لم يعد فحص القنوات المرارية والبنكرياس من الفحوصات التي تُقلق المريض، في ظل الثورة الطبية الحاصلة في عالم المناظير. وللتعرف على المناظير وأسباب اللجوء إليها والحالات التي تعالجها وغيرها من الأمور سيحدثنا عنها الدكتور عبدالرحمن الجبرين استشاري الجهاز الهضمي والمناظير بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي. * د. عبدالرحمن. ماهو تنظير القنوات المرارية والبنكرياس؟ - هو فحص القنوات الصفراوية التي تمر فيها المادة الصفراء (التي تساعد في هضم الدهون) التي تتكون في الكبد وتختزن في المرارة بواسطة جهاز منظار. أما المنظار فهو جهاز يشبه الأنبوب الدقيق المرن بحجم ابهام اليد في عرضه وطوله حوالي المتر. يتصل رأس هذا الأنبوب بكاميرا تتصل بجهاز تصوير متطور يستطيع من خلاله الطبيب مشاهدة الجهاز الهضمي العلوي بدقة عن طريق شاشة تشبه شاشة التلفزيون. يمرر هذا المنظار عن طريق الفم إلى المعدة ثم إلى الاثنى عشر حيث تتصل القنوات الصفراوية بالأمعاء. بعد ذلك يتم تمرير أنبوب خاص إلى القنوات الصفراوية يتم من خلاله حقن مادة صبغية تمكن الطبيب من رؤية القنوات الصفراوية بشكل واضح عن طريق جهاز أشعة سينية يكون فوق المريض. * ومتى يتم اللجوء لعمل تنظير القنوات المرارية؟ - هناك عدة أسباب تتمثل بالشكوى من أعراض في الجهاز الهضمي مثل (آلام البطن، اليرقان، الاستفراغ المستمر، تناقص الوزن، أو غيرها) وقد يكون سببها خللاً أو انسداداً في القنوات الصفراوية، كما قد يستخدم هذا النوع من التنظير عند وجود توسع في القنوات الصفراوية أو وجود حصوة في القنوات الصفراوية عن طريق الأشعة الصوتية للبطن أو ارتفاع في أنزيمات الكبد. * وماذا عن الإجراءات العلاجية التي يمكن عملها عن طريق المنظار؟ - يمكن إزالة حصوات القنوات الصفراوية عن طريق المنظار، توسيع تضيقات القنوات الصفراوية، توسيع الفتحة الموصلة بين القنوات الصفراوية والأمعاء الدقيقة، تشخيص نوع وسبب تضيقات القنوات الصفراوية، تشخيص أسباب التهابات البنكرياس المتكررة وغير ذلك. * وهل من مضاعفات يمكن أن يتسبب بها إجراء التنظير؟ - يعتبر تنظير القنوات الصفراوية فحصا سهلا وآمنا جدا ويُجرى هذا الفحص بشكل روتيني لمئات المرضى يوميا في معظم المستشفيات في العالم. ولكنه كأي فحص يمكن في حالات نادرة حدوث بعض المضاعفات مثل استنشاق بعض السوائل إلى الرئة، تأثر جدار الجهاز الهضمي بالخدش أو التمزق، حصول مضاعفات من التخدير وغير ذلك. وفي حوالي خمسة في المائة من حالات تنظير القنوات الصفراوية قد يحدث تهيج للبنكرياس مما يؤدي إلى التهابه ويظهر على شكل آلام شديدة في البطن مع احتمالية القيء وارتفاع درجة الحرارة. وفي حالات نادرة قد يكون هذا الاتهاب شديدا. وفي حالة عمل توسيع للفتحة الموصلة بين القنوات الصفراوية والأمعاء فإنه تكون هناك احتمالية نادرة لحدوث نزف من هذه المنطقة أو ثقب في جدار الأمعاء. وبصفة عامة، تعتبر مضاعفات هذا النوع من التنظير نادرة مما يدل على أن عملية التنظير آمنة ولا داعي للقلق من إجرائها. * هناك إجراءات تحضيرية مسبقة لإي إجراء طبي، فهل يتطلب التنظير تحضيرات سابقة أيضاً؟ - إذا كان المريض يتناول بعض العقاقير كالإسبيرين فعليه إخبار الطبيب بهذا وإيقاف هذا العقار قبل أسبوع من موعد التنظير، أو استخدامه عقاراً مسيلاً للدم (مثل عقار الوارفارين) فلا بد من استشارة الطبيب حول التصرف في الجرعة، الامتناع عن الأكل والشرب من بعد منتصف الليل من الليلة السابقة للمنظار وحتى موعد المنظار. * وما الخطوات التي تمر فيها عملية التنظير؟ - يقوم المريض بالاستلقاء على بطنه بشكل مريح ومن ثم توضع قطعة بلاستيكية في الفم بين الأسنان تمكن الطبيب من إدخال المنظار عبرها وتحمي أسنان المريض، يكون جهاز الأشعة السينية فوق ظهر المريض من دون أن يلامسه ويتم تخدير الحلق عن طريق استعمال بخاخ خاص بذلك يبلعه المريض وكذلك استعمال تخدير في الوريد يؤدي إلى نوم المريض، يتم إدخال طرف أنبوب المنظار عن طريق الفم وسيشعر المريض أثناء ذلك بالمنظار وهو بداخل البلعوم وستحس بالرغبة في القيء أو الكحة، وبعد التأكد من فحص القنوات الصفراوية بشكل دقيق يتم إخراج المنظار تدريجيا حتى يخرج من الفم. تستغرق عملية التنظير من لحظة إدخال المنظار إلى إخراجه حوالي نصف ساعة وذلك في الحالات العادية. أما في حالة وجود حصوات في القنوات المرارية تستدعي استخراجها أو وضع دعامات فيها فإن التنظير قد يأخذ حوالي ساعة أو أكثر، و لابد أن يخضع المريض للمراقبة لمدة تتراوح بين ساعة إلى ساعتين بعدها يسمح له بالوقوف ولا يسمح له بقيادة السيارة لمدة أربع وعشرين ساعة بعد المنظار. في الغالبية العظمى من الحالات يتمكن المريض من مغادرة المستشفى في نفس يوم المنظار ولكن قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة يوم أو أكثر في حالة حدوث مضاعفات لا قدر الله. * هل يمكن الاستغناء عن الجراحة عن طريق تنظير القنوات الصفراوية؟ - نعم يمكن الاستغناء عن جراحة القنوات الصفراوية وهي جراحة كبيرة وتحمل مضاعفات كبيرة في طياتها ومع تطور علم المناظير فإنه من النادر أن يحتاج لمثل هذه العمليات الكبيرة في مثل هذه الأيام.
