يطغى الثأر على مباراة الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، الاولى ستكون بين البرازيلوفرنسا في فرانكفورت. وانتظر المنتخب البرازيلي ثمانية أعوام لتتهيأ امامه فرصة ذهبية للثأر من المنتخب الفرنسي، عندما يلاقيه اليوم في الدور ربع النهائي. وكانت فرنسا ألحقت بالبرازيل هزيمة نكراء، في المباراة النهائية لعام 1998 على استاد فرنسا في سان دوني في ضواحي العاصمة باريس، ونالت لقبها العالمي الأول في تاريخها. ويتذكر البرازيليون جيداً الهزيمة القاسية، وما رافقها من أحداث قلبت الامور رأساً على عقب، بعدما كانت مرشحة بقوة لحمل الكأس العالمية، ابرزها إصابة مهاجمها الفذ رونالدو بحال صرع قبل المباراة، أثرت كثيراً في معنويات زملائه، الذين بدوا تائهين في ارض الملعب، ولم يقووا على مجاراة أصحاب الأرض. ولطالما تمنى لاعبو المنتخب البرازيلي مواجهة الفرنسيين والثأر منهم، وحال خروج الأخيرين من الدور الأول في"مونديال"2002 في كوريا الجنوبيةواليابان دون ذلك، بيد أن"المونديال"الألماني سيكون مسرحاً لهذه المواجهة الثأرية. وجاءت المواجهة في الوقت المناسب للمنتخبين، لأنهما يسعيان إلى تأكيد أحقيتهما في بلوغ الدور ربع النهائي، خصوصاً انهما لم يقنعا تماماً في الدور الأول، فالبرازيل حققت أربعة انتصارات متتالية بشق الأنفس، اذا ما استثنينا فوزها على اليابان 4-1 في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول، وعلى غانا 3- صفر في الدور الثاني، وان كانت الأخيرة قدمت عرضاً جيداً، خصوصاً في الشوط الاول، وكانت الأقرب إلى التسجيل في مناسبات عدة. في المقابل، عانت فرنسا الأمرين منذ بدء البطولة، بتعادلها مع سويسرا صفر- صفر وكوريا الجنوبية 1-1، قبل أن تحقق فوزاً صعباً على توغو 2- صفر، كان جواز مرورها الى الدور الثاني، حيث أخرجت منتخباً قوياً كان بين المرشحين للذهاب بعيداً في البطولة هو اسبانيا بفوزها عليه 3-1. وسعى مدرب البرازيل كارلوس البرتو باريرا الى تخفيف الضغوط على لاعبي منتخب بلاده، عندما استبعد ان تكون مواجهة فرنسا ثأرية، وقال:"لا يوجد اي رابط بين مواجهة السبت ونهائي 1998. لا يفكر اي منا في الثأر، لا يوجد مناخ ثأري، كل ما هناك اننا سنواجه فرنسا مرة جديدة في مباراة حاسمة". وتابع باريرا:"لقد تطور اداء فرنسا في الوقت المناسب من المسابقة"، مؤكداً ان لقاء السبت في فرانكفورت سيكون"كلاسيكياً". وتكتسب المباراة أهمية كبيرة لرونالدو، الساعي الى محو الذكريات المؤلمة لعام 1998، وهو استعاد مستواه في"المونديال"الحالي، خصوصاً بعد تسجيله ثلاثة اهداف في المباراتين الاخيرتين، حطم بها الرقم القياسي في عدد الاهداف المسجلة في النهائيات، حيث رفع رصيده الى 15 هدفاً. ويدرك رونالدو صعوبة مهمة منتخب بلاده امام فرنسا، التي تملك خطاً دفاعياً قوياً، بيد انه يثق بإمكانات ومؤهلات فريقه، مضيفاً:"اذا اردنا تحقيق ما نصبو اليه وهو إحراز اللقب، يجب ان نقوم بتضحيات كبيرة، وان نعمل بجهد كبير في التدريبات". وتابع:"لا يوجد منتخب يقدم لك الفوز على طبق، وبالتالي يجب ان نبذل جهداً كبيراً ونركز في المواجهات المقبلة". في المقابل، اعترف لاعبو المنتخب الفرنسي بصعوبة مواجهة البرازيل في"المونديال"الحالي، وأجمعوا على ان البرازيل منتخب متكامل، ومرشح بقوة لإحراز اللقب، بيد انهم اكدوا ثقتهم الكبيرة بمؤهلاتهم لتحقيق نتيجة ايجابية ومواصلة المشوار. وأكد صانع الألعاب زين الدين زيدان، الذي سيلتقي زملاءه في ريال مدريد الاسباني روبرتو كارلوس ورونالدو وروبينيو، ان الفوز على اسبانيا رفع معنويات اللاعبين، وزادهم اصراراً على مواصلة المشوار. وقال زيدان:"قبل مواجهة اسبانيا أكد الجميع أنها المباراة الأخيرة لي"، في اشارة الى اعتزاله اللعب نهائياً بعد"المونديال"، مضيفاً:"لكن النتيجة أثبتت العكس، وهو ما سنسعى الى تحقيقه امام البرازيل، مع احترامي الكبير لهذا المنتخب العريق".