افتتح القادة الأفارقة أمس السبت في بانجول القمة السابعة للاتحاد الأفريقي التي ستبحث خصوصاً النزاعين في دارفور والصومال والوضع القضائي للرئيس التشادي السابق حسين حبري. وبصورة استئنائية، دعيت شخصيتان"أجنبيتان"للمشاركة في الإجتماع هما الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي يقوم بحملة عالمية لحصول بلاده على مقعد في مجلس الأمن، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي تشهد بلاده أزمة مع الغرب بسبب برنامجها النووي. وأعلن رئيس غامبيا يحيى جامع افتتاح القمة العادية للدول الافريقية ال 53 في قاعة المؤتمرات الحديثة لفندق كبير ما زال قيد البناء في ضواحي بانجول. واستعرض رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي عمر كوناري بعد ذلك المشكلات التي يتحتم على المنظمة معالجتها بشكل عاجل. وقال"إننا ملزمون باتخاذ اجراءات عاجلة في النزاعين في دارفور غرب السودان والصومال". وفي ما يتعلق بدارفور، قال كوناري ان على الاتحاد الافريقي"ايجاد السبل الكفيلة بتطبيق اتفاقات أبوجا"الموقعة في ايار مايو بين الخرطوم وفصيل متمرد رئيسي. وتابع ان على المنظمة"تقديم دعمها .. لعمليتي السلام الجاريتين في ساحل العاج وجمهورية الكونغو الديموقراطية"حيث يسود وضع هش مع اقتراب انتخابات رئاسية مقررة في البلدين هذه السنة. وقال"لا اشك .. في انكم ستعطون منظمتكم دفعاً جديداً .. مثلما سبق وفعلتم في الماضي .. وانكم ستجعلون من افريقيا مكانا في العالم يحترم فيه القانون"، في اشارة الى مشروع الميثاق من اجل الديموقراطية الذي سيطرح على رؤساء الدول لاقراره. وعبرت وزيرة خارجية جنوب افريقيا نكوسازانا دلاميني-زوما الثلثاء عن تحفظات بشأن اقرار الوثيقة مشيرة للصحافيين الى ان"قادة افارقة رفضوا اقرار ميثاق قد يعقد مهمة رؤساء لا يتمتعون بالشعبية ويرغبون في البقاء في السلطة". وودع كوفي أنان الذي ينهي ولايته أميناً عاماً للأمم المتحدة في نهاية كانون الأول ديسمبر، قادة الاتحاد الافريقي أمس. وقال في قمة بانجول:"خلال السنوات العشر تقريبا التي انقضت منذ أن القيت خطابي الأول امام المنظمة التي كانت تدعى منظمة الوحدة الافريقية عام 1997، حصلت على امتياز رؤية مرحلة ثالثة تنبثق"في القارة بعد حقبتي التحرر من الاستعمار والاستقلال ثم الديكتاتورية وسوء الادارة. وأشاد"بالتقدم الذي انجز في القارة في مجال التنمية والامن وحقوق الانسان"معبرا عن اسفه في الوقت نفسه للتأخر في وقف المعاناة وانتشار الايدز وانعدام الامن الغذائي، والتلوث وبطالة الشبان. وكان المجلس التنفيذي للإتحاد الذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، واصل ليل الجمعة محادثاته المغلقة بهدف التوصل الى تحديد نهائي لجدول أعمال القمة ومشروع القرار الختامي. وفي حين أن الاندماج الإقليمي هو عنوان القمة الرسمي، إلا ان التركيز سيكون على الازمات التي تهدد استقرار القارة. ومن هذه الازمات الحرب التي ما زالت دائرة منذ ثلاث سنوات في اقليم دارفور السوداني، رغم توقيع اتفاق سلام بين الخرطوم واكبر فصيل متمرد في ايار مايو الماضي. وعاد الصومال الغارق في الحرب الأهلية منذ 1991 الى اجندة الاتحاد الافريقي بعد ان استولت ميليشيات إسلامية على عاصمتها مقديشو وجزء من البلاد. وسيتم التطرق في بانجول ايضا الى الوضع في ساحل العاج وجمهورية كونغو الديموقراطية وهما بلدان ستجري فيهما انتخابات رئاسية هذه السنة. اما العقدة الاخرى التي يتوجب على المسؤولين الافارقة حلها فهي قضية حسين حبري. وسيدرس المسؤولون في غامبيا تقريراً وضعته لجنة خبراء لحسم مسألة تسليم الدكتاتور التشادي السابق المنفي في السنغال الى بلجيكا التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، او محاكمته في افريقيا. وكشف احد المحامين الذين وضعوا التقرير الجمعة في بانجول ان اللجنة توصي بمحاكمة حبري في افريقيا. وستتطرق القمة اخيراً الى الموقف الذي يجب ان تتخذه افريقيا من الهجرة غير الشرعية. كما سيتم البحث في مشروع ميثاق للديموقراطية. وستبحث قضايا الصحة لا سيما ان القارة الافريقية تجتاحها امراض الايدز والسل والملاريا. ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن الرئيس محمود أحمدي نجاد قوله خلال لقاء مع رئيس ساحل العاج لوران غباغبو في بانجول، ان ايران عازمة على مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم، قائلاً"ان الشعب الايراني اتخذ قراره وسيجتاز هذه المرحلة من دون ادنى شك وبكرامة واعتزاز وسيحصل على التكنولوجيا النووية السلمية". وكانت الدول الكبرى سلمت طهران مقترحات تتضمن اجراءات تحفيزية تستفيد منها ايران وخصوصا في المجالين النووي والتجاري شرط تعليقها عمليات تخصيب اليورانيوم. وفي الخرطوم، قال نور الدين المازني الناطق باسم الاتحاد الافريقي ان السودان أمر عسكريين تشاديين يعملون مع مراقبي الهدنة التابعين للاتحاد في دارفور بمغادرة البلاد. وتدهورت العلاقات التشادية - السودانية في الشهور الأخيرة حيث تبادل الجانبان الاتهامات بدعم ممجموعات معارضة تنشط على جانبي الحدود. وقال المازني:"اليوم يتجمع كل الممثلين التشاديين في الفاشر وسيغادرون". وتابع:"نأسف لهذا القرار... ونحض كل الأطراف على اللجوء للحوار لحل خلافاتهم بطريقة سلمية".