الذي يعقده كل ستة أشهر زعماء الاتحاد الإفريقي الذي يضم 53 دولة هاتان الأزمتان ولكن اتضح بعد الاجتماع التحضيري الذي عقده وزراء الخارجية الأفارقة الأسبوع الماضي وجود عقبات قوية أمام تحقيق انفراج في أي من القضيتين. وفي دارفور يريد الاتحاد الإفريقي تسليم مهمات حفظ السلام من قوته المؤلفة من سبعة آلاف جندي إلى قوة من الأممالمتحدة بحلول 30 سبتمبر أيلول القادم.. ولكن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أعلن يوم الخميس رفضه القاطع من جديد لنشر قوات من الأممالمتحدة. وقال البشير في كلمة ألقاها في الهواء الطلق حضرها آلاف الأشخاص في الخرطوم إن السودان لن يسمح بنشر قوات دولية بقيادة الأممالمتحدة في دارفور. وسيحاول كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة تغيير موقف الزعيم السوداني خلال اجتماع يعقد أثناء القمة. وفي الخرطوم أيضا قالت الحركة الشعبية الشريك الآخر في الحكم إنها لا تتخذ موقف البشير نفسه، مشيرة إلى أنها لا تمانع في مناقشة مسألة الاستعانة بقوات دولية.ولكن دبلوماسيين غربيين وأفارقة في بانجول قالوا إنه على الرغم من السخط الشديد على موت عشرات الآلاف في دارفور فإن المجتمع الدولي لا يملك أي تأثير لحفز البشير على تغيير موقفه. وتحاول القوة الإفريقية حماية أكثر من مليوني لاجئ في غرب السودان ومراقبة وقف متعثر لإطلاق النار بين المتمردين والقوات الحكومية وميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم قتل واغتصاب وسرقة. ولا توجد فرصة أكبر للقيام بأي شيء بشأن الصومال حيث طرد إسلاميون زعماء الحرب العلمانيين الذين تدعمهم أمريكا من مقديشو في الخامس من يونيو حزيران ويسيطرون الآن على مساحة شاسعة من البلاد. وعلى الرغم من قوة الإسلاميين الذين قالوا في الأسبوع الماضي إنهم سيبسطون سيطرة اتحاد المحاكم الشرعية على كل أنحاء الصومال قال الاتحاد الإفريقي إنه لن يتعامل مباشرة معهم. والجانب الإسلامي الصومالي غير موجود حتى في اجتماع بانجول. أما العقدة الأخرى التي يتوجب على المسؤولين الأفارقة حلها فهي قضية حسين حبري، وسيدرس المسؤولون في غامبيا تقريراً وضعته لجنة خبراء لحسم مسألة تسليم الرئيس التشادي السابق المنفي في السنغال إلى بلجيكا التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، أو محاكمته في إفريقيا. وكشف أحد المحامين الذين وضعوا التقرير الجمعة في بنجول أن اللجنة توصي بمحاكمة حبري في إفريقيا. وقال المحامي الحج ضيوف للصحافيين إن (الخبراء اقترحوا أن يحاكم السيد حبري في السنغال أو تشاد أو أي بلد إفريقي آخر يقدم خدماته في حال رفضت الدولتان الأوليان).