هذا المثل يضرب للالتزام بالخوه والمرافقة بالأسفار والصبر والتحمل، والشلقان هم من قبيلة شمر تجهز جماعة من الشلقان وكبيرهم مجيدع الربوض ودليلتهم غريب الشلاقي وأجاه عبكلي تجهزوا ليغزوا إبلاً لقبيلة الحويطات قرب البلقا جنوبالاردن وكبير الحويطات عودة ابوتاية صاحب الرأي والشجاعة المكان يسمى (رم) وعر المسالك فيه الجبال والاودية المخيفة يقول الشاعر: ماخُوَّتك خوَّة الشلقان من رم جابوه رجلية توجه الشلقان من الجوف غزاة لإبل الحويطات وذهب معهم شاب لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره اسمه (شحَّاذ) فلما وصلوا إلى مكان الابل عملوا كميناً وفي الصباح خرجوا على الابل وأخذوها وفروا بها ومالبثوا الا والطلب خلفهم من الحويطات فصارت معركة انتصر فيها الحويطات استرجعوا إبلهم ومن ثم أخذوا سلاح وركاب الشلقان بعد أن كسرت ساق مجيدع الربوض جلس الشلقان يتشاورون في الامر لا زهاب ولا ماء ولا سلاح ولا ركاب والمسافة بعيدة وموحشة ومخيفة فقال الربوض اذهبوا إلى أهليكم ودياركم أما أنا اتركوني تحت تدبير الكريم ثم إنه الح عليهم وحملهم قصيدة لايسمح المجال لذكرها ثم إنهم مشوا من عنده بعد ماودَّعوه فلما ساروا مسافة كيلٍ او اكثر واذا بالنسور والغربان قد أخذت تحوم عليه عندها الرجال تناخوا واخذتهم الحمية فرجعوا اليه واقسموا الا يذهبوا من هذا المكان الا وهو معهم فقال كيف ذلك؟ قالوا تركب على اكتاف اثنين واذا تعبا استُبدلا بغيرهما وهكذا عملوا وساروا بكسيرهم من الاردن حتى وصلوا الجوف وهم يضحكون ويقولون القصص والقصائد حتى لايتضايق الربوض وقد ذكر هذا في قصيدته الثانية التي وصف فيها الرحله والمعركه وانهم حملوه على اكتافهم خمسة عشر يوماً وهم اخواله الشلقان حيث قال: عفية خوالي مابهم صار شبشار حصنٍ إتشبه ماضي له شوابير الماء قليل والطعام معدوم الا من اوراق الشجر ومشياً على الاقدام ويحملون كسيراً هذه اللزمة والرجولة والبطولة التي يجب ان نفاخر فيها كرجال من هذه الارض الحبيبة اقول وفي طريقهم اصطادوا يربوعاً (جربوع) فشووه بالنار واخذ كل واحد يمده للآخر فيعتذر عن اكله ليتركه لأخيه فلما اعطوه للشاب شحاذ رفض عن اخذه لكنهم الحوا عليه ونهروه فخجل واخذ الجربوع, واصلوا سيرهم وبعد خمسة عشر يوماً وصلوا الى اهلهم وذويهم بالجوف قام اهل الجوف بإكرامهم وعمل الولائم فرحاً بوصولهم سالمين فكانوا يقصون قصة رحلتهم وجميع ماحصل والحضور يستمعون حتى انهم ذكروا العطش والجوع وانهم لم يأكلوا طيلة عودتهم الا الاعشاب ثم ذكروا (اليربوع) وانه اكله شحاذ وكان والد شحاذ موجوداًمع الحضور وكذلك ابنه شحاذ عندها اجهش والد شحاذ بالبكاء فقال شحاذ لماذا تبكي يا ابي؟ قال كيف الرجال تصبر وانت ماتصبر على الجوع وتأكل الجربوع عندها ضحك شحاذ واخرج الجربوع من جيبه واذا هو قد نشف (يبس) فقال هذا الجربوع لم آكله لكنهم الحوا عليّ فأخذته واحتفظت به وأعلم انهم سوف يقصون القصة,, عندها تهلل وجه ابيه وفرح وقال (عفيه ولدي) وهي كلمة مدح بينهم, هذه خوة الشلقان التي صارت مثلاً يضرب وما اكثر امثال الرجولة والبطولة واللزمة الموجودة بين رجال هذه الجزيرة التي انعم الله عليهاوالحمد لله بالامن والأمان فالبعير يظل تائها لمدة سنة ثم يجده صاحبه الان ولم يتعرض له احد والاموال كذلك في البراري والاسواق وهذا بفضل الله ثم فضل الاسلام ثم جهود القائمين على الامن, والله اعلم.