الغيل اسم قرية اشتهرت بزراعة النخيل وهي تعرف بهذا الاسم من العصر الجاهلي كما عرفت بوادي السري وذلك لزراعة رطب وتمر السري من النخيل فيها تبعد عن ليلي قاعدة الأفلاج بنحو 35 كيلاً من الجهة الشمالية الغربية ولا تزال معمورة إلى اليوم ويسكنها آل لجلال من القبابنة السهول ويرأس مركزها الشيخ لاحم بن خريزان آل لجلال يقول عنها الهمداني: وباقي بني جعدة ببلدة يقال لها الغيل به الزرع والآبار والحصون وجاء في بلاد العرب للأصفهاني: تجتمع في وادي الغيل عدة أودية منها وادي المراء ووادي العرس ووادي حراضة وينحدر على أسيلة. وقد تغنى بالغيل كثير من شعراء بني جعدة بن كعب بن ربيعة في غابر الأزمان يقول البحتري الجعدي: سعد بن غنيم القباني ألا ياليل قد برح النهار وهاج الليل حزن والنهار كأنها لم نجاور آل ليلي ولم يوقد لها (بالغيل) نار ويقول عثمان بن صمصامة الجعدي: وقد قلت للقرى إذا كنت رائحا إلى الغيل فاعرض بالسلام على نعم ويقول أبو مددك مريزيق القشيري جعدية بمغاني الغيل محضرها وبالحمى من اعلى النير مبداها أني لأغبط جيراناً تجاورهم بقرب وصبحها منهم وممساها أني لأغبط والرحمن قيمها بنعمة الله إذا أعطاه اياها ويقول قيس بن الملوح الجعدي: ابت ليلة بالغيل يا أم مالك لكم غير حبٍ صادق ليس يكذب جبل التوباد هو جبل خلد ذكرى قيس المجنون وجعله رمزاً لقصته مع ليلى وكثيراً ما يردده الشعراء ويجعلونه عنواناً للحب العذري العفيف.. وجبل التوباد يتوسط بلدة الغيل ويقع شمال الوادي وفي الجبل غار كان قيس يرتاده وينشد أشعاره فيه ويأنس بوحدته في أركانه وبالقرب من الجبل شعب فيه بقايات أطلال واثار ومقبرة قديمة.. حوله الآن الأشجار والنخيل قال قيس في جبال التوباد: واجهشت للتوباد حين رأيته وكبر للرحمن حين رآني واذرفت دمع العين لما عرفته ونادى بأعلى صوته فدعاني ويقول فيه أمير الشعراء أحمد شوقي على لسان قيس: جبل التوباد حيّاك الحيا وسقى الله صبانا ورعا فيك ناغينا الهوى في مهده ورضعناه فكنت المرضعا وحدونا الشمس في مغربها وبكرنا فسبقنا المطلعا على سفحك عشنا زمنا ورعينا غنم الأهل معا ومن معالمه وأطلاله الباقية أيضاً قصر الصعداء وهي قلعة حصينة بنيت على جبل في وسط البلدة آيلة ملكيتها الآن إلى الخبشة من آل لجلال وقد سكنها زعيم القبابنة سعد قبان في وقته قبل أكثر من 400 سنة وتوارثها أحفاده إلى وقت قريب ومنهم الملقب بمعشى العوشق وراعي الصعداء سعد الخبيش الذي مدحه الشاعر المعروف محمد بن فراج القرقاح الملقب بشرثان وذلك عندما حل ضيفاً على أهالي الغيل بدعوة من الشيخ حضرم بن شخيتل أحد شيوخ القبابنة السهول وفرسانها البارزين والمعروفين في منطقة نجد وذاك الزمان: ويقول القرقاح مادحا أهالي الغيل والخبيش أثناء زيارتهم: يا هل الركاب اللي تقدون بسهيل انصوا مجنبت الردى في الرفاعة ويا هل الكبوش اللي تربون والحيل أنادليلتكم لسوق المباعة وانادليلتكم على وادي الغيل يشرى جلبكم ما بعد زل ساعة وأنا لقيت البن يا هل المعاميل والبن جالة في العو يرض زراعة عند الخبيش اللي يهيلة بلا كيل والهقوت أنه ما يكيله بصاعة جماعة ابن شخيتل وافي القيل اللي يحطون المراجل طماعة ما نيب قايلها براعي مواكيل بس أعجبوني بالكرم والشجاعة ومن مشاهير رجالاتها المعروفين أيضاً الشيخ حمد بن ثلاب آل لجلال أمير الغيل الذي ذكره المستشرق المعروف المؤرخ عبدالله فلبي في كتابه قلب الجزيرة العربية وذلك عند زيارته لبلدة الغيل ولم يجده فيها وأقام لعدة ليالي مدح كرم أهليا وطيبتهم وحفاوتهم وأثناء عودة عبدالله فلبي من زيارته التقى بالشيخ حمد بن ثلاب في مكان يقال له (طلحا).. وهي قريبة من الغيل.. يذكر فلبي في كتابه قلب الجزيرة العربية أنه عندما مكث في طلحا أرسل لهم الشيخ حمد بن ثلاب خروفان وعن حلول الظلام قدم لهم الشيخ حمد وسامرهم وتناول معهم العشاء واعجب به فلبي لما يحظى من مكانة قريبة من المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه.. وحب جماعته له ومكانته بينهم. ومن ذلك اسشهاداً بقول الشاعر عنيم بن سعد الخبيش: أسأل وتلقى عند فخرنا دواليل عن حمد ابن ثلاب لو كان فاني شيخٍ يبدى يوم سوق الفناجيل وتهدى عليه الجيش وأم الحصاني فكان الملك عبد العزيز رحمه الله يهدي له الجيش الأصائل تقديراً لمكانته التي يحظى بها. أيضاً من كرماء بلدة الغيل ومشاهيرها... الشيخ عبدالله بن راشد آل لجلال القبابنة كريم جواد ذاع صيته في زمانه حتى يقال إن المملكة صلت عليه صلاة الغائب عندما علمت بوفاته في وقت الملك عبد العزيز آل سعود يقول الشاعر عبدالله بن منيرة القحطاني في ابن راشد: يا طارش تبغى العشا والكرامة حوّل على أم طليح في فرعه الغيل تبشر ببرا والمفطح أيدامة وبنن يقند للمناعير باالهيل والله لو تأخذ ثمانين قامة ما كنك إلا ما خذن عندهم ليل أهل قصور للمسير علامة واللي يبيهم دربهم يمة أسهيل أم طليح: قصر ابن راشد وما زال باقية اثاره إلى هذا الوقت المصادر تاريخ الأفلاج وحضارتها: تأليف عبدالله بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين: قلب الجزيرة العربية: لمؤلفه عبدالله فلبي قصة وأبيات: لمؤلفه إبراهيم اليوسف شعراء قبيلة قحطان: مؤلفه عبدالله حمير القحطاني