استشهد فلسطينيان أمس الخميس بنيران جيش الاحتلال في اعتداءين استهدفا بلدتين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما نجا قيادي فلسطيني من محاولة اغتيال قامت بها قوات الاحتلال في الضفة الغربية، في وقت انشغلت فيها الساحة الفلسطينية أيضاً بنقاش متواصل حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.. فقد استشهد في ساعات الفجر الأولى الخميس مصطفى منصور (17 عاماً) بنيران الجيش الإسرائيلي في بلدة القرارة شرق خان يونس قرب معبر كيسوفيم بين قطاع غزة وإسرائيل. وقال شهود عيان إن منصور من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي قتل بشظايا قذيفة دبابة ورصاص جنود إسرائيليين أُطلق صوبه في منطقة القراراة. كما استشهد صباح أمس يوسف أبودقة (52 عاماً) إثر إصابته بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما كان في منزله في بلدة عبسان التي توغلت فيها قوات الاحتلال فجراً. واقتحم جيش الاحتلال منزل أبو دقة بعد قصفه بنيران الرشاشات الثقيلة وإطلاق صاروخ تجاهه واعتقل شقيق (الشهيد) وهو يونس أبو دقة. وقال أفراد العائلة إن الشهيد هو يوسف أبو دقة شقيق يونس أبو دقة عضو حماس البارز في جنوبغزة الذي اعتقل في وقت سابق. وتم نقل أبودقة نقل إلى مستشفى (ناصر) بخان يونس (جثة هامدة) كما أصيب أربعة آخرون بنيران القوات الإسرائيلية أحدهم في حالة (خطرة). وقد وصل جنود الاحتلال إلى القرية على متن عشرين دبابة وبغطاء من مروحيات ثم عادوا إلى الأراضي الإسرائيلية بعد انتهاء العملية. وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن الجنود طوقوا المنزل الذي كان فيه يونس أبو دقة. وفتح فلسطينيون حينئذ النار عليهم من سطح منزل مجاور. وقامت مروحية قتالية إثر ذلك بإطلاق صاروخ عليهم ما أدى إلى سقوط قتيل وأربعة جرحى. وقال مصدر طبي إن شاباً فلسطينياً آخر من الجهاد الإسلامي أُصيب بجروح بهذه النيران. وفي ذات الوقت قامت عدة آليات عسكرية إسرائيلية تواجدت في أراضي المواطنين الفلسطينيين في محيط معبر كيسوفيم بأعمال تجريف للأراضي بما فيها من مزروعات. وبدأت إسرائيل هجوماً برياً وجوياً على قطاع غزة أواخر يونيو - حزيران بعد أن أسر ناشطون فلسطينيون من بينهم أعضاء من الجناح العسكري لحماس جندياً إسرائيلياً في هجوم عبر الحدود يوم 25 يونيو - حزيران. إلى ذلك أُصيب حسام جرادات قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية بإصابات خطيرة ليل الأربعاء الخميس عندما فتحت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي النار عليه في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية. وفتحت قوات الاحتلال النار على جرادات (43 عاماً) بينما كان يقف أمام متجر في جنين، وقد أُصيب في رأسه بالعديد من الطلقات، وتم نقله بواسطة زملائه لمستشفى جنين فور الهجوم حيث خضع لجراحة في محاولة لإنقاذ حياته ودخلت قوة كبيرة من قوات الاحتلال إلى جنين بعد بعد هذا الاعتداء في محاولة على ما يبدو اعتقال جرادات بعد أن اتضح أنه نجا من محاولة الاغتيال. يُذكر أن القيادي جرادات نجا من محاولات إسرائيلية عديدة سابقة لاغتياله. ومن جانب آخر نفى عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني أن تكون هناك خطوات فعلية قد بدأت لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.. وأكد الأحمد في حديث لإذاعة (صوت العرب) أن الشروط المطروحة من جانب حركة المقاومة الإسلامية حماس للدخول في حكومة وحدة وطنية مرفوضة من جانب الجميع.. ورأى أنه في ظل هذه الشروط والتباين في وجهات النظر ما بين حركتي حماس وفتح ستظل حكومة الوحدة الوطنية بعيدة المنال.. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية قد أكد أنه لا يمانع في تشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن بشروط ستة. إلى ذلك حث رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال اتصال هاتفي على ضرورة أن تبذل الإدارة الأمريكية كل جهد ممكن من أجل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية.