التعليم هو المشروع الأعظم الذي تنشغل به اليوم كل الأمم المتقدمة أو الأمم الباحثة عن التقدم، وذلك في خضم سعيها الجاد والمتواصل للوصول إلى موطئ قدم متقدم وسط عالم أصبح يعج بالتنافس العلمي والتقني الاقتصادي المحموم.تخيل الآن أن أحد الأنظمة التعليمية قد اقترب كثيراً من طموحاته التعليمية، فما هي المكاسب التي قد يكون حققها عندئذ، وما الذي سيتغير على مستوى الأفراد ومستوى المجتمع.سينعم المجتمع عندئذ بأفراد مفكرين مبدعين قادرين على الإسهام في تقدم ورفاهية مجتمعهم، وسيصبح العمل المجود والمتقن والكفاءة هو أهم معايير المجتمع عندما يكون بصدد الحكم على أهلية أفراده، وسيصبح الفرد أكثر التزاماً وقدرة على تحكيم العقل والمنطق، وسيجد الناس مساحة كافية من الحرية ليبدعوا، وسيجد كل فرد احتراماً صادقاً لكرامته ومشاعره، وستختفي الأساطير والخرافات التي تشد المجتمع للخلف، وستهبط معدلات البطالة والجريمة، وسيحترم الجميع النظام العام ويحتكمون إليه بالتساوي، وسيعرف الناس ما عليهم وينفذونه وما لهم ويطالبون به، وسيعرف الناس قنوات التغيير النظامية ويلتزمون بها منهجاً، وسيتحاور الناس باحترام متبادل وبلغة راقية، ولن تصبح المكانة الاجتماعية مبرراً لحصول الفرد على فرص لا يستحقها. عجباً، أيصنع التعليم كل هذا؟.