تفاوتت التقييمات والتوصيفات الروسية والإيرانية لنتائج المباحثات التي أجراها وفد إيراني مع المسؤولين الروس في موسكو بشأن إقامة مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية، كمخرج للأزمة المتصاعدة حول الملف النووي الإيراني، ففي حين وصف الوفد الإيراني نتيجة المحادثات التي دارت في وقت لاحق بأنها إيجابية وبناءة، حذّر وزير الخارجية الروسي من إعطاء تقييمات سابقة لأوانها لهذه المحادثات. وقال رئيس الوفد، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي حسين طاش إن وفد بلاده أجرى محادثات إيجابية وبنّاءة مع المسؤولين الروس بشأن إقامة مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم، إلا أنه أضاف (لقد اتفقنا على مواصلة المشاورات) لاحقا. وأشار طاش إلى أنه تم التوصل إلى تفاهم مع الجانب الروسي حول إمكانية إقامة مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية، إلا أنه لم يكشف عن الجوانب التقنية لهذا التفاهم. وناقش المشاركون في محادثات موسكو المقترح الروسي الخاص بإنشاء مؤسسة روسية إيرانية مشتركة لتخصيب اليورانيوم لصالح إيران على الأراضي الروسية، على اعتبار أن ذلك يشكل مخرجا من الدائرة حول الملف النووي الإيراني الذي من المقرر أن يعاود أمناء الوكالة الدولية للطاقة النووية مناقشة أمر إحالته إلى مجلس الأمن الدولي في السادس من الشهر القادم. وأعلن علي حسين طاش أن الجانبين أكدا في أثناء المشاورات على أن إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي لن يصبح خطوة بناءة. وشدد رئيس الوفد الإيراني على ضرورة تسوية الوضع الناشئ حول البرنامج النووي لإيران في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلى الرغم من التصريحات المتفائلة لرئيس الوفد الإيراني، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من إعطاء تقييمات سابقة لأوانها لمحادثات موسكو حول المشكلة النووية لإيران. وقال لافروف في حديث للصحفيين في مجلس الفيدرالية: (المحادثات مستمرة مع الجانب الإيراني). وكان لافتا توجه الوفد الإيراني إلى المطار عائدا إلى بلاده فور اختتام المحادثات الروسية الإيرانية حول المشكلة النووية لإيران في موسكو. وعلمت (عمان) أن المحادثات في موسكو تركزت على النواحي التقنية لمسألة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية لصالح إيران، وتركزت بشكل خاص على مدى استعداد موسكو لقبول مشاركة خبراء إيرانيين في عمليات التخصيب مباشرة داخل الأراضي الروسية، والمهل الزمنية لعمليات التخصيب، ولم تتطرق إلى النواحي السياسية الخاصة بمدى استعداد طهران للتخلي عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها في حال موافقتها على التخصيب على الأراضي الروسية، على اعتبار أن الوفد الإيراني لم يكن مخولا بمناقشة هذه المسألة التي تعتبرها إيران حقا سياديا ترفض التخلي عنه. ولإبقاء بصيص من الأمل في نهاية النفق، صرح مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو بأن المحادثات الروسية الإيرانية حول المقترح الروسي الخاص بإنشاء مؤسسة روسية إيرانية مشتركة لتخصيب اليورانيوم لصالح إيران على أراضي روسيا ستستأنف في طهران. وقال كيريينكو بهذا الشأن: (ستبذل روسيا كل ما في وسعها من أجل تقديم إمكانية لإيران للخروج من هذا الوضع المعقد بطريق سلمي بناء). وأشار كيريينكو بشكل خاص إلى أن روسيا تسعى إلى حل المشكلة الإيرانية بطريق سلمي بناء مع الاحتفاظ بحق تطوير قطاع الطاقة الذرية بالنسبة لإيران، لكن مع الالتزام بضمانات منع انتشار الأسلحة النووية، وهو ما يريده المجتمع الدولي من الجانب الإيراني. وأكد كيريينكو على إمكانية بدء العمل في أسرع وقت ممكن في مؤسسة تخصيب اليورانيوم المشتركة في حال موافقة طهران على اقتراح موسكو.