** نتفق جميعاً على أهمية إعداد منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم القادمة الإعداد الأمثل.. فالمناسبة العالمية القادمة تمثل لكرتنا الشيء الكبير ونتطلع من خلالها إلى تعويض الصورة المهزوزة التي كنا عليها في مونديال كوريا واليابان.. ولا شك أن اللعب مع منتخبات قوية وخوض تجارب صعبة هو الإعداد الأفضل والمطلوب لتحقيق الاستفادة الفنية وتجهيز الفريق بالطريقة الصحيحة ليكون جاهزاً لمنازلة الأقوياء هناك في ألمانيا.. لكن التساؤل الذي نطرحه هنا: هل يمكن أن يعد برنامج الأخضر ومبارياته الودية بمعزل عن المنافسات المحلية ودون التنسيق بين مباريات المنتخب والأندية..؟ هذا ما حدث للأسف خلال الفترة الماضية.. فالمعروف أن المنتخب يتكون فعلياً من لاعبي الهلال والاتحاد.. والجميع يعلم أن التشكيل الرئيسي لن يخرج عن نجوم الفريقين باستثناء لاعب أو اثنين في أفضل الأحوال.. إذاً كيف يلعب المنتخب مباريات قوية في الوقت الذي تم فيه برمجة مباريات محلية وقارية آسيوية قوية جداً في نفس الفترة ولا يفصلها سوى أقل من 48 ساعة..؟! فالمنتخب لعب أمام البرتغال وبعدها بيومين لعب نجوم المنتخب مباراة محلية قوية جمعت الهلال بالنصر.. وكان حظ لاعبي الاتحاد (وهم الأقل من لاعبي الهلال) أفضل، حين لعبوا بعد أربعة أيام.. ليواصل لاعبو الهلال المشوار القوي باللعب أمام العين الإماراتي آسيويا قبل أن يعودوا للانضمام للمنتخب للعب مباراة أقل ما يقال عنها إنها لا ترتقي لإعداد منتخب يستعد لكأس العالم.. ثم يعود اللاعبون أنفسهم للعب مباراة محلية قوية بعد أقل من 48 ساعة وبنفس الطريقة التي سبقت مباراة البرتغال.. وهو في الحقيقة إعداد خاطئ وسيكون له تأثير سلبي على اللاعبين وبالتالي على المنتخب؛ لأن المتضرر هنا ليس الهلال فقط ولكن المنتخب بالدرجة الأولى.. فالموجه للهلال سيعود على المنتخب بشكل مباشر فالغالبية هم من لاعبي المنتخب في صفوف الهلال وإرهاقهم بهذا الشكل لا يصب في مصلحة أي طرف سوى الإضرار بالكرة السعودية.. وهو يكشف الضعف التام في برمجة المسابقات والبرامج وعدم الإلمام بالأمور الفنية وتأثيره المباشر على الفرق واللاعبين.. فمن مصلحة المنتخب السعودي عدم إرهاق الأندية ولاعبيها بالتعارض الصارخ بين مبارياته ومبارياتها كون اللاعبين هم أنفسهم ولا يجب الفصل بين المنتخب والأندية بهذه الطريقة وبعيدا عن النظر للأمور بشكل أشمل ورؤية أبعد يستفيد منها منتخبنا قبل الأندية. ولذلك أتمنى أن تضع لجنة المنتخبات هذا الأمر نصب أعينها وهي تبرمج المباريات الإعدادية للمنتخب وأن لا تحشر مباريات المنتخب وسط المباريات القوية بهذا الشكل حتى لا تؤثر على الطرفين معا والخاسر في النهاية منتخب الوطن في أهم محفل عالمي.. فالمرحلة القادمة حساسة وحرجة للأندية واللاعبين ويجب توفير أفضل السبل أمامهم للعب بارتياح وفي فترة زمنية معقولة تسمح لهم بتلافي الإرهاق والضغوط التي سببت لنا نكسة كبرى