التقينا مع الصقار المعروف سليمان الحمراني وهو من أصحاب القنص والطيور ولديه عدد من الطيور وحدثنا عن هواية القنص قائلا: إن ممارسة هواية الصقور تعتبر (مرجلة) وشجاعة تعلم الجيل من الشباب حياة الأجداد فمنذ صغري وأنا أهوى القنص والصيد، وهو هواية ممتعة محببة إلى النفس وقد مارست هذه الهواية منذ خمسة وعشرين عاما. وأنواع الصقور ثلاثة وهي (الحر والشاهين والوكري) وأجود انواعها الحر والشاهين أسرع طيراناً في القنص، وفي شهر نوفمبر من كل عام تتزاوج الطيور في شرق آسيا والصقور المهاجرة إلى الجزيرة العربية تأتي من شرق آسيا وممارسة الصيد تبدأ في المملكة العربية السعودية من 15 سبتمبر إلى 20 أكتوبر من كل عام، وهي فترة هجرة الطيور إلى شمال المملكة وعبورها الجزيرة العربية. وأماكن القنص التي ارتادها عادة خلال السنوات الماضية هي منطقة (حماد طريف) ومنطقة الحدود الشمالية ورماح والرمحية والدبدبة والصحن والباطن وغيرها الكثير وتستغرق الرحلة إلى المقناص سنويا فترة من شهر إلى شهرين. ومرة ضاع طير مني قيمته ما يقارب سبعين ألف ريال وهذا الطير نوعه غريب وإذا فقدناه اشعلنا النار في الليل وضربنا طلقة نارية فيرجع إلى موقعنا الذي اوقدنا فيه النار وهو أحسن طير حيث يتحلى بهذه الصفة واسميناه (سلمان) حيث انه يسلم كل ما ضاع وفي حالة فقدان الطير يقوم الصقار بالتلويح بملواح له يعرفه أهل الصقور عبارة عن ريش مربوط بحبل ويسمونه (الملواح) فيراه الصقر من بعيد فينقص عليه عائدا في الملواح. ومعنى الصقر والصيد الشجاعة والاخلاص والكرم والمرجلة والصيد معناه المتعة وفترة تدريب الطير أربعة شهور يدرب الطير خلالها على حركات الصيد بانتظار موسم الصيد. والحياة اليومية للطير هي أن يهيأ للطير مكان خاص له عبارة عن غرفة مظللة ذات تهوية جيدة ويقدم له يومياً الطعام وهو عبارة عن حمامة أو لحم كعشاء في وقت الغروب. ويتم تجويع الطير حتى يقوم بممارسة ومعرفة صوت صاحبه ويعرف اسمه والطير له اسم ينادى به مثل (حطاب وسلمان ومشهور وعساف) هذا بالنسبة للصقور وبالنسبة للشياهين مثل (جمرة) واسماء أخرى. ورافقت في المقناص عددا من الأمراء والرجال الأخيار أمثال سمو الأمير سعود بن بدر آل سعود والأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز ومسلم السبيعي. وفي إحدى السنين قنصنا في مقناص وكان زملائي من هواة القنص ابن بحيران وعادل بن شليويح ومحمد بن شليويح وهم من أصحاب هذه الهواية وقنصت معهم لعدة سنين. ويصيب الصقور بعض الأعراض مثل الجدره والحفا وأمراضها كثيرة وتعالج في مستشفى خاص بها وهو مركز الأمير فهد بن سلطان للصقور وإلى الآن بعض أمراض الصقور ماوجد لها علاج وتطلب الاهتمام من المسؤولين ومن محبي هذه الهواية في ايجاد مراكز متخصصة للصقور في جميع المناطق.