المتتبع لبرامج القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة يلاحظ بجلاء كثافة البرامج الدينية من حوارية وفتاوى وبرامج فقهية وقرآن وغيرها. وقد أخذت مكانها وأثبتت أهميتها بجدارة من حيث قوة الطرح وفن التقديم، وبثها في أوقات مناسبة وفترات زمنية جيدة، بل أصبحت الفضائيات تحرص عليها كعنصر لا غنى عنه في كل الظروف، حتى القنوات ذات النهج الترفيهي أو الغنائي والقنوات الفنية وغيرها، وهذه دلالة على وجود قطاع عريض من الجمهور الذي يتابع البرامج الدينية باهتمام وترقب، حيث تحرص الفضائيات على جذب هذا الجمهور وضمه إلى قاعدة مشاهديها. وحسب مصادر إعلامية مطلعة فإن معدلات المتابعة والمشاهدة للبرامج الدينية بمختلف فئاتها هي الأعلى في كثير من الفضائيات، فمثلاً برنامج (حجر الزاوية) الذي يقدمه الشيخ الدكتور سلمان العودة على محطة MBC وكذلك برنامج (الحياة كلمة) الذي يقدمه على ذات المحطة من أكثر البرامج جذباً ومتابعة ومشاهدة من الجمهور، وكذلك برنامج (صناع الحياة) الذي يقدمه الداعية عمرو خالد على قناة (اقرأ) من البرامج الفاعلة التي استطاعت أن تجذب الجمهور بصورة لافتة للنظر. أما الشيخ الدكتور عائض القرني فهو يقدم أكثر من برنامج مهم يحظى بالمتابعة العالية والمشاهدة الواسعة, وهناك الكثير من برامج الإفتاء، منها (الجواب الكافي) الذي يقدمه الشيخ محمد المقرن على قناة المجد؛ فهو يحقق نسباً عالية من المشاهدة، وبرنامج (الكلمة الطيبة) الذي يقدمه عبد الرحمن العمري على قناة المجد العلمية، هذا فضلاً عن برنامج (فتاوى على الهواء) والفتاوى التي تقدم عبر التلفزيون السعودي كلها تحظى بأوقات عرض مناسبة، ونسب مشاهدة مرموقة تعكسها المداخلات والاتصالات والفاكسات المباشرة مع البرامج، وكذلك ردود الفعل الطيبة لتلك البرامج تؤكد مدى تفاعل المشاهدين معها، ومدى الاستفادة منها، كونها تلبي متطلبات واحتياجات الجمهور، وتجيب عن الكثير من تساؤلاتهم، كما أنها تعرض في أوقات الذروة التي من خلالها تجد المتابعة من أكبر قطاع من المشاهدين. هكذا استطاعت البرامج الدينية أن تقتطع حصتها ونصيبها من المتابعة، وتثبت قدرتها على الجذب وتلبية المتطلبات، وتؤكد ضرورة وجودها وسط الأمواج المتلاطمة من البرامج المتنوعة بوصفها تمثل جانباً أساسياً في حياة المسلم، وهذا سر احتفاء الفضائيات بها وإعطائها الثمين من وقتها لما تجلبه لها من جمهور عريض وقطاع واسع من المشاهدين.