مطرب قدم صوته منذ نصف قرن حينما كان الحكم على الفنان في نجد قاسيا جداً، تدرب مع مجموعة من المبدعين في اللحن والغناء خفية إلى أن جاءته الفرصة بعد تعيينه في محافظة جدة آن ذلك، الرائد في الطرب سعد إبراهيم الذي خرج من نجد ليعود إليها فنان له الأسبقية في الغناء على مستواها. شارك في الكثير من الحفلات الداخلية والخارجية وفرض أسلوبه الجديد في ذلك الوقت ليزاحم طلال مداح وفوزي محسون وطارق عبد الحكيم وغيرهم في الغناء الطربي، بل شارك كثيراً في حفلات الإذاعة بجدة والحفلات الخاصة التي تقام في مدن الحجاز إلى أن ساهم بفعالية في إنشاء مسرح التلفزيون والإذاعة بالرياض وقدم المواهب لتلك اللجان وحمل بطاقة الرقم (3) في جمعية الثقافة آن ذلك، سعد إبراهيم اسم من (التاريخ) نشأ بموهبته وفنه وعطائه ليتوقف عن الفن قصراً قبل عشر سنوات ورغم ذلك شارك في المئوية وقدم مجموعة من الاوبريتات الوطنية، سعد إبراهيم له الأولوية في غناء قصائد الأمير خالد الفيصل وكذلك الأمير بدر بن عبدالمحسن وغيرهم من المبدعين، كرمته وزارة الثقافة والإعلام في مهرجان الخليج الذي أقيم في البحرين. هو الذي يحتفظ بجزء بسيط من تاريخه رغم أن الباقي اُتلِفَ خفية لا يعلم عنه من مسودات واسطوانات ومجموعة كبيرة من الصور القديمة، سعد إبراهيم فتح قلبه ل(ثقافة اليوم) ليسرد تاريخه والذي اعتبر (ظاهرة) في بداياته. البداية كانت مع الرعيل الأول (أبو سعود الحمادي وابن نصار وعبد الله بن السلوم) وغيرهم، كيف كانت تلك الانطلاقة؟ - كنا نجتمع سويا سواء عند أبو سعود أو عندي أو عند بن نصار وكنا جادين نعزف ونلحن ونبدع وكان فيه تنافس بيننا وكل واحد يبغى يكون الأفضل، وبالفعل كنا نقدم شيئا جميلا من الألحان والأغاني، وأتذكر أننا كنا مستمرين حتى عام 1378ه نتواصل في كل شيء، إلى أن جاء عام 1380ه عينت في وظيفة حكومية وانتقلت إلى جدة خلال الصيف وكانت إذاعة جدة تسمى في ذلك الوقت مديرية الإذاعة ورئيسها عبد الله بالخير ومديرها عباس غزاوي وسمