ذكرت مسودة تقرير أن خمسة خبراء في حقوق الإنسان تابعين للأمم المتحدة حثوا الولاياتالمتحدة على إغلاق سجنها الحربي في خليج جوانتانامو بعدما خلصوا إلى أن عملية التغذية القسرية للسجناء المضربين عن الطعام وبعض أساليب الاستجواب تصل إلى التعذيب. واتهم التقرير غير النهائي يوم الاثنين -وجاء في 38 صفحة- الولاياتالمتحدة بتحريف القانون الدولي بحرمان السجناء من حقوق مشروعة منها عدم السماح لهم باختيار محاميهم وتعيين ضباط تحقيق لديهم (مستوى محدود من المعرفة القانونية). ونشر التقرير أولاً في صحيفة لوس أنجلوس تايمز في طبعتها يوم الاثنين. ونفى مسؤولون أمريكيون التقرير واعتبروه مجرد أقاويل. ووضع التقرير بعد تحقيقات استمرت 18 شهراً، أمرت بإجرائها لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة واستندت إلى مقابلات قام بها المحققون مع سجناء سابقين ومحاميهم وأسرهم ولم يشمل مقابلات أجريت بالمعتقل. ورفض الفريق التابع للأمم المتحدة دعوة للقيام بجولة في القاعدة البحرية الأمريكية بخليج جوانتانامو بكوبا، حيث يحتجز أكثر من 500 شخص منذ هجمات 11 سبتمبر - أيلول 2001م، وجاء الرفض لأن الفريق منع من إجراء مقابلات مع السجناء. وقال التقرير: (يجب على حكومة الولاياتالمتحدة أن تغلق منشآت الاحتجاز في خليج جوانتانامو دون إبطاء). وأضاف أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة تقديم جميع السجناء في معتقل جوانتانامو للمحاكمة على أرض أمريكية أو (إطلاق سراحهم). وتابع التقرير أن ظروفاً قاسية منها وضع السجناء في الحبس الانفرادي أو تعريتهم أو تعريضهم لدرجات حرارة عالية أو تهديدهم بالكلاب يمكن أن تصل إلى حد التعذيب إذا استخدمت بشكل متزامن. وتسببت عمليات التغذية القسرية للسجناء المضربين عن الطعام في المعتقل من خلال أنابيب يتم إدخالها من الأنف في آلام شديدة ونزف وقيء. وقال التقرير مستنداً إلى صور وشرائط فيديو: إن بعض السجناء الذي نقلوا إلى جوانتانامو قيدوا وربطوا بسلاسل ووضعت أكياس على رؤوسهم وركلوا وجردوا من ملابسهم. وأضاف أن (العنف المفرط الذي استخدم في كثير من الحالات خلال عملية النقل.. والتغذية القسرية للمعتقلين المضربين عن الطعام يجب أن ينظر إليه على أنه يصل إلى حد التعذيب). وفي واشنطن انتقد شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مسودة التقرير الذي أعده خبراء الأممالمتحدة واعتبره مجرد أقاويل. وأضاف مكورماك (مجرد قرارهم عدم قبول العرض المقدم من حكومة الولاياتالمتحدة للذهاب إلى خليج جوانتانامو لا يمنحهم تلقائياً الحق في نشر تقرير ما هو إلا مجرد أقاويل ولا يستند إلى حقائق). وصرح مسؤول أمريكي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه بأنه ما كان ينبغي أن يعتمد المحققون على سجناء سابقين في الحصول على معلومات. وأضاف المسؤول: (نعرف من كتيبات القاعدة أنهم تدربوا على ادعاء التعرض لانتهاكات ولظروف سيئة في المعتقل.. الافتقار إلى الدقة في هذا التقرير يبدو أنها تقوض بالفعل مصداقيته الكاملة). وجاء في التقرير أيضاً أنه رغم أن الحد الأقصى المسموح به للحبس الانفرادي هو 30 يوماً إلا أن بعض المعتقلين أعيدوا إلى الحبس الانفرادي بعد فترات قصيرة للغاية وعاشوا في (شبه عزلة لفترات وصلت إلى 18 شهراً). ومن بين الخبراء الخمسة التابعين للأمم المتحدة الذين أعدوا التقرير دعت واشنطن ثلاثة لزيارة معتقل جوانتانامو العام الماضي وهم مانفريد نواك المحقق النمساوي المتخصص في قضايا التعذيب وأسما جهانجير وهي باكستانية مهتمة بالحرية الدينية وليلى زيروجوي التي تبحث في قضايا الاعتقال التعسفي.ورفضت الولاياتالمتحدة استقبال العضوين الآخرين باللجنة وهما الأرجنتيني ليآندرو ديسبوي وهو محقق خاص في قضايا استقلال القضاة والمحامين وبول هانت وهو نيوزيلندي المراقب المختص بالصحة العقلية والبدنية.