تجهد واشنطن لإيجاد لهجة جديدة تناسب الأوضاع المستجدة في أميركا اللاتينية التي تهب عليها رياح الشعبوية المناهضة للولايات المتحدة، والمتجسدة في تحالف كوباوفنزويلاوبوليفيا التي بادرت أخيراً إلى تأميم قطاع المحروقات، في موازاة القمة اللاتينية المخصصة لمعالجة مسالة التأميم التي استضافتها الأرجنتين أمس، وجمعت الرؤساء: البوليفي إيفو موراليس والفنزويلي هوغو تشافيز والبرازيلي لويز اناسيو لولا دا سيلفا والأرجنتيني نيستور كيرشنر. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن أي دولة في أميركا اللاتينية اياً كان انتماؤها السياسي، لن تدفع"ثمناً أيديولوجياً"إذا قررت إقامة شراكة مع الولاياتالمتحدة. وأوضحت رايس أن نظرة الولاياتالمتحدة إلى أميركا اللاتينية"تقوم على الشراكة وليس الوصاية الأبوية". لكن كوباوفنزويلاوبوليفيا وقعت نهاية الأسبوع الماضي"معاهدة الشعوب التجارية"الرامية إلى مواجهة المعاهدات الإقليمية للتبادل الحر التي تدعمها واشنطن مثل منطقة التبادل الحر في القارة الأميركية، وهو مشروع سوق واسعة تمتد من ألاسكا إلى ارض النار جنوبالأرجنتين أطلقته واشنطن عام 1994. ولم تتطرق رايس إلى تأميم النفط والغاز في بوليفيا الذي يثير قلق الدول الغربية. لكن مساعدها المكلف شؤون أميركا اللاتينية توم شانون أعلن أن الولاياتالمتحدة ستفتح مناقشات مع الحكومة البوليفية حول هذه المسألة. وسعى موراليس إلى تهدئة مخاوف الشركات الأجنبية وحكومات المنطقة في شأن قراره تأميم قطاع الغاز الطبيعي في الوقت الذي أعلنت شركة"بتروبراس"البرازيلية العملاقة للطاقة تعليق استثماراتها في ذلك البلد. وحذّرت وكالة الطاقة الدولية من خطورة تأميم دول أميركا اللاتينية مصادر الطاقة، مؤكدة أن خطوة بوليفيا أثارت قلق المستثمرين. وصرح نائب مدير الوكالة وليام رامسي لصحيفة"اكسبانسيون"الإسبانية إن الرئيس البوليفي ايفو موراليس"يعلم انه يحتاج إلى الإمكانات المالية والفنية التي توفرها شركات النفط". لكنه قال إن إقدام دول أميركا اللاتينية على تأميم مصادرها من الوقود الأحفوري هو"طريق خطر افزع المستثمرين". وحذر رامسي بوليفيا من اتباع الطريق الذي سلكته فنزويلا في تأميم مصادر الطاقة. وأعلنت إسبانيا أنها سترسل وفداً الى بوليفيا لمناقشة تأميم موارد النفط والغاز وتداعياته على الشركات الإسبانية وهي مستثمر كبير في تلك الدولة الفقيرة. في غضون ذلك، دفع التوتر بين فنزويلاوبيرو الرئيس تشافيز إلى سحب سفير بلاده من بيرو رداً على استدعاء ليما مبعوثها، احتجاجاً على ما وصفته الحكومة بتدخل فنزويلا في شؤونها الداخلية.