يبدأ المنتخب البرازيلي حملته الجدية نحو إحراز اللقب السادس في تاريخه في نهائيات كأس العالم لكرة القدم عندما يلاقي غانا اليوم الثلاثاء في دورتموند في الدور الثامن من النسخة الثامنة عشرة، فيما يحتضن استاد هانوفر مباراة قمة بين الجارين الإسباني والفرنسي حامل اللقب عام 1998 . البرازيل - غانا بات المنتخب البرازيلي على بعد 4 مباريات فقط لدخول التاريخ من أوسع أبوابه وإحراز اللقب العالمي للمرة الثانية على التوالي والسادسة في التاريخ. وسيكون المنتخب الغاني الملقب ب(برازيل إفريقيا) العقبة الأولى في طريق أبطال العالم نحو التتويج. وضرب المنتخب البرازيلي بقوة في المونديال الحالي وإن كان عرضه في المباراتين الأوليين ضد كرواتيا وأستراليا لم يرق إلى المستوى المعهود فحقق 3 انتصارات متتالية على كرواتيا 1- صفر وأستراليا 2 - صفر واليابان 4 -1 خولتها صدارة المجموعة السادسة عن جدارة. ويعتبر المنتخب البرازيلي معضلة صعبة الحل بالنسبة للمنتخبات المشاركة في المونديال بالنظر إلى الزخم النجومي الذي تضمه صفوفه بدءاً من حارس المرمى العملاق ديدا مرورا بكافو وروبرتو كارلوس وايمرسون وصانع الألعاب الساحر رونالدينيو والفنان كاكا وجونينيو وصولاً الى الهداف رونالدو وادريانو، وبالتالي فإن الأسلحة موجودة وجاهزة عند باريرا لتخطي عقبة غانا التي بلغت الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها في أول مشاركة لها في النهائيات. كما أن البرازيل لم تخسر في مبارياتها ال13 الأخيرة وتعود الخسارة الأخيرة لها إلى كأس القارات العام الماضي عندما سقطت أمام المكسيك صفر - 1 في الدور الأول، قبل أن تحرز لقبها. وتملك البرازيل سجلاً خالياً من الخسارة أمام المنتخبات الإفريقية في المونديال وهي واجهت حتى الآن 4 منتخبات جميعها في الدور الأول علماً بأنه لم يدخل مرماها أي هدف، فكانت أول مواجهة لها مع منتخب من القارة السمراء عام 1974 ضد الزائير سابقاً (الكونغو الديموقراطية حاليا) وفازت 3 - صفر، والثانية ضد الجزائر عام 1986 وفازت 1- صفر، والثالثة ضد الكاميرون في مونديال 1994 وفازت 3 - صفر، والرابعة الأخيرة ضد المغرب عام 1998 وفازت 3 - صفر أيضاً. وقال باريرا (نتمنى الحفاظ على سجلنا خالياً من الخسارة أمام المنتخبات الاإفريقية، لكن مع كل الاحترام للمنتخب الغاني لأنه منتخب جيد وليس لديه شيء يخسره أمامنا). وتعول البرازيل على رونالدو الذي ارتفعت معنوياته بعد تسجيله هدفين في مرمى اليابان. وواجه رونالدو انتقادات كثيرة قبل انطلاق المونديال بيد أنه أسكت منتقديه بفضل الهدفين، علماً بأنه لم يفقد ثقة مدربه باريرا الذي كان يصر على إشراكه رغم الانتقادات. ولن يكون المنتخب الغاني لقمة سائغة للبرازيل خصوصاً بعد العروض التي قدمها حتى الآن في البطولة. لم تكن بداية غانا جيدة من حيث النتيجة في المونديال الحالي حيث خسرت أمام إيطاليا صفر - 2 لكن ذلك لا يعكس الوجه الحقيقي للمباراة التي أبلت فيها غانا بلاء