تطالعنا صحيفتنا الجزيرة وصحفنا اليومية الأخرى بأخبار يذرف الدمع لمرآها، ويتفطر الفؤاد لمجراها ومن هذه المشاهد مسلسل حوادث المعلمات المميتة، فإلى متى ونحن نشاهد حصاد هذه الأرواح أمام أعيننا ونحن مكتفي الأيدي ودون عمل أي شيء..؟! إني ومن خلال جريدتنا الجزيرة انثر حبر قلمي ليس بصدد تكرار ما كتبه الكتاب قبلي عن هذا الموضوع، بل فقط مذكرا وزارة التربية والتعليم (قسم البنات) ومن وكل إليهم أمر تلك المعلمات، وفي الوقت نفسه محذرا إياهم أن لكل شيء حدا وللصبر حدود ولكم (في غرق العبارة المصرية السلام 98) بالأمس القريب عبرة وعظة. نعلم أن كل شيء من قضاء الله وقدره ولكن لكل سبب مسببات والمسببات هنا كثيرة ولا يجهلها أحد خصوصا وزارة التربية والتعليم (قسم البنات)، فهي لديها علم ومعرفة بهذه الأسباب الداعية إلى هلاك أرواح بريئة وأيضا لديها الحلول ولا تخفى عنها ولكن متى يحين الوقت لتكرم وزارتنا وتلطفها بإيجاد هذه الحلول والعمل بها على أرض الواقع..! هل يقودها تفكيرها الطويل الذي يحمل بين جناحيه السبات العميق والتسويف الممل إلى حصاد تلك الأرواح البريئة وحينها لا نجد معلمة واحدة بين أروقة مدارسها وقد حصدهن الإهمال وسوء التخطيط إلى القبور، حينها وقد أشربنا وأشبعنا من تكرار الردود وسماع العبارات البنجية الملطفة، فتارة تواجهنا وزارتنا بعبارة هذا قضاء الله وقدره وتارة سوف نحاسب المقصر.. وتارة.. وتارة... عبارات بنجية وتلطيفية تطلقها وزارتنا العزيزة لذر التراب في العيون.. بل عندما نقرأ بعض هذه التعقيبات من لدن وزارتنا يأتينا شعور بشيء من الاستخفاف بعقول البعض. لا أريد الخوض أكثر من ذلك فالموضوع مهم وحساس ومهما كتبت وكتب غيري لن نفيه حقه، فالأمر لا يحتاج إلى سكب حبر الأقلام في الصحف بل يحتاج إلى حل وبثورة عاجلة. إني انثر حبر قلمي واسكبه إلى وزارة التربية والتعليم (قسم البنات) ومن هو شريك في ذلك الحصاد مذكرا إياهم بقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...) الحديث وأنهم مسؤولون أمام الله عن هذه الأرواح البريئة التي لا ذنب لها بذلك في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم...