أمر الرئيس البوليفي ايفو موراليس الجيش باحتلال حقول الغاز الطبيعي في البلاد يوم الاثنين بعد تأميم قطاع الطاقة وتهديده بطرد الشركات الأجنبية التي لا توقع عقوداً جديدة خلال ستة أشهر.وتملك بوليفيا الفقيرة ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في أمريكا اللاتينية بعد فنزويلا، وكانت مسألة كيف تدير الدولة هذه الثروات محور عدة تمردات شعبية منذ عام 2003. واصبح موراليس رئيساً لبوليفيا في يناير - كانون الثاني بوعود ببسط مزيد من سيطرة الدولة على الثروات الطبيعية للبلاد، الأمر الذي يعكس عداء متزايداً للأسواق الحرة والاستثمار الأجنبي في أمريكا اللاتينية. وشكا يساريون راديكاليون في الآونة الأخيرة انه لم يحقق تقدماً يذكر في هذا الشأن. واختار الرئيس يوم عيد العمال أول مايو ليعلن مرسوم تأميم قطاع الطاقة الذي يقضي بأنه يجب على شركات النفط أن توقع عقوداً تعترف بالسيطرة الجديدة للدولة على الحقول، وإلا فيتعين عليها أن ترحل عن البلاد. وقال أمام حشد من المواطنين اكتظ بهم الميدان الرئيس في لاباز: (هذه هي البداية... غداً أو اليوم الذي يليه سيأتي الدور على قطاع التعدين ثم الغابات، وفي نهاية المطاف الموارد الطبيعية جميعها التي كافح من أجلها أجدادنا).وفي وقت سابق قال موراليس بعد توقيع مرسوم التأميم في حقل سان البرتو الذي تقوم على تشغيله شركة بتروبراس البرازيلية في إقليم تاريخا بجنوب شرق بوليفيا: (لسنا حكومة الوعود وحسب، فنحن ننفذ ما نقترحه وما يطلبه الشعب).وأضاف موراليس قوله: (نريد أن نسأل (القوات المسلحة) ان تحتل من اليوم حقول الطاقة كلها في بوليفيا مع كتائب من المهندسين). وقال نائب الرئيس البوليفي الفارو جارسيا ان مسؤولين من شركة الطاقة الحكومية (واي. بي. اف. بي)، والجيش بدؤوا السيطرة على عشرات من منشآت الطاقة بعد أن وقع موراليس المرسوم. وقال أيضاً ان عائدات الحكومة من قطاع الطاقة ستقفز إلى 780 مليون دولار العام القادم مرتفعة نحو ستة أمثال ما كانت عليه عام 2002م. وكان موراليس وعد بتأميم قطاع الغاز حتى خلال حملته الانتخابية، لكنه أكد مراراً انه لن يصادر موجودات الشركات الأجنبية.وقال خوسيه سيرجيو جابرييلي رئيس شركة بتروبراس لشبكة تلفزيون جلوبو البرازيلية: (المرسوم غير دقيق ويقبل تفسيرات مختلفة حول كيفية تطبيقه. سنتخذ الخطوات الممكنة كافة لضمان تزويد السوق البرازيلية بالغاز). ودعا الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إلى عقد اجتماع طارئ شارك فيه جابرييلي وبعض الوزراء أمس الثلاثاء. وتبلغ احتياطيات الغاز في بوليفيا أفقر دول أمريكا الجنوبية 48.7 تريليون قدم مكعبة، وهي تصدر معظم انتاجها للبرازيل والأرجنتين. وقد استثمرت شركات أجنبية أكثر من ثلاثة مليارات دولار في القطاع في العقد الأخير جانباً كبيراً منها في عمليات التنقيب.