في المونديال الماضي.. فهل نستفيد؟! أيها الهلاليون أعيدوا باكيتا!! ** نعم يجب على الهلاليين أن يعيدوا باكيتا.. لكن المطلوب ليس باكيتا نفسه وإنما طريقته التي نجح من خلالها في احتكار كل البطولات المحلية والسيطرة عليها بشكل مطلق.. فالمباريات التي لعبها الهلال تحت إشراف كاندينو أكدت الحاجة الماسة للعودة سريعاً للطريقة السابقة التي اعتمدها باكيتا والقائمة على تكثيف الوسط بخمسة لاعبين والاستفادة من العدد الكبير من المهاجمين الجاهزين لديه في دكة الاحتياط من خلال اللعب بهم كأوراق رابحة غيرت نتائج العديد من المباريات بطريقة رائعة.. فالهلال في ظل وجود كماتشو والشلهوب في الوسط بأدائهما الهجومي المميز بحاجة فقط لمهاجم واحد أمامهم كما يفعل باكيتا.. مع تدعيم الوسط بثلاثة لاعبين مع الشلهوب وكماتشو ليكون الفريق قادراً على السيطرة على منطقة المناورة والتسجيل وإدارة دفة اللعب.. وهو ما يفعله باكيتا ويصر عليه رغم معارضة الكثيرين ممن لا يعرفون الهدف الرئيس من اللعب بهذه الطريقة بوجود هذه العناصر في الوسط.. فالشلهوب وكماتشو هم أقرب للمهاجمين منهم للاعبي الوسط وذلك لعدم قدرتهم على أداء الأدوار الدفاعية والمراقبة واحتكاك الكرة وأداء الأدوار التقليدية للاعبي الوسط.. واللعب بوجودهم بطريقة كاندينو 4-4-2 يعني أن الهلال فعلياً يلعب بطريقة 4-2-4 وهي طريقة كشفت الوسط الهلالي في مباريات عديدة منها أمام الوحدة في الرياض وكاد خلالها الفريق أن يخسر بنتيجة كبيرة وأمام النصر تحول الفريق الأصفر لفريق آخر بسيطرته على الوسط والمباراة وكذلك أمام العين كان الهلال فريقاً هشاً لا يستطيع الدفاع أو الهجوم أو حتى مجاراة الخصم وحين فقد الهلاليون توازنهم ظهرت العصبية والنرفزة على اللاعبين بسبب وضع الفريق الفني داخل الملعب وهذا يفسر تساؤل الكثيرين عن العصبية التي كان عليها لاعبو الهلال دون مبرر.. وحين ننظر لعناصر الهجوم الهلالي نتأكد من صحة ما أتحدث عنه.. فالجابر وياسر ليسوا من اللاعبين أصحاب المجهود الوافر في القتال على الكرة والعودة للوسط وطلب الكرة على الأطرف مما يساعد لاعبي الوسط ويحررهم ولذلك تسهل عملية السيطرة عليهم وتجعل المهمة صعبة أمامهم مما يضعف خط الوسط بشكل مضاعف.. وللتأكد من نجاح الطريقة (الباكيتية) وأهمية تطبيقها على الهلاليين تقديم أشرطة فيديو للسيد كاندينو لمباريات الهلال (الكبيرة) في الموسم الماضي ليشاهد كيف كان خلالها الفريق متوهجاً وقادراً على اللعب والفوز ومواجهة الخصوم مهما كانت قوتهم.. وأتمنى أن يشاهد كاندينو حتى يقتنع تماماً بما أقول (مباريات الهلال أمام الوداد المغربي في المغرب وكيف دافع الهلال بشكل رائع من منتصف الملعب وسجل هدف السبق وكيف حافظ على توازنه وقوته رغم قوة الخصم وكذلك مواجهات الاتحاد في كأس ولي العهد والمربع الذهبي (ثلاث مباريات) وهي التي تؤكد بالفعل صحة ما نقول).. فالمسألة ليست اختراعات للسيد كاندينو أو عناد