الكثير منا ينظر إلى فنانينا بأنهم يكسبون أموالاً طائلة من الأغاني، ولكن هل هذا يمثل الواقع.. إن المكافآت التي تقدم لهم ليست بذي اغراء..! بل إن الذين يسجلون أغانيهم في الخارج يرجعون بخفى حنين..! ونحن هنا نقابل أحدهم وسيعطينا فكرة عن تكاليف التسجيل في ريال.. والفرقة وعددهم. * هناك بعض الفنانين يسجلون أغانيهم خارج المملكة أما في بيروت أو القاهرة.. وأنت من ضمنهم.. فهل المكافآت التي يدفعها لكم التلفزيون أو الإذاعة هنا.. عن ما يسجل في الخارج تعطيكم التشجيع للاستمرار في ذلك.؟! - لا .. أبداً.. * لماذا..؟! - لأنني عندما أذهب إلى القاهرة أو إلى بيروت فأنا سأدفع مصاريف الإركاب في الطائرة ذهاباً واياباً بالإضافة إلى دفع أجور السكن والمعيشة.. أما بالنسبة إلى التي تدفعها وزارة الإعلام فهي لا تغطي سواء التكاليف الفعلية التي تتمثل في أجور العازفين والاستوديو والأشرطة والتنويت مع طبع نسخ من النوت والأشرطة.. ويمكنني أن أفصلها فيما يلي: أجرة الاستوديو بمعدل الأغنية ساعتين في بيروت بقيمة مائة وعشرين ليرة وكتابة النوتة مع طبع نسخ لها للأغنية الواحدة بمعدل سبعين ليرة، أما العازفون فمنهم الاستاذ: عبود عبدالعال يطلب خمسين ليرة، وبقية العازفين وعددهم يتراوح من الثمانية عشر إلى اثنين وعشرين عازفاً فيتقاضى كل واحد منهم للأغنية الواحدة من عشرين ليرة إلى خمسة وعشرين ونأتي إلى الكورس وعددهم عشرة أشخاص كل واحد منهم يتقاضى خمس عشرة ليرة للأغنية الواحدة ايضاً. أضف إلى ذلك المواصلات وقيمة الأشرطة حوالي أربعين ليرة. فيصبح الاجمالي أي تكاليف الاغنية الواحدة بمعدل حوالي ألف وثلاثمائة ريال، زد على ذلك ما يطالبني به الملحن والمؤلف ولهما خمسمائة ريال حسب التعرفة المعمول بها نظامياً.. وعلى هذا فالمؤدي ليس له شيئاً. هذا بالنسبة للخارج عدا مصاريف الإركاب والمعيشة والسكن.. انتهى كلام سعد إبراهيم.. ولكن في الداخل ماذا تكلف الأغنية الواحدة..؟! لنأتي إلى عرض لما تقدمه الإذاعة أو التلفزيون لمطربي الدرجة الأولى ومن بينهم سعد إبراهيم وطلال المداح، ومحمد عبده، وفوزي محسون وعودة العودة، وعبدالعزيز الراشد، وعبدالله محمد وغيرهم، ونحن هنا نتحدث عن تسجيل الاغنية في الداخل وبالفرق الموجودة.. وحسب التعرفة التي يعمل بها منذ سنوات.. يأخذ المؤدي خمسمائة وخمسين ريالاً والملحن ثلاثمائة ريال وكاتب الكلمات مائتي . الخارج وفي الداخل: حوالي الستة عشر عازفا فيأخذ كل واحد منهم مائة ريال (1600 ريال) ويأخذ قائد الفرقة حوالي مائة وخمسين ريالا فيصبح المجموع ألفين وثمانمائة ريال.. أضف إلى ذلك الوقت المستهلك في شغل الاستوديو وتعطيل تسجيل البرامج الأخرى واستخدام الفنيين في التسجيل كصوت إلى غير ذلك.. وبحسبة بسيطة نجد أن الذي يسجل أغانيه في الخارج في موقف لا يحسد عليه..! اننا وقد علمنا ان هناك لجنة لوضع اللوائح التفسيرية لتعرفة المكافآت الجديدة نطمع في أن تراعي هذه اللجنة ما يكلفه التسجيل في الخارج والكل يعرف أن التسجيل في الخارج يظهر الاغنية بثوب شيق ومتكامل في الاداء الموسيقي وبالتالي يخدم المادة المقدمة في كل الجهازين. على أن هذا لا يجعلنا نتجاهل الإشارة إلى قيمة المكافأة في الداخل.. ولكننا نؤمل - كما سمعنا - في أن التعرفة الجديدة تحوي تشجيعاً جيداً في قيمة المكافآت.