حسنا وأحرجت الإيطاليين المرشحين فوق العادة طيلة الدقائق التسعين، لكن (النجوم السوداء) وهو لقب غانا تداركوا الموقف بعرض رائع ونتيجة غالية أمام تشيكيا عندما تغلبوا عليها 2 - صفر، قبل أن يؤكّدوا أفضليتهم في الجولة الثالثة الأخيرة بتغلبهم على الولاياتالمتحدة 2 - 1 . وتعقد غانا آمالاً كبيرة على لاعب وسطها وقائدها ستيفن أبيا لاعب يوفنتوس الإيطالي سابقاً الذي أعرب عن سعادته بمواجهة البرازيل، وقال (لدينا حظوظ للفوز لأن أسلوب لعبنا يشبه أسلوب لعب البرازيل). إسبانيا - فرنسا تلتقي الجارتان إسبانيا وفرنسا اليوم الثلاثاء في هانوفر في مباراة قوية تسعيان فيها إلى محو خيبة الأمل في الاستحقاقات الكبرى السابقة، حيث خرجت إسبانيا من الدور الأول لبطولة أمم أوروبا قبل عامين في البرتغال والدور ربع النهائي لمونديال 2002 ، فيما خرجت فرنسا من ربع نهائي البطولة الأولى على يد اليونان والدور الأول للثانية عندما فقدت لقبها بخسارتين أمام السنغال صفر - 1 في المباراة الافتتاحية والدنمارك صفر - 2 وتعادل مع الأوروغواي صفر - صفر. ويبدو المنتخب الإسباني مرشحاً على الورق لبلوغ الدور ربع النهائي بالنظر إلى عروضه الجيدة في البطولة حتى الآن خلافاً للمنتخب الفرنسي الذي عانى الأمرين للتأهل وانتظر حتى الجولة الثالثة الأخيرة ليحجز بطاقته بفوزه الصعب على توغو 2 - صفر بعد سقوطه في فخ التعادل أمام سويسرا صفر - صفر وكوريا الجنوبية 1 -1. وتملك إسبانيا الأفضلية في تاريخ المواجهات بين المنتخبين والتي بلغت حتى الآن 27 مباراة ففاز الإسبان 11 مرة والفرنسيون 10 مرات وتعادلا 1 - 1 . بيد أن أبرز مباراة بين المنتخبين كانت في نهائي بطولة أمم أوروبا عام 1984 عندما توّجت فرنسا بقيادة نجمها ميشال بلاتيني بطلة للقارة العجوز بعد فوزها 2 - صفر. وتكتسب المباراة أهمية كبيرة بالنسبة للمنتخب الفرنسي وهدافه وأرسنال الإنجليزي تييري هنري الذي سيسعى إلى تأكيد نجوميته أمام أراغونيس الذي كان نعته (بالزنجي القذر) خلال حصة تدريبية للمنتخب الإسباني لتحفيز زميل هنري في أرسنال خوسيه انطونيو رييس عندما قال له (هيا يجب أن تؤكد بأنه أفضل من ذلك الزنجي القذر). وغرم الاتحاد الإسباني أراغونيس 3 آلاف يورو على تصريحاته العنصرية دون أن يحرك الاتحاد الدولي ساكناً رغم مطالبة هنري له بالتدخل (كي يعطي المثل لمن يطلق مثل هذه التصريحات العنصرية). وستكون المباراة فرصة لمواجهة بين هنري ورييس وفابريغاس، ولاعبي ريال مدريد راوول والفرنسي زين الدين زيدان. وتدخل إسبانيا المباراة بثقة كبيرة من أجل تحقيق الفوز وبلوغ الدور ربع النهائي لمواجهة البرازيل أو غانا. ولم يخسر المنتخب الإسباني في 25 مباراة حتى الآن وتحديداً منذ استلام لويس أراغونيس دفته الفنية في تموز - يوليو 2004 بعد خروجها خالية الوفاض من الدور الأول لبطولة أمم أوروبا بقيادة ايناكي سايز، وهو حقق 17 فوزاً منها ثلاثة متتالية في المونديال الحالي خولته صدارة المجموعة