أجمع عددٌ من العاملين في الحقل الدعوي والجهات المشاركة في المعرض السابع لوسائل الدعوة إلى الله (كن داعياً) على أن فكرة معارض وسائل الدعوة هي فكرة رائدة، وناجحة بكل المقاييس، وتؤكد حرص ولاة الأمر - وفقهم الله - على الدعوة إلى الله، ونشر الإسلام من خلال دعم مثل هذه الأعمال الدعوية المباركة، واصفين هذه المعارض بأنها فرصة للارتقاء بأساليب ووسائل الدعوة حتى تستجيب للواقع، وتواكب التطور الإعلامي والمعلوماتي، وتخاطب الأجيال الحاضرة باللغة المناسبة التي تؤثر فيهم. وأكدوا - في أحاديث لهم بمناسبة تنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للدورة السابعة للمعرض في مدينة سكاكا الذي سيفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الجوف بحضور معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ يوم الثلاثاء السادس من شهر ربيع الأول الجاري 1427ه - أن أكثر الوسائل الدعوية ما زالت بعيدة عن ملامسة الواقع الفعلي لا سيما للشباب، ولن يتم النجاح للعمل الدعوي إلا بتطوير الوسائل والأساليب واختيار العناوين المناسبة، وعرضها بالطريقة الجذابة، بحيث تدخل في ذهن المتلقي بسرعة، فيتشربها وينفعل بها، وتؤثر على فكره وسلوكه. الدعوة إلى الله في البداية، أشاد فضيلة الشيخ عبد الله بن شطيط الشراري القاضي بديوان المظالم بمنطقة الجوف بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - من رعاية وعناية بإقامة معارض وسائل الدعوة إلى الله تعالى، حيث إن عناية الدولة ودعمها لإقامة هذه المعارض يعكس الاهتمام بهذه الشعيرة العظيمة (الدعوة إلى الله) التي هي أساس الخيرية لهذه الأمة، كما أنها هي الركيزة الأساس التي قامت عليه هذه الدولة عند تأسيسها، مبرزاً إن إقامة هذه المعارض بين الفترة والأخرى هو في حقيقة الأمر أسلوب جديد مميز من أساليب الدعوة إلى الله، إذ هو يقوم على فتح مجالات قد تغيب عن بال الكثيرين من المهتمين بالجانب الدعوي. وقال الشراري: إن المعرض هو أسلوب ونوع من الدعوة ذلك لأنه من باب الدلالة على الخير، وهو يكتسب فاعليته وقوته من حيث إن القائمين عليه يملكون من الإمكانات والخبرة الشيء الكثير، ثم إن هذه المشروعات لا تقام على شكل معارض إنما تستقطب كل شرائح المجتمع، وليس الدعاة فقط، وهي بهذه الطريقة تدعو الجميع للمشاركة مع شعيرة الدعوة إلى الله - عز وجل - لأن كل شخص سيجد مجاله في الدعوة بحسب حاله وعلمه. نقل التجارب ومن ناحيته، أشاد رئيس مجلس التعليم الفني والتدريب المهني عميد كلية التقنية بمنطقة الجوف الأستاذ دخيل الله بن تركي الشمدين بجهود وزارة الشؤون الإسلامية في تنظيم هذا المعرض الإسلامي المهم في مختلف مناطق المملكة، وقال: لقد فتحت لنا معارض وسائل الدعوة إلى الله آفاقاً جديدة في العمل الدعوي من خلال نقل تجارب الآخرين لنا، مما أبرز بصورة رائعة أن الإسلام دين لكل زمان ومكان، وأن وسائل الدعوة إليه تتواكب مع كل عصر، وأظهرت هذه المعارض بشكل كبير الجهود الجبارة التي يبذلها القائمون عليه لإبراز الصورة الحسنة له، وأن المسلم يستطيع الدعوة لهذا الدين بأكثر من طريق وسبيل. وأفاد أن مشاركة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في المعرض ستكون متنوعة - إن شاء الله