ومكابرة حتى لا يسير على نهج باكيتا أو ليؤكد أن له أسلوبه وطريقته وهو ما يحاول فعله للنجاح بشكل مختلف عن باكيتا لكنه فشل حتى الآن.. فالسيد كاندينو لديه فريق جاهز يضم 12 دولياً ولديه طريقة لعب ناجحة حقق بها كل البطولات فما الداعي لتجاهل ذلك والبحث عن مجد شخصي على حساب الفريق وإنجازاته.. فأكثر ما يخشاه الجميع أن يتسبب عناد كاندينو وتواضع قدراته الفنية التي يعوضها بقوة شخصيته ولياقة الفريق الجيدة أقول يتسبب في إخراج الهلال من البطولة الآسيوية كما فعل مع الاتحاد حين أخرجه أمام الفريق الإيراني حين تعرض لأول اختبار حقيقي وكرر ذلك في النهائي أمام الشباب ليخرج ببطولة وحيدة كسبها بشق الأنفس أمام الأهلي وبهدف وحيد.. أما مسألة عدم الخسارة في المرحلة التمهيدية وتصدرها بعدد كبير من الانتصارات والنقاط فالاتحاد وقتها كان يفوز دون مستوى ولقي كاندينو الكثير من الانتقادات فضلا عن تواضع كل المنافسين في ذلك الموسم بما فيهم الهلال والأهلي والنصر حتى أن الشباب حقق البطولة بشكل مفاجئ وغير متوقع من قبل الكثير في ظل العدد الكبير من النجوم لدى الاتحاد وكاندينو واللاعبين الأجانب الجيدين كديمبا وتشيكو؛ إذاً وضع الهلال بحاجة لتدخل فني وبحاجة لإدراك القدرات الحقيقية للفريق ولاعبيه وتطبيق طريقة اللعب التي يجيدها أفراده وحقق بواسطتها كل البطولات! لمسات ** الجمعة سيلتقي الهلال بالاتحاد وهي إحدى أهم المباريات في الدوري السعودي لكنها للأسف ستكون مقتولة فنياً بسبب مشاركة اللاعبين مع المنتخب قبل 48 ساعة في مباراة ودية ضعيفة! * * * ** الظهير الهلالي الدولي عبدالعزيز الخثران أحد أهم اللاعبين في الهلال.. وغيابه عن لقاء العين كان مؤثراً رغم تألق الرائع كامل موسى.. فالخثران لاعب يعتبر حجر زاوية في الجهة اليسرى ويمثل دعماً دائماً للوسط والمحاور ما يعزز سيطرة الهلال على الكرة أثناء اللعب في حين يترك اللعب على الخط والعمق المقابل لزميله محمد الشلهوب وهذا أحد أسرار نجاح الاثنين وتألقهما لأن كل منهما يكمل الآخر. * * * ** كامل موسى مدافع رائع.. وسيكون دعماً قوياً للدفاع الهلالي لو لعب بجوار تفاريس كما يلعب في الوحدة (قلب دفاع) وبإمكانه حل مشكلة الدفاع الهلالية بكفاءة تامة. * * * ** الاتحاديون طردوا أوسكار مرتين.. وهاهم يسعون لإعادته مرة أخرى.. السؤال هو: ماذا تغير في أوسكار ليصبح مناسبا حاليا للاتحاد بعد أن اتهم بأنه سبب الخسارة من الهلال في كأس ولي العهد وغادر مطرودا؟! * * * ** مشكلة معظم لاعبي الهلال كما شاهدنا أمام العين وفي مباريات عديدة أنهم يلتزمون بتعليمات المدربين حرفياً حتى وإن أكدت أحداث المباراة حاجتهم لمبادرة شخصية والتحرك وسط الميدان وفقا لخبرتهم وظروف المباراة.. وكان بإمكان لاعبي الوسط التقدم قليلاً بعيداً عن المدافعين والتصدي للكرة من وسط الملعب بدلاً من التكتل البدائي في منطقة الجزاء الذي جعل الفريق يظهر وكأنه من فرق الدرجة الثانية!!