الثامنة بعدما تغلب على أوكرانيا 4 - صفر وتونس 3 -1 والسعودية 1- صفر. بيد أن إسبانيا لم تواجه منتخبات من الطراز العالمي وتبقى إنكلترا المنتخب العريق الوحيد الذي واجهته في السابق وتغلبت عليه 1 - صفر ودياً في 17 تشرين الثاني - نوفمبر 2004 سجله اسيير دل هورنو الغائب عن المونديال بسبب الإصابة. وتكمن القوة الضاربة للمنتخب الإسباني في خطي وسطه بقيادة لاعبي برشلونة خافي وليفربول الإنجليزي خابي الونسو، والهجوم بقيادة مهاجمي اتلتيكو مدريد فرناندو توريس صاحب المركز الثاني على لائحة هدافي المونديال برصيد 3 أهداف وفالنسيا دافيد فيا صاحب المركز الثالث على لائحة هدافي الدوري الإسباني برصيد 25 هدفاً بفارق هدف واحد خلف مهاجم برشلونة المتصدر الكاميروني صامويل ايتو. وتمتلك إسبانيا لاعبين احتياطيين لا يقلون شأناً عن الأساسيين في مقدمتهم لاعب وسط أرسنال الإنجليزي فرانشيسكو فابريغاس وزميله في الفريق المهاجم خوسيه انطونيو رييس ونجم ريال مدريد راوول غونزاليز بلانكو ومهاجم بيتيس خواكين. وكانت إسبانيا خاضت المباراة الأخيرة ضد السعودية بفريقها الرديف وفازت 1 - صفر. وقال أراغونيس (أحترم المنتخب الفرنسي لكنني متأكد من أننا سنتخطاه ونبلغ ربع النهائي)، مضيفاً (لنواصل مشوارنا في البطولة يجب أن نفوز على المنتخبات الجيدة. فرنسا منتخب جيد جداً وليس هناك أي شك في ذلك لكني متأكد أننا سنبلغ ربع النهائي، ولذلك يجب أن نقدم مباراة جيدة وأن نتفادى ارتكاب الأخطاء). وأضاف (شددت على لاعبي المنتخب بأن المونديال يبدأ من الدور ثمن النهائي، وإذا أردنا أن نذهب بعيداً في المونديال يجب أن نفوز على فرنساوالبرازيل وجميع المنتخبات. أحترم فرنسا التي لها منتخب جيد لكن وبدون شك، بإمكاننا الفوز عليه). وتابع (لدي ثقة كبيرة في لاعبي فريقي، لقد تحدثت إلى اللاعبين والفريق يثق في إمكانياته وأنا أيضاً). في المقابل، يعود صانع الألعاب زيدان والمدافع اريك ابيدال إلى صفوف فرنسا بعد غيابهما عن المباراة الأخيرة ضد توغو بسبب الإصابة والإيقاف، علماً بأنهما تابعا المباراة من غرف الملابس وليس من مقاعد الاحتياط. وأوضح مدرب منتخب فرنسا ريمون دومينيك أن مواجهة إسبانيا ستكون صعبة لكن ذلك لا يعني أن فريقه غير قادر على الفوز، وقال (الجميع يرشح إسبانيا، لكن الأمور تحسم في أرض الملعب وليس هناك اعتبار للترشيحات أو تصنيف الفيفا). وتابع (نعرف جيداً أننا إذا لم نكن أقوياء في خط الدفاع ضد إسبانيا سنخسر المباراة ونعود إلى فرنسا، لكن لدينا الأسلحة اللازمة لتشكيل خطر على منافسنا وعلينا إيجاد التوازن بين الدفاع والهجوم)، مضيفاً (إسبانيا منتخب قوي سجل أهدافاً كثيرة ويلعب كرة جيدة ويملك لاعبين رائعين. نحن نعرفهم جيداً ويجب أن نستغل نقاط ضعفهم ونستغلها جيداً). ويبدو أن دومينيك سيلعب بالثنائي هنري ودافيد تريزيغيه منذ البداية على غرار المباراة الأخيرة ضد توغو بعدما اعتمد في المباراتين الأوليين على هنري وحده فقط في الهجوم.