تعالى - حيث تخاطب جميع فئات المجتمع ما بين شباب ونساء وأطفال، مشيراً إلى أنه تم تجهيز الجناح ليتضمن عرضاً لإنجازات المجلس من جهة الأنشطة الدعوية والثقافية (بروشور)، كما سيتضمن عرضاً بعنوان: (كيف تخدم الإسلام بالتقنية)، وعرضاً آخر بأسماء الأنبياء والمهن التي كانوا يعملون بها، وسيكون هناك في جناح المؤسسة توزيع مطويات عن (نقل التقنية للعالم الإسلامي) (حاجة المسلمين للتقنية). وأبان الشمدين أنه سيتم خلال فعاليات المعرض من خلال جناح المؤسسة توزيع مسابقة على شريط بعنوان (نقل التقنية للعالم الإسلامي)، وتوزيع كتاب (التقنية والدعوة إلى الله)، وتوزيع (دعاء السفر ودعاء الركوب)، ومطويات عن أضرار التدخين والطرق العلمية للتخلص منه، وتصميم حقيبة إلكترونية تحتوي على عدة حقائب، ومواقع إسلامية تهم الداعية إلى الله، وإقامة محاضرة عن التقنية وأثرها على الإسلام والمسلمين والمشاركة في اللوحات الدعائية الموزعة في الأماكن العامة في المنطقة. وبين سعادته أن الجديد في الجناح يتمثل في الحقيبة الإلكترونية التي سوف تصدر عن مجلس التعليم الفني والتدريب المهني، حيث تحتوي على مواقع إسلامية تهم الداعية إلى الله، بالإضافة إلى بعض الحقائب مثل: حقيبة المسافر، وحقيبة المريض، وحقيبة الرحلات، مهيباً بالمشاركين الاستفادة من التقنية الحديثة في توظيفها في الدعوة إلى الله، عز وجل. فكرة جميلة ومن جهته، نوه مدير مركز الدعوة والإرشاد في الجوف الشيخ حمد بن إبراهيم الحريقي بفكرة إقامة معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى بصفة دورية في مختلف في مناطق المملكة، ووصفها بأنها فكرة جميلة ومفيدة للغاية، وقد نفع الله بها نفعاً عظيماً، وأثمرت ثماراً طيبة، وقال: إن كثيراً من المكاتب والمراكز الدعوية والتعاونية قد استفادت من المعرض، سائلاً الله تعالى أن يكتب الأجر لمن اقترح هذه الفكرة ولمن سعى في تحقيقها ولمن شارك في إنجاحها، مهيباً بالعاملين في الحقل الدعوي أن يفكروا تفكيراً جاداً في الارتقاء بوسائل الدعوة إلى الله، وتطويرها وتنويعها لتشمل شرائح عدة من المجتمع، وكما يقال الحاجة أم الاختراع، والعصر يحتاج منا إلى مزيد من التفكير بالوسائل المناسبة، فلكل عصر وسائله وما كان يصلح في السابق ربما يحتاج إلى تطوير في الحاضر. ولفت الحريقي إلى أن مركز الدعوة في الجوف قد استعد - بحمد الله تعالى - مبكراً للمشاركة في المعرض، حيث تم تجهيز موقع متميز للمركز، موضحاً أنه سيتم في الجناح عرض لأنشطة الدعوة بالمنطقة وتوزيع الهدايا الدعوية المناسبة، مشيراً إلى أن جناح المركز في المعرض يجري تجهيزه الآن بمطبوعات من الكتب الدعوية لكبار العلماء والمشايخ بلغ عددها حوالي (20.000) نسخة، و(50.000) نسخة من الأشرطة التسجيلية لمحاضرات سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين - رحمهما الله تعالى - إلى جانب تجهيز الهدايا الخاصة للمعرض بواقع (35.000) هدية، وطباعة ما يزيد عن (40.000) كيس إعلامي للمركز، وغيرها من الأمور التي سيشاهدها زائر المعرض، بإذن الله تعالى. وطالب الحريقي القائمين على المراكز الدعوية والمكاتب التعاونية بهذه المناسبة بمضاعفة جهودهم لأداء دورهم ومسؤولياتهم بكل وعي واهتمام، وتكون نظرتهم بعيدة المدى وأن لا يقتصر عملهم على الدعوة المحضة، بل هناك مشاركات اجتماعية تفيد وتخدم الدعوة إلى الله، ومن ذلك زيارة المرضى، وزيارة الناس في الأعياد ومشاركتهم في مناسباتهم، فهي لها آثار طيبة على نفوس المدعوين بأقل التكاليف وأبسط الأشياء، وذلك من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة التي قال الله تعالى فيها: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل. لوحات الطلاب أما عميد كلية المعلمين بالجوف الدكتور نايف بن صالح المعيقل، فقد وصف معارض الدعوة بأنها مهمة جداً من حيث الفكرة والمحتوى لأثرها الكبير في خدمة الدعوة إلى الله بين المواطنين والمقيمين وخاصة من أبناء الجاليات والتعريف بالوسائل الحديثة للدعوة إلى الله. وبين أن مشاركة كلية المعلمين بالجوف تتمثل في عدد من اللوحات التي أعدها طلاب الكلية في قسمي التربية الفنية والحاسب الآلي وكلها تدعو إلى الدعوة إلى الله والتعريف بالدين الإسلامي الحنيف، مقترحاً استضافة العديد من الشخصيات الإسلامية من الدول العربية والإسلامية ممن لهم إسهامات واضحة في نشر الدين الإسلامي والدعوة إليه، معبراً عن أمله في أن يتضمن الخطاب الديني الدعوة إلى نبذ الغلو والتطرف، وإدانة الإرهاب والدعوة إلى التسامح، ونشر الوسطية، والدعوة إلى الحوار وتماسك المجتمع وصولاً إلى المحافظة على مكتسباته بالوقوف صفاً واحداً ضد التيارات الفكرية المتطرفة، والعمل على تكامل المجتمع. ثقافة المدعوين ومن جهته، أكد الشيخ علي بن عويد العنزي المدرس بالمعهد العلمي بالقريات أهمية معارض وسائل الدعوة لفتح آفاق جديدة للدعاة، وقال: إنه لا شك في أهمية الدعوة، فبمثل هذه المعارض يتوسع أفق الدعاة وأفكارهم، ويسهمون في التعاطي مع الأفكار العصرية والأساليب الحديثة التي تساهم في خدمة الدعوة وتوصيل صوت الحق بجهد قليل إلى كم كبير من الناس في وقت قصير، فهذا وغيره دليل على أهمية مثل هذه المعارض، فأملنا كبير في استمرارها وتطويرها وتوسيع نطاقها. وشدد العنزي على أنه يجب على الداعية مراعاة ثقافة المدعوين ومرجعيتهم، كذلك وجوب مراعاة أفهام الناس، ومراعاة العصر وأحواله، لكن لا يكون ذلك على حساب أصولنا ومرجعياتنا لنشر الإسلام والدعوة إليه، دون التنازل عن أصول الدين ومبادئه، والمحافظة على الثوابت، وأن يكون المرجع لهذا كله ثوابتنا التي يقوم عليها منهجنا الدعوي ألا وهو منهج سلف الأمة التابعين، رضي الله عنهم جميعا. استغلال الوسائل كما نوه عضو مركز الدعوة والإرشاد بالجوف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله المهنا بمعرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى، وقال: إن هذه المعارض المباركة بوسائلها المتعددة المتنوعة فتحت آفاقاً جديدة للدعوة إلى الله، فتيسرت الأعمال الدعوية حتى لاحظنا ذلك واقعاً ملموساً وتطويراً سريعاً في جميع أنحاء المناطق، والداعية الفطن هو من يستغل هذه الوسائل في الدعوة إلى الله عز وجل. الاستثمار الأمثل أما رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطبرجل الدكتور عبد العزيز بن عبد الكريم المسعر، فأكد أن معارض وسائل الدعوة إلى الله التي تنفذ في مختلف مناطق المملكة لتفتح أمام الدعاة إلى الله كيفية الإفادة من وسائل الدعوة الحديثة واستثمارها الاستثمار الأمثل، لنشر هذا الدين الإسلامي للناس كافة بسماحته ووسطيته واعتدال منهجه.وأشاد الدكتور المسعر بما أنجزته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في بلاد الحرمين الشريفين، حيث خطت خطوات جبارة للإفادة من التقنيات الحديثة في مجال الدعوة من خلال معارض الدعوة إلى الله لتعريف الناس بوسائل الدعوة إلى الله ودلالتهم على الطريقة المثلى للاستفادة منها وتفعيلها لصالح العمل الدعوي حتى يكون هذا العمل راشداً ناضجاً مبنياً على أساس متين. العلاقات الدعوية كما أكد مدير الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف الشيخ عيسى بن إبراهيم الدرويش أن معارض وسائل الدعوة إلى الله تعالى تعمل على إطلاع الناس وتعريفهم بخطط وطموحات الأعمال الدعوية والخيرية، كل في مجاله وحسب مقدرته، مثنياً على الجهود الطيبة والأثر الفعال الذي أسفرت عنه تلك المعارض الدعوية، واصفاً إياها بأنها فكرة رائدة ومباركة وعمل إسلامي جليل، مؤكداً أن العمل الدعوي الجاد من مميزاته خضوعه للخطط المدروسة التي لا تبنى على الارتجالية فخطة (كن داعياً) تتمثل فيها الأهداف الطموحة التي تبني العلاقات الدعوية بين قطاعات العمل الدعوي والخيري في بلادنا ثم تعمل على اتحاد النشاط لتكوين إرادة قوية - بإذن الله تعالى - لتعريف المجتمع بنشاطات الأعمال الدعوية والخيرية في البلاد. وقال الشيخ الدرويش: إن من اليقين الذي في قلب كل مسلم أن الدعوة إلى الله تعالى لها من الأثر العظيم في النفوس ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى:(الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (2) سورة الأنفال، وقال الله تعالى: ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) (55) سورة الذاريات، مبرزاً فضيلته أن إقامة المشروعات الدعوية المنظمة كمعرض (كن داعياً) له من النتائج الطيبة في النفوس والأثر الطيب في مجال الدعوة إلى الله عز وجل. آفاق جديدة وأخيراً أشاد مدير عام جمعية البر الخيرية بمنطقة الجوف الأستاذ فهد بن سليمان المناور العلي بمعارض وسائل الدعوة إلى الله (كن داعياً) التي نظمتها ولا زالت وزارة الشؤون الإسلامية في مختلف مناطق المملكة بشكل دوري. وقال: إن تلك المعارض تفتح آفاقاً جديدة للدعاة والمهتمين بالدعوة إلى الله، وبمختلف الوسائل، ومن الواجب على الدعاة أن يكونوا على يقظة من هذه الهجمة التي تشنها مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة خلال ما تعرض من أفكار، وقتل روح الفكر السليم على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت)، والرد عليها، لأن الدعوة إلى الله هي أفضل الأعمال لله سبحانه وتعالى، وقال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (125) سورة النحل، لذا فإن هذه المعارض لها أثر كبير في خدمة الدعوة إلى الله بما يعرض بها من وسائل مطبوعة من كتب ومطبوعات، وما تلقى من محاضرات وندوات. وأوضح المناور أن مشاركة الجمعية في هذا المعرض السابع لوسائل الدعوة إلى الله بمدينة سكاكا عبارة عن توزيع كتيب بعنوان (المرابحة مع الله)، وهو نشرة نصف سنوية عن منجزات جمعية البر الخيرية بالجوف، حيث تعتبر المشاركة الأولى للجمعية.