تعقيبا حول ما ذكرته الأخت (هدى عبد الرحمن المشحن) في صفحة (عزيزتي الجزيرة) بعنوان (لم الأقلام صامته) معاتبة الأقلام الصامتة حول الذود عن مكانة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - وقد صاب قلمي شيء من التردد في سيلان حبره عن كتابة هذه الكلمات ولكن دعتني أصابعي بل أصرت أن أمسك القلم وانثر هذه الكلمات رادا على تعجب الأخت (هدى) أقول لها: يا أختي هدى - رعاك الله - إن مكانة رسول الهدى - عليه الصلاة والسلام - لدينا عالية ومحبته في قلوبنا لا تماثلها محبة من البشر ولكن محبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليست بحمل الرايات والتخريب والهدم وسيلان الحبر على الأوراق بل محبته في طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. أخيتي: لست أول من يسيل حبر قلمه على الورق ليكتب عن محبة ومكانة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ولست آخر من يكتب عنه ومهما سال حبر قلمنا لن نفي ولن نفي بمحبته صلى الله عليه وسلم. تعلمين أخيتي الأمة صحت على خبر تلك الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - من شرذمة من البشر، هؤلاء الشرذمة زين لهم سوء ما عملوه فرأوه حسنا فانقلبوا على أعقابهم سوءا وخسرانا وقد ذكر الله - سبحانه وتعالى - في محكم تنزيله عن هؤلاء الشرذمة ومن ينتهج نهجهم بقوله {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} الآية. فلن يضير ما قاموا به رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - شيئا بل سوف تنقلب عليهم أعمالهم حسرات وويلات وآهات وهذا فعلا ما شاهدناه على أرض الواقع. وقال سبحانه وتعالى حافظا رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وكافيه من هؤلاء المستهزئين بقوله {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}. أخيتي: أسألك أنت وغيرك سؤال وأريد الإجابة عليه بكل صدق ووضوح. هل تحبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلا..؟! أكيد جوابك بنعم وبدون أدنى شك ولكن ماذا أعددت لهذه المحبة...؟ كما تعلمين إن من أحب وأطاع حبيبه وبذل من أجل ذلك الحب الغالي والرخيص بل قلده في تصرفاته واتخذه قدوة في حياته فما الحال إذا كان هذا الحبيب هو نبينا ورسولنا محمد بن عبدالله - عليه أفضل الصلاة والسلام. أخيتي.. إن محبة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تتطلب بإتباع هديه وسنته وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. ولا يخفى عليك ما نشاهده من البعد وكل البعد عن تطبيق شروط تلك المحبة في واقعنا الذي نعيشه والتقصير في مطالب ذلك الحبيب. لا أدخل معك في مطالب ذلك الحبيب فالكل عارفها ولا تخفى على أحد منا ومطالبه ليست بالصعبة كما يتخيلها البعض فهي كما ذكرت سابقا تكون بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. أخيتي.. صدقيني لو طبق هذا المطلب على أرض الواقع نرى ونلمس النصر والعزة والتمكين في الأرض ولانرى مثل هؤلاء السفهاء يتجرأون على المساس بعقيدتنا. ولكن...!