كشف تقرير صدر أمس عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تسلّمت من إيران وثائق تصنيع جزء من القنبلة النووية، في وقت أقرّ المسؤول عن الملف النووي الإيراني علي لاريجاني بأن بلاده رفضت السماح لمفتشي الوكالة بالوصول إلى موقع لافيزان العسكري، وذلك ردّاً على التقرير الذي شكا منع طهران المفتشين من دخول مواقع عسكرية حساسة واعتبر ان التعاون الإيراني لا يزال غير كاف. راجع ص 10 وقال لاريجاني:"على المفتشين أن يقدموا إلينا أسباباً مقنعة، فكونهم يريدون زيارة هذا الموقع أو ذاك لا يمكن أن يجبروا الإيرانيين على السماح لهم بالوصول إلى مواقع، خصوصاً إذا كانت عسكرية". وتزامن ذلك مع اجتماع غير رسمي عقد في لندن أمس وجمع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز واللجنة الثلاثية الأوروبية ألمانياوبريطانيا وفرنسا والروس، للبحث في الردّ على التصعيد الإيراني ومعاودة طهران تخصيب اليورانيوم الذي يأتي قبل أيام فقط من اجتماع مجلس الأمن. ودعت الولاياتالمتحدةإيران الى اعادة النظر في تسوية تقدمت بها موسكو، بهدف نزع فتيل الخلاف حول البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وتهدئة المخاوف حول مساعي ايران لانتاج أسلحة نووية. وقال مستشار الامن القومي في البيت الابيض ستيفن هادلي ان الرئيس الاميركي جورج بوش تبنى الاقتراح الروسي خلال محادثات مع نظيره فلاديمير بوتين على هامش قمة منتدى اسيا والمحيط الهادئ التي تعقد في كوريا الجنوبية. واضاف ان الاقتراح الروسي يحظى بدعم بريطانيا وفرنسا والمانيا التي قادت المفاوضات مع ايران حول ملفها النووي, موضحاً ان بوش رأى ان الاقتراح"فكرة جيدة ومخرج محتمل"للأزمة حول ملف ايران النووي. وصرح دان بارتليت احد كبار مستشاري بوش للصحافيين على هامش القمة بأنه"لم يدر حديث محدد حول مسألة احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن"خلال محادثات الرئيسين. واعتبر الناطق باسم الخارجية الفرنسية أن قرار إيران البدء بالتخصيب ليس خطوة في الاتجاه الصحيح، ولا يساهم في خلق مناخ ثقة بين إيران والمجتمع الدولي. وركّز تقرير المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي والذي وزع أمس على أعضاء مجلس حكام الوكالة، على النقاط الإيجابية، بإشارته إلى تسليم إيران مفتشي الوكالة وثائق تكشف كيفية تصنيع جزء أساسي من القنبلة النووية. وأشاد التقرير بالمواقف الإيجابية لطهران لسماحها للمفتشين بزيارة منشأة"لاشين"وأخذ عينات بيئية تخضع لتحاليل مخبرية في فيينا للتحقق من مدى ما نفذته إيران من نشاطات عالية التخصيب. لكنه في المقابل أفاد أن نتائج هذه التجارب المخبرية لن تظهر قبل الخميس المقبل, موعد انعقاد اجتماعات مجلس محافظي الوكالة. كما أفاد التقرير أن المفتشين تمكنوا من استجواب بعض المسؤولين الذين كانوا على صلة بالعالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان وزودوهم معلومات عما حصل من تعاون بين إيران وباكستان في هذا الصدد. وأشار إلى وثائق عن"معالجة معدن يورانيوم مخصب وطبيعي ومنضب، وتحويله إلى أشكال أخرى"ضرورية لصنع قنبلة ذرية. وثمة وثائق أخرى تتعلق بأجهزة الطرد المركزي بي-1 المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وخطط لصنع مجموعة من أجهزة الطرد المركزي، بما فيها"مصنع صغير يحتوي ألفي جهاز طرد وست مجموعات من 168 جهازاً، وهي الطريقة التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم". في برلين، قال ديبلوماسي اطلع على تقرير الوكالة الدولية ان إيران سلمت إرشادات لتجميع جزء رئيس من سلاح نووي, ووصف الإرشادات بأنها لصنع القلب المعدني لليورانيوم المخصب في أي سلاح نووي. وذكر أيضاً إن الإيرانيين ابلغوا الوكالة الدولية تلقيهم وثيقة من أفراد لهم علاقة بالسوق السوداء النووية التي أقامها عبدالقدير خان.