* قرأت في ملحق - الرسالة -، الصادر يوم الجمعة 28-11- 1426ه، عنواناً كبيراً يقول: (حوار الأديان إلى أين؟).. ونقرأ في آراء المشاركين في هذه القضية، قول الدكتور محمد عمارة الداعية الإسلامي: (أكذوبة كبرى اسمها حوار بين الأديان.. وتجربتي سلبية جداً ولن أكررها).. والدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: (أنا مع حوار الأديان، ولكن احذروا هذه الشروط الأربعة.. وهذه الشروط مع الجانب المسيحي أهمها: * (السماح ببناء الكنائس بلا قيد أو شرط، والسماح بالبعثات التنصيرية للعمل بحرية في الدول الإسلامية، والسماح بزواج المسلمة من غير المسلم).. وهذه الشروط كما يقول الدكتور العوا تتصادم مع العقيدة الإسلامية.. وحذر علماء الأمة ومفكريها من هذه الانزلاقات والتورط في حوارات غير مجدية.. والشرط الرابع: (أنهم لا يعترفون بالإسلام، ولا دين الإسلام، ولا نبي الإسلام، ولذلك فالجانب النصراني يحرص على فرض هذه الشروط الأربعة في أي حوار).. * إن المسلمين يدركون أن هذه القضية محسومة منذ أن نزل الكتاب العزيز على خاتم رسل الله صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً.. وهذا الكتاب دستور المسلمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، جاء فيه، قول الحق مخاطباً رسوله عليه الصلاة والسلام: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، ويتبع هذا النص من الآية (120) من سورة البقرة، قول الله: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}. القضية محسومة عندنا نحن المسلمين في أكثر من نص من كتابنا القرآن الكريم، وسورة الكافرون تكفينا دليلاً ومنهاجاً.. وما دام الأمر كذلك ونحن مدركوه، فلا داعي لحوارات سموها: (حوار الطرشان)، وأخلق بالمسلمين الذين يعون هذه النصوص القاطعة، ألا يفتحوا أبواباً يعييهم سدها مع أناس من غير ملتهم يقولون: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}(31 32)من سورة التوبة. * إذاً نحن نتعامل مع الذين ليسوا على ديننا في مصالحنا ومصالحهم الدنيوية من تجارة ونحوها، ولا ندخل معهم في شيء من قضايا وجدل حول الأديان، فلنا ديننا ولهم دينهم، ولن نستطيع إقناعهم ولا يستطيعون إقناعنا.. ويقول الله تعالى في سورة آل عمران، آية -64- {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. *نحن أمة ذات رسالة خاتمة حفظها الله بفضله لنا لندين بها ونبقى عليها، لا نشرك بالله شيئاً، ندعو إلى الله على بصيرة، لا نكره أحداً أن يدخل في ملّة المشركين، وقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} آية (6) من سورة التوبة، والحمد الله الذي جعلنا من المسلمين، فهو ولي النعم سبحانه وتعالى.