أوضح جون بولتون سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية للأمم المتحدة خلال لقائه وفداً من (لجنة الشؤون الخارجية) البريطانية في واشنطن أن الخيار العسكري ضد إيران قد يوقف البرنامج النووي الإيراني إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وينقل جوليان برقر مراسل صحيفة الجارديان البريطانية في واشنطن عن إيريك إيلسلي عضو لجنة الشؤون الخارجية البريطانية ما سمعه من بولتون الذي قال: عليهم أن يعرفوا (أي الإيرانيين) أن كل شيء على الطاولة، وعليهم أن يفهموا ما يعنيه ذلك. يمكننا ضرب عدة نقاط على طول الجبهة.. كل ما عليك فعله هو تعطيل جزء من عمليتهم النووية لتعطيل الأمر برمته. وتنقل صحيفة الجارديان تصريحاً آخر ل(بولتون) أمام اجتماع لمنظمة (إيباك) أو لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية، (وهي مجموعة ضغط أمريكية موالية لإسرائيل) قوله: كلما طال انتظارنا لمواجهة الخطر الذي تمثِّله إيران، كلما كان من الأكثر صعوبة حلها. علينا التأهب للاعتماد على حلول شاملة واستخدام كل الوسائل التي بمتناول أيدينا لوقف التهديد الذي يمثله النظام الإيراني. فيما بيّنت صحيفة التايمز البريطانية أن هناك انقساماً داخل الإدارة الأمريكية في كيفية التعامل مع إيران، وترى أن الصقور في تلك الإدارة مثل جون بولتون باتوا مهمشين بشكل كبير بسبب تأثير السياسة الخارجية المتنامي للسيدة رايس وزيرة الخارجية وبفضل سفك الدماء المتواصل في العراق الذي أضر بقدرة الولاياتالمتحدة العسكرية والسياسية على القيام بعمل ما. وتنقل التايمز في هذا السياق تصريحاً لرايس قالت فيه: لم يقل أحد أنه علينا الاندفاع لتطبيق عقوبات من نوع ما، أعتقد أنه سيتوجب على مجلس الأمن الدولي أن يبحث جدياً الخطوة التالية التي يجب اتخاذها وبخصوص الملف الإيراني أيضاً. لكن في صعيد آخر تنقل (الديلي تلغراف) تحت عنوان (تنظيف حديقة طهران من الآثار النووية) نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية أن وحدات من الحرس الثوري الإيراني قامت الشهر الماضي بقطع نحو سبعة آلاف شجرة في طهران للحيلولة دون عثور مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أي آثار لليورانيوم المخصب من حديقة في المدينة قرب موقف (لافيزان) للأبحاث الذرية، قد تكون بمثابة أدلة تجرّم إيران أمام الوكالة وتقول الصحيفة إن أحد أبرز النقاط التي تثير قلق (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) هو الأنشطة في مركز (لافيزان) الإيراني، وهو الموقع الذي لم تكن تعلم به الوكالة حتى عام ألفين وثلاثة عندما أفشى منشقون إيرانيون بمعلومات عن موقعه الكائن في قاعدة عسكرية في طهران. وتنقل الصحيفة أن إيران متهمة بإجراء أبحاث تخصيب لليورانيوم في الموقع المذكور بينما زعم مسؤولون إسرائيليون أن أربعة نماذج أولية لرؤوس نووية مخزنة في ذلك المكان. وتنقل الصحيفة عن مصادر الاستخبارات الغربية قولها إن السلطات الإيرانية تعمدت وضع المنشأة في موقع ذي كثافة سكانية حتى تردع الولاياتالمتحدة وإسرائيل عن شنّ ضربة وقائية ضد الموقع ورغم اتفاق بريطانياوالولاياتالمتحدة بخصوص العراق في مجلس الأمن الدولي، إلا أنهما مختلفتان بشكل واضح حيال إيران. فبينما استبعدت لندن الخيار العسكري، لم تحذ واشنطن حذوها في ذلك. من جهة أخرى أفادت أسبوعية (تايم) الأمريكية أمس الاثنين أن الولاياتالمتحدة ستقدم إلى مجلس الأمن الدولي عناصر أدلة حول قنبلة نووية إيرانية تم الحصول عليها من جهاز كومبيوتر محمول. وقالت (تايم) إن الولاياتالمتحدة ستكشف خلال اجتماع لمجلس الأمن الذي قد يعقد هذا الأسبوع، وثائق حصلت عليها من هذا الجهاز العائد لمهندس إيراني، وتبيّن هذه الوثائق تصاميم تشبه القنابل الذرية الأمريكية الأولى. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله (بسبب الحجم والوزن والقوة والارتفاع المحدد للانفجار، فإن ذلك لا يمكن إلا أن يتناسب مع قنبلة ذرية). وسيدعم تقديم هذه الوثائق تأكيدات الولاياتالمتحدة التي تفيد أن للبرنامج النووي الإيراني أهدافاً عسكرية. وأضاف هذا الدبلوماسي أن الوثائق جزء من تصميم (باور بوينت) عثر عليه في جهاز الكومبيوتر، وتظهر إحداها كرة معدنية مجوّفة يبلغ قطرها 61 سنتيمتراً وتزن حوالي 200 كيلو. ويظهر تصميم آخر غلافاً خارجياً مغطى بعبوات متفجرة تستخدم لتفجير قلب القنبلة، كما أوضحت (تايم). وهذا التصميم مشابه لتصميم (فات مان) القنبلة الذرية التي ألقاها الأمريكيون على مدينة ناغازاكي اليابانية في 1945م. من جانب آخر ذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية نقلاً عن (مصادر استخباراتية غربية) أمس الاثنين أن آلاف الأشجار قُطعت لإزالة آثار مادة اليورانيوم المخصب في إحدى حدائق طهران. وكتبت الصحيفة المحافظة أن (أكثر من سبعة آلاف شجرة تحمل آثاراً نووية تدين إيران) اختفت من حديقة (قريبة من مركز لافيزان للأبحاث الذرية). وكان دبلوماسيون ذكروا في 29 كانون الثاني - يناير أن خبراء للوكالة قاموا بتفتيش مواقع في مجمع لافيزان العسكري السابق، حيث كانوا يبحثون عن آثار محتملة لليورانيوم. وقد اختفت مباني الموقع وتم تجريف أرضه منذ إغلاقه في 2004م بعد عام واحد من كشف معارضين في المنفي وجوده.