جاءت تظاهرة الفعاليات ل (ورشة التآلف مع الإعلاميين العرب) في كوالالمبور مناسبة مميزة على صعيدي الزمان والمكان، فقد كانت العاصمة الماليزية الساحرة والزاخرة بكل معطيات الحضارة الحديثة مكاناً مثالياً لترسيخ الإخاء الإسلامي، وخصوصاً بين الشعوب على تباين أصولها وعرقياتها، في حين جاء عنصر الزمان ملائماً هو الآخر حيث اشتدت الحاجة حملة الإسلامية في وقت تكالبت فيه براثن الأعداء ومخالبهم للنيل من عقيدة الإسلام، وتعددت المساعي لإطفاء نور العقيدة السمحة وإيقاف مدها القوي المتسارع. في تلك السانحة كانت (الجزيرة) حاضرة للفعاليات، حيث شاركت ضمن وفود تنادت للحضور من خمس عشرة دولة، وكانت (الجزيرة) الوحيدة من بين صحف المملكة التي تابعت الفعاليات، وقدمت فيها ورقة عمل، في حين جاءت الوفود الاخرى من البحرين، الإمارات، عمان، الكويت، قطر، اليمن، مصر، السودان، سوريا، الأردن، تونس، المغرب، العراق، والجزائر. مركز للصحافة الإسلامية كانت الدعوة لإنشاء مركز للصحافة الإسلامية إحدى أبرز النقاط التي اتسم بها خطاب وزير الإعلام الماليزي في افتتاح الورشة، فقد دعا إلى أن يكون هذا المركز موئلاً يجمع الصحفيين المسلمين على اختلاف مناطقهم الجغرافية لتدارس القضايا العامة، كما قال: إنه يمكن للمركز تنظيم برامج للصحفيين غير المسلمين كي يتعرفوا على الصورة الحقيقية للإسلام بعيداً عن شوائب التي يسعى البعض لإلحاقها به، لكي تترسخ الجهود لإيقاف فكرة الإسلام (المخيف) التي بدأت تدخل إلى أذهان غير العارفين بجوهر هذه العقيدة السماوية السمحة. رفض كامل للرسوم المسيئة وعرج الوزير الماليزي زين الدين مايدن - في كلمته الافتتاحية إلى وجود برامج للاستهزاء بالإسلام وأهله، حيث تتولى هذه البرامج جهات معينة في الغرب، وقال: إن هذه الجهات تستخدم الإعلام المتطرف للنيل من الإسلام وجاءت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم - كواحدة من سمات الهجمة على الإسلام، وتساءل الوزير الماليزي عما إذا كان الغرض من تلك الرسوم تشتيت انتباه المسلمين عما يجري تجاه الكثيرين ممن يدينون بالإسلام في العديد من أنحاء العالم، حاثاً لضرورة تقوية الإعلام الإسلامي ليكون مؤثراً وفعالاً لعكس الأخبار والمعلومات الصادقة المتعلقة بالإسلام والمسلمين. وحول رؤيته لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية بجدة أشارالوزير الماليزي إلى ضرورة تكثيف الجهود للارتقاء بها لتكون قادرة على أداء دور فعال ومؤثر في نشر الأخبار الصحيحة عن الأمة الإسلامية. تقوية التفاهم لصد الهجمة على نفس الصعيد برر جميل جعفر مدير عام وكالة الأنباء الماليزية (برناما) ورئيس اللجنة المنظمة للورشة انعقاد هذه الورشة بأنه يجيء لتقوية التفاهم في مواجهة القضايا والاختلافات الدينية التي حاولت إثارتها بعض أجهزة الإعلام الغربية بين المسلمين، وأشار إلى أن تلك الأجهزة سعت الى حشد الآراء المتصارعة، ووجهات النظر المتباينة وتضخيمها لخلق التوتر والكراهية والعداء بين المختلفين. وقال: إننا بحاجة الى مناقشة المناهج للرد على ما تبثه وسائل الإعلام الغربية ضد المسلمين، وخصوصاً فيما يتعلق بإظهار معتنقي الدين الإسلامي على شكل أناس إرهابيين ومتطرفين. أوراق العمل بعد ذلك جاء دور أوراق العمل من الصحفيين المشاركين في الورشة، وكانت البداية لصحيفة (الجزيرة) حيث تشرف معد هذا التقرير بإلقاء مضامين ورقته التي تضمنت تعريفاً مفصلاً لجريدة (الجزيرة) والدور الذي يؤديه طاقمها التحريري الذي يقوده رئيس التحرير الأستاذ خالد بن حمد المالك. بعد ذلك قدم عدد من الزملاء الإعلاميين أوراق عمل تتضمن تنويراً من الجهات الصحفية والإعلامية التي ينتمون إليها، حيث شارك في هذه الأوراق كل من عبدالله بن عبدالرحمن المظفر مدير تحرير وكالة الأنباء القطرية، وجهاد سلمان الجودر من مملكة البحرين، وفيصل بن محمد أمين من وكالة الأنباء العمانية، وعدنان محمد سلام من وكالة الأنباء الإماراتية، وبندر الشلاحي سكرتير التحرير بوكالة الأنباء الكويتية (كونا) وعبدالمحسن سلامة نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، وسعيد دهري من المملكة المغربية، وعلا قاسم عبيدات من المملكة الأردنية، وفراس عمر القيسي مدير عام وكالة الأنباء العراقية، وريم قاسم من وكالة الأنباء التونسية، وكماجان بنسيا من تركيا، ويحيى محمد عرهب من وكالة الأنباء اليمنية سبأ، كذلك استمعت الورشة إلى أوراق أخرى مقدمة: أسماء فريح من وكالة الأنباء السورية، وناهد عثمان محمد من وكالة الأنباء السودانية. قضايا مشتركة وشهدت فعاليات الورشة خلال أيامها التي امتدت من مطلع شهر مايو إلى السابع منه العديد من مشاركات أساتذة الجامعات الماليزية، حيث ناقشوا القضايا المشتركة بين الصحافة الماليزية والعربية، وشهدت المشاركات العديد من المداخلات الجانبية التي أثرت النقاش وأضفت عليه الحيوية. بيان مشترك وشهد ختام فعاليات الورشة صدور بيان مشترك من المشاركين، حيث أشاد الصحفيون بجهود الحكومة الماليزية الساعية لتوطيد أواصر الصداقة مع شعوب جنوب شرق آسيا، وثمنوا اقتراح وزير الإعلام الماليزي زين الدين مايدن بإنشاء مركز للصحافة الإسلامية الدولية، وكذلك رحب المشاركون بمشروع شبكة أنباء دول عدم الانحياز NNN الذي كان قد تم مناقشته في ورشة عمل سابقة. كما أكد الصحفيون المشاركون على استمرارية التعاون فيما بينهم، وتم إقرار منح عضوية دائمة لمن شاركوا في الورشة. الجدير بالذكر أن ورشة التآلف مع الصحفيين العرب أقيمت بكوالالمبور تحت رعاية كل من اليونسكو، ووزارة الإعلام الماليزية، ووكالة الأنباء الوطنية (برناما).