ردّ مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية، سيرغي كيريينكو, على دعوة نائب وزيرة الخارجية الأمريكية نيكولاس بيرنز، موسكو إلى وقف تعاونها النووي مع إيران، مؤكداً من جديد أن بناء محطة بوشهر الكهرذرية لا يشكل تهديداً لنظام منع انتشار الأسلحة النووية. وقال في حديث إلى الصحفيين في العاصمة القرغيزية بيشكيك الخميس الماضي: (إن بناء محطة بوشهر الكهرذرية يجري وفق جميع الاتفاقات العالمية ولا يتناقض معها). وذكر كيريينكو أن جميع بلدان العالم تملك الحق في تطوير الطاقة الذرية للأغراض السلمية، ولكن مع ضمان أمن المجتمع الدولي وعدم انتهاك نظام منع انتشار الأسلحة النووية. ويوشك الخبراء الروس على إكمال بناء المفاعل الأول في محطة بوشهر الكهرذرية. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المحطة في أواخر عام 2006 الجاري، كما أن روسيا تعتزم بناء 6 مفاعلات نووية في إيران خلال السنوات العشر القادمة. وجدد مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية التأكيد أن المقترح الروسي الخاص بإنشاء مؤسسة روسية - إيرانية مشتركة لتخصيب اليورانيوم لصالح إيران على أراضي روسيا الاتحادية ما زال قائما. كما أكد كيريينكو على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لمشكلة البرنامج النووي لإيران. وأشار في الوقت نفسه إلى إمكانية إيجاد مثل هذا الحل. وكان بيرنز الذي شارك في المشاورات السياسية الفاشلة التي جرت في موسكو يوم الثلاثاء الماضي بين دبلوماسيين من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا حول الملف النووي الإيراني قد قال: (نعتقد أنه من المهم أن توقف كل الدول تعاونها مع إيران في المجال النووي، حتى في ما يتعلق بالمشاريع النووية المدنية مثل مفاعل بوشهر) الذي تبنيه روسيا. وأضاف: (لا يزال عدد كبير من الدول يسمح بتصدير مواد ذات استخدام مزدوج (مدني وعسكري) يمكن استعمالها في بعض الحالات من أجل تعزيز الصناعة النووية الإيرانية). وطالب بيرنز موسكو بعدم تسليم أسلحة إلى إيران. وقال: (من المنطقي ألا تحصل مبيعات السلاح هذه. آن الأوان لتضغط بعض هذه الدول بهدف القول للإيرانيين إن هناك ثمناً سيدفعونه)، مكرراً الموقف الأمريكي بأن (إيران هي المصرف المركزي للإرهاب في الشرق الأوسط وهي الداعم الرئيسي ومدير عمليات حزب الله والجهاد الإسلامي، وأعلنت بعض الدول أن جدول أعمالنا مع إيران يجب ألا يقتصر فقط على المسألة النووية). وعلى الرغم من التصريحات النارية الأمريكية تجاه طهران، صرح وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار في ختام لقائه بنظيره الأذربيجاني إيلمار محمدياروف في باكو الخميس الماضي بأن بلاده لا تبحث عن وسطاء في العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وأكد الوزير الإيراني أن هذه المسألة لا تقلق طهران على الرغم من الضغوط التي توجهها الولاياتالمتحدة إلى إيران منذ الثورة الإسلامية. وقال نجار في هذا الصدد: (إن إيران تواصل بناء علاقات طبيعية مع جميع بلدان العالم، ومستعدة لحل مشكلة البرنامج النووي عن طريق المحادثات). وفي هذه الأثناء واصل وفد إيراني كان قد وصل فجأة يوم الأربعاء إلى موسكو برئاسة نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي جواد وعيدي، محادثاته مع المسؤولين الروس خلف أبواب موصدة، بعدما كان قد أجرى محادثات مماثلة مع ممثلي الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) التي أعلن باسمها دبلوماسي بريطاني: (لم نلمس أي جديد في الموقف الإيراني ولم يتحقق أي اختراق).