استقبلت الدوادمي أحد أبنائها الناجين المعلم ناصر سليمان العندس من العبارة الكارثة سلام 98 التي غرقت قبل أسابيع، بعد أن صارع الأمواج لأكثر من 21 ساعة هو وزملاؤه بالرحلة، المعلم حمود بن صنت الرشيدي الذي انتقل إلى رحمة الله والمعلم حبيب مسفر المغيري الذي ما زال في عداد المفقودين. (الجزيرة) التقت بالمعلم ناصر سليمان العندس فور وصوله للدوادمي وسألته عما حصل له على متن العبارة فقال: بعد أن أحس الركاب بوجود احتراق بالعبارة ذهب مجموعة منهم إلى قائد العبارة ليخبروه بوجود حريق إلا أنه لم يستجب لهم ورد بعبارات قاسية وأنه هو القائد ويعرف ما بها. وهذه اللحظات التي لا تنسى، أصاب الركاب حالة رعب وبدأ الأطفال والنساء بالصياح وتعالت الهتافات بالتهليل والتكبير والتشهد، وبعد ما يقارب 4 ساعات من الضغط النفسي والعصبي الشديد بدأت العبارة تغرق بالمياه العميقة وما كان أمامي أنا وزملائي إلا ارتداء سترة النجاة والقفز بعرض البحر وكنا نحن الثلاثة مع بعض وبعد فترة ومن قوة الأمواج تفرقنا وأصبح كل واحد في جهة وأصبحت أصارع الأمواج وسط البحر وبالظلام الدامس حتى وجدت أمامي قارباً ممتلئاً بالناجين، ثم بعد قليل انقلب القارب وبدأت رحلة المتاعب حتى الساعة الثامنة صباحاً حينما شاهدت قارباً آخر واستطعت بفضل الله من الوصول إليه وركبت فيه وبدأ الغارقون بالتوافد إلينا من قارب آخر حتى أصبح عددنا 6 أشخاص وعند الساعة العاشرة صباحاً أتت الطائرات المصرية الخاصة بالبحث عن الناجين فبدأت التحليق فوقنا ورصد الموقع وأخذت بالتحليق من الساعة العاشرة صباحاً حتى غروب الشمس. وكان هناك سفينة في عرض البحر وبدأت الأمواج تقذفنا ناحية السفينة ولم نستطع الوصول إليها إلا الساعة التاسعة والنصف تقريباً وكان بالقرب من هذه السفينة قطعه بحرية أخرى متوقفة تماماً ولم نتوقف حتى ارتطمنا بالسفينة وألقوا لنا الحبال واستطعنا الصعود. وبقينا على ظهر السفينة حتى وصلنا ميناء سفاجا الساعة العاشرة صباحاً، ووجدنا باستقبالنا مسؤولين من السفارة السعودية بمصر ونقلونا على الفور إلى أحد المستشفيات وتم اتصالنا بأهلنا وإعطاؤنا الحالات الإسعافية اللازمة، وفور وصولنا للمستشفى تلقينا اتصالاً هاتفياً من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية واطمأن على سلامتنا وكان لهذا الاتصال الأثر الكبير بأنفسنا وإزالة الهم الذي كنا نعيش فيه، جزاه الله خير الجزاء، ثم قام السفير السعودي بزيارتنا، بالمساء تم نقلنا إلى أحد الفنادق على حساب حكومتنا الرشيدة ومكثنا فيه أكثر من يوم ورجعنا بعد أن تم تأمين طائرة خاصة. وفي ختام تصريحه قدم العندس جزيل شكره وتقديره للقيادة الرشيدة لما قامت به تجاههم.