قرَّر مجلس التأديب في مصر الذي يحاكم نائبي رئيس محكمة النقض هشام البسطويسي ومحمود مكي توجيه اللوم أمس الخميس إلى البسطويسي وتبرئة مكي، بينما أعلن رئيس نادي القضاة زكريا عبد العزيز رفضه الحكم الذي اعتبره (جائراً ومعدوماً). وكان المستشاران محمود مكي وهشام البسطويسي قد أحيلا إلى محاكمة تأديبية بتهمة الإساءة إلى عدد من القضاة بسبب إدلائهما بتصريحات صحافية طالبا فيها بالتحقيق في شكاوى تزوير الانتخابات التشريعية التي أجريت الخريف الماضي ومعاقبة القضاة الذين يثبت تورطهم في وقائع تزوير. وأكد عبد العزيز: (سنتخذ كافة الإجراءات للطعن في هذا الحكم الجائر، ونعتبر هذا الحكم معدوماً). ووصف رئيس مجلس التأديب المستشار فتحي خليفة رئيس مجلس القضاء الأعلى بأنه (طاغٍ مستبد وظالم)، مشيراً إلى أنه أصدر حكمه (دون سماع مرافعة المستشار البسطويسي الراقد على فراش المرض). وأوضح أن (هيئة الدفاع عن البسطويسي طلبت التأجيل ليتمكن من إبداء مرافعته الموضوعية، لكن رئيس مجلس التأديب تجاهل ذلك وحكم دون الاستماع إلى المرافعة). وكان البسطويسي قد نقل الأربعاء إلى المستشفى بعد إصابته بأزمة قلبية حادة يفترض أن يخضع بعدها لجراحة عاجلة. من جهته، قال محمود مكي: إن (الحكم باطل، والمركز القانوني للبسطويسي مماثل تماماً لمركزي القانوني، ولا يجوز أن يصدر بحقه حكم مخالف لي)، مؤكداً (سأستمر في موقفي، وسأواصل المطالبة بنزاهة الانتخابات واستقلال القضاء). وكانت أجهزة الأمن المصرية قد اعتقلت أمس الخميس نحو 400 شخص من بين المتظاهرين الذين احتشدوا للتعبير عن تضامنهم مع القضاة. وألقت الشرطة القبض على المتظاهرين الذين ينتمون إلى مختلف التيارات، وتعرض نحو مائة منهم للضرب قبل الاعتقال. وعمت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين منطقة وسط المدينة في شوارع طلعت حرب و26 يوليو والجلاء. وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت القبض على 50 شخصاً من جماعة الإخوان المسلمين أثناء قيامهم بمظاهرة أمام محكمة شمال القاهرة وفي شارعي الجلاء ورمسيس قرب القضاء العالي؛ حيث كانوا يتضامنون مع القضاة. وتحرك القضاة من نادي القضاة إلى دار القضاء العالي، وتم منع 20 من جماعة الإخوان المسلمين من دخول دار القضاء العالي، فيما جرت مظاهرة أمام نقابتي المحامين والصحفيين بوسط القاهرة، وقامت الشرطة بضرب مصريين يرتدون زياً مدنياً محتجين على محاكمة القضاة. وحين كان عشرات من القضاة يتقدمون إلى دار القضاء العالي في وسط القاهرة؛ حيث تجرى المحاكمة للدفاع عن القاضيين محمود مكي وهشام البسطويسي، ضربت قوات الأمن المحتجين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يتظاهرون في شوارع قريبة من مبنى المحكمة تأييداً للقاضيين، واستعملت في ضربهم الهراوات والعصي وقبضات الأيدي. وقالت المصورة تارا تودراس- وايتهيل: إن (بلطجية) تساندهم قوات الأمن لاحقوا نحو 800 متظاهر في أحد الشوارع وأمسكوا بعدد منهم لضربهم. وقالت: (أمسكوا بالقريبين منهم، لكن الباقين فروا. رأيتُ 20 شخصاً على الأقل يضربون بقبضات الأيدي والهراوات والعصي القصيرة). وأكد شاهدان آخران روايات الضرب الذي وقع في ميدان التوفيقية القريب من دار القضاء العالي. وحين مرَّ القضاة والمحامون المدافعون عن مكي والبسطويسي أمام مبنى نقابة الصحفيين المجاورة لدار القضاء العالي نثر نشطاء يتظاهرون على درج المبنى الذي نظمت أمامه مظاهرات كثيرة وروداً عليهم. وتحسباً للاحتجاجات أغلقت قوات الأمن أجزاء من وسط القاهرة. وقالت جماعة الإخوان المسلمين: إن قوات الأمن ألقت القبض على عصام العريان ومحمد مرسي القياديين بالجماعة ونحو 220 من أعضائها خلال مظاهرات. وأوقف ألوف من رجال الأمن الذين احتشدوا حول دار القضاء العالي، وهي مجمع محاكم تعقد فيها المحاكمة، مرور السيارات والأشخاص في ثلاثة شوارع رئيسة على الأقل. ووقف مئات من الجنود في طوابير متتالية في الشوارع الجانبية والممرات المؤدية إلى مبنى المحكمة.