واصلت إسرائيل اعتداءاتها على قطاع غزة ودمرت طائراتها مكتباً لحركة فتح كما تواصل في ذات الوقت سقوط الشهداء وآخرهم طفل كان أصيب في هجمة إسرائيلية سابقة، وإزاء استمرار الاعتداءات والضغوط على السلطة الفلسطينية الجديدة جدَّدت المنظمات الدولية تحذيراتها من كارثة إنسانية تحدق بالأراضي الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية إن منظمة التحرير الفلسطينية تحاول إنقاذ الوضع المتمثل في إرهاصات الأزمة الإنسانية والتي أدت إليها حملة مقاطعات غربية فضلاً عن ضغوط إسرائيلية في شكل تضييق في المعابر وحرمان أهالي غزة والضفة المواد المعيشية والوقود. فقد أعلن مصدر فلسطيني أن الطفل أمير ماهر شواهبة البالغ من العمر 13 عاماً الذي أصيب بجروح خطرة عندما أطلق جنود النار على شبان كانوا يلقون عليهم حجارة، استشهد أمس الأربعاء متأثراً بجروحه. وقد وقعت هذه الصدامات في قرية سيلة الحارثية قرب جنين لدى اعتقال ناشط مسلح من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أصيب بجروح خلال العملية. هذا وقد واصلت قوات الاحتلال أمس اعتداءاتها، حيث حلقت مروحياتها الحربية فوق مدينة غزة وأطلقت صاروخاً واحداً باتجاه هدف غير محدد في حي الدرج المكتظ بالسكان وسط مدينة غزة، حيث سمع صوت انفجار في المنطقة وشوهدت المروحيات وهي تحلّق فوق المدينة وتطلق الصاروخ على المنطقة. وقالت مصادر أمنية إن الصاروخ أصاب مكتباً يعود لحركة فتح في مدينة غزة، مضيفة أن انفجاراً قوياً دوّى في المدينة وأن الصاروخ أصاب الهدف، وأحدث فيه دماراً كبيراً، حيث شوهدت ألسنة اللهب والدخان يتصاعدان من المكان المستهدف، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. وفي سياق آخر أعلن ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس الأربعاء أن المنظمة بدأت في اتخاذ خطوات ترمي إلى (إنقاذ الوضع الفلسطيني والخروج من المأزق السياسي والاقتصادي المتفاقم). وقال عبد ربه في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) إن الخطوات التي بدأتها منظمة التحرير (خطوات سياسية خصوصاً أنها تجري اتصالات مع مختلف الجهات العربية وكذلك مع الأطراف الدولية الصديقة من أجل وقف هذه الإجراءات أو تغييرها) وذلك في إشارة إلى تعليق المساعدات الأمريكية والأوروبية المباشرة للحكومة الفلسطينية. وقالت منظمات دولية من بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة في تقارير نشرت أمس الأربعاء إن الأراضي الفلسطينية على شفا أزمة اقتصادية ومالية تهدد بوقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة إعلان الدول المانحة فرض عزلة سياسية واقتصادية على الفلسطينيين. وقال عبد ربه (نحن نحاول أن نخفف من تأثير هذه الأزمة على المجتمع الفلسطيني.. في الواقع لم يسبق لنا أن واجهنا إجراءات من هذا النوع ربما خلال الثلاثين سنة الماضية. كانت هناك مراحل تمر علينا من الحصار ومن التضييق ولكن لم نشهد حصاراً مماثلاً أو شبيهاً لكل هذا الحصار الذي نمر به اليوم). ودعا عبد ربه الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة (حماس) إلى الالتزام ببرنامج منظمة التحرير، مضيفاً (لقد أكدت المنظمة منذ بدء عمل الحكومة الفلسطينية الجديدة بأن عليها أن تلتزم بالبرنامج الذي تسير عليه المنظمة). وأضاف أن السياسة التي تنتهجها حكومة حماس (يمكن أن تجلب مخاطر كبيرة ليس فقط على دور الحكومة وإنما على المجتمع والشعب الفلسطيني بأسره). وقال عبد ربه: (أعود وأقول إن المسألة هي مسألة سياسية. منذ البداية أكدنا أن عدم الاعتراف بالشرعية الدولية لن يؤدي إلا إلى تمكين إسرائيل من تنفيذ أسوأ وأحط مخططاتها ضد الشعب الفلسطيني). إلى ذلك ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية وضعت في أقصى حالة تأهب أمس الأربعاء قبل عطلة يوم الفصح. وبدأ آلاف من أفراد الشرطة وشرطة الحدود والمتطوعين الانتشار صباح أمس الأربعاء في متاجر التسوق ومراكز المدينة والحدائق إلى جانب الحدود الإسرائيلية مع الضفة الغربية. وزعمت السلطات الإسرائيلية أن لديها معلومات استخبارية بأن متشددين فلسطينيين يخططون لتنفيذ هجمات خلال العطلة التي بدأت أمس الأربعاء وتستمر لمدة أسبوع واحد. وقال جيش الاحتلال إنه اكتشف مختبراً للمتفجرات في وقت مبكر أمس الأربعاء في قرية بورقين بالقرب من جنين بالضفة الغربية. ونسفت القوات المبنى عقب العثور على 30 كيلوجراماً من المتفجرات وأجزاء من القنابل المجمعة بداخله. كما اعتقل جيش الاحتلال 12 فلسطينياً بينهم خمسة من أعضاء بحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.