قال ثلاثة محققين للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان إنهم سيرفضون دعوة أمريكية طال انتظارها لزيارة سجن جوانتانامو في كوبا ما لم يسمح لهم بمقابلة المعتقلين هناك. وبعد حوالي أربع سنوات من أول طلب للزيارة قالت واشنطن يوم الجمعة إن المبعوثين الثلاثة وبينهم خبيرة للأمم المتحدة بشأن التعذيب يمكنهم أن يزوروا الأجانب المشتبه بتورطهم في الإرهاب لأن الولاياتالمتحدة (ليس لديها ما تخفيه). لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قالت إنه رغم أن المبعوثين يمكنهم توجيه أسئلة إلى مسؤولين عسكريين أمريكيين فإنهم لن يسمح لهم بالتحدث إلى أي من أكثر من 500 معتقل في سجن جوانتانامو لأن ذلك هو دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقالت الجزائرية ليلي زروقي وهي خبيرة للأمم المتحدة بشأن الاعتقال التعسفي والنمسوي مانفريد نواك وهو محقق للمنظمة الدولية بشأن التعذيب إنهما يقترحان زيارة في السادس من ديسمبر - كانون الأول لكنهما لن يذهبا إلا إذا سمح لهما البنتاجون بالتحدث إلى السجناء. وقالت ليلى زروقي في مؤتمر صحفي في مقر الأممالمتحدة: لم نوافق قط على تنظيم اجتماع أو زيارة مكان لا يتاح لنا فيه مقابلة جميع المعتقلين. وقال نواك: الشرط الوحيد الذي لم نقبله هو ألا تتاح لنا فرصة مقابلة المعتقلين، وأعرب عن أمله في أن تستجيب الولاياتالمتحدة. لكن متحدثاً باسم البنتاجون قال: رأي حكومة الولاياتالمتحدة هو أن التفويضات لمقرري الأممالمتحدة لا تمتد إلى مسائل وضع ومعاملة الأشخاص الذين أسروا أثناء صراع مسلح. ومحقق الأممالمتحدة الثالث الذي دعي إلى زيارة سجن جوانتانامو هي الباكستانية أسماء جاهانجير التي تركز على الحرية الدينية. والمحققون الثلاثة عيَّنتهم لجنة حقوق الإنسان التي مقرها جنيف والتابعة للأمم المتحدة لكنها تعمل بدرجة كبيرة من الاستقلالية. وأعرب المحققون الثلاثة في بيان عن شعورهم بخيبة الأمل لان محققين آخرين للأمم المتحدة هما ليندرو دسبوي المحقق الخاص بشأن استقلال القضاة والمحامين وبول هانت المقرر الخاص بشأن الصحة العقلية والبدنية لن يكونا معهم في الزيارة، وقالوا أيضا إن اليوم الواحد الذي منحه البنتاجون لهم للزيارة غير كاف. وينتقد ناشطو حقوق الإنسان الولاياتالمتحدة لاحتجازها إلى أجل غير مسمى ودون محاكمة المعتقلين في قاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو بكوبا. وتصاعدت حدة الانتقادات في الأسابيع القليلة الماضية مع كشف البنتاجون النقاب عن انه يطعم بالقوة معتقلين في جوانتاناموا بدأوا اضراباً عن الطعام احتجاجاً على أحوالهم وحرمانهم من الحقوق القانونية. ودافع البنتاجون عن معاملته للسجناء ونفى حدوث تعذيب في سجن جوانتانامو الذي افتتح في يناير - كانون الثاني 2002 بعد أشهر قليلة من الهجمات التي شنت على الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر - أيلول 2001م، ومعظم المعتقلين في جوانتانامو قُبض عليهم في أفغانستان.