استشهد ثلاثة فلسطينيين على الأقل وقتل ضابط إسرائيلي أمس في مواجهات متفرقة وقعت بالضفة الغربية وقطاع غزة في ساعات الصباح الباكر. وأغارت قوة للاحتلال الإسرائيلي فجر أمس على منطقة مليئة بالكهوف قريبة من قرية كفر اللبد في مدينة طولكرم المحتلةبالضفة الغربية بحثا عن رجال في المقاومة الفلسطينية يتحصنون فيها. وأثناء تفجير قوات الاحتلال للكهوف اندلعت اشتباكات مسلحة شاركت فيها مروحيات حربية، مما أسفر عن استشهاد أحد المسلحين الفلسطينيين وقتل ضابط إسرائيلي كبير وصف بأنه من أبرز قادة الوحدات الخاصة في قوات الاحتلال. وفي أعقاب الحادث فرضت قوات الاحتلال حظر التجوال على القرية. وفي مدينة جنين المحتلة شمالي الضفة الغربية استشهد مواطن فلسطيني أثناء غارة لقوات الاحتلال على حي المراح في ساعات الصباح الباكر بدعوى البحث عن ناشطين في حركة الجهاد الإسلامي، ونقل عن شهود عيان قولهم إن الشهيد محمود عارف (50 عاما) قتل برصاص قناص إسرائيلي بينما كان يقف على شرفة منزله. وفي قطاع غزة استشهد مسلح فلسطيني وأصيب آخر برصاص جنود الاحتلال، وزعمت قوات الاحتلال أن الجنود أطلقوا النيران على الفلسطينيين أثناء محاولتهما التسلل لمستوطنة إيلي سيناي في شمال القطاع. وفي سياق التصعيد العسكري الإسرائيلي قالت قوات الاحتلال إنها اعتقلت 15 فلسطينيا في مداهمات لعدد من مناطق الضفة الغربية خلال ساعات الليل بزعم أنهم مطلوبون لاشتراكهم بأنشطة المقاومة ضد الاحتلال. فقد اعتقل في مدينة طولكرم تسعة فلسطينيين، كما اعتقل فلسطينيان اثنان في غربي رام الله. واعتقل أربعة آخرون في مدينة جنين. وقد اعتقلت قوة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين في مدينة قلقيلية بينهم نضال عناية أحد كوادر كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح. ومن جهة أخرى أصيب 19 فلسطينيا بجروح برصاص جنود الاحتلال في قطاع غزة. وكانت قوات الاحتلال قد نسفت أمس الأول ستة منازل لعائلات فلسطينية ثلاثة منها قرب الخليل والأخرى جنوبي قطاع غزة في إطار سياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين. صواريخ القسام من جانب آخر أصيب أربعة إسرائيليين بجروح مساء الأربعاء إثر سقوط ثلاثة صواريخ (قسام) داخل مدينة سديروت في صحراء النقب داخل الخط الأخضر. وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة سقطت على مؤسسة صناعية بالمدينة حيث كان يعمل 40 موظفا, وأن أربعة منهم أصيبوا بجروح طفيفة جراء الدخان المتصاعد من الحريق الذي اندلع إثر سقوط الصواريخ. وأوضح التلفزيون أنه سرعان ما تمت السيطرة على الحريق. وتقع المزرعة الخاصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في ضواحي مدينة سديروت التي استهدفتها الصواريخ. ويأتي هذا الحادث في أعقاب حادث آخر حيث جرح إسرائيليان برصاص فلسطينيين عندما كانا يتنقلان بالسيارة قرب مستوطنة عطيريت شمالي رام اللهبالضفة الغربية، وصفت جراح أحدهما بأنها خطيرة. لا بديل عن عرفات في هذه الأثناء أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) أنه لا بديل عن قيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال في مقابلة مع تليفزيون الجزيرة إن موضوع تعيين رئيس وزراء فلسطيني تلبية للضغوط الإسرائيلية لم يبحث في اللجنة المركزية لحركة فتح، مضيفا أن كل الجهود الآن منصبة على كيفية إزالة الحصار والاحتلال عن رام الله, وأي موضوعات أخرى داخلية أو سياسية مؤجلة حتى يرفع الحصار عن عرفات والمقاطعة وينتهي احتلال المدن. وذكر أبو مازن أنه حاول الاتصال أربع مرات بوزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر للسماح له بلقاء عرفات المحاصر منذ الخميس الماضي دون جدوى. وقال إن هناك ضغوطا كثيرة على الفلسطينيين، لكن إنهاء الحصار بأثمان باهظة غير مقبول, مؤكدا رفض طلب إسرائيل بتسليم قائمة بأسماء نحو 250 شخصا محاصرين مع عرفات داخل المقاطعة. وقال ما حدث في مايو/ أيار لن يتكرر عندما أبعد نحو 40 فلسطينيا إلى قطاع غزة والخارج لإنهاء الحصار عن كنيسة المهد. وفي تطور آخر ألغى مسؤولون فلسطينيون محادثات أمس الأول مع المسؤولين الإسرائيليين المتعلقة برفع الحصار المفروض على مقر عرفات. وقال أبو مازن إن جميع جهود إعادة هيكلة وإصلاح السلطة الفلسطينية توقفت بسبب الحصار. كما اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إسرائيل بعرقلة محادثات بين القادة الفلسطينيين وممثلي اللجنة الرباعية الشرق أوسطية، والذي يضم دبلوماسيين من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وقد تظاهر أكثر من مائتي شخص في مدينة رام اللهبالضفة الغربية احتجاجاً على استمرار حصار مقر عرفات. وقد انطلقت المظاهرات التي تعتبر تحديا لحظر التجوال المفروض على رام الله من منطقة تبعد نصف كيلومتر فقط من المقر. وقام المحتجون بمحاولات للوصول إلى المقر، لكن الجنود الإسرائيليين حالوا دون ذلك وأطلقوا الغازات المسيلة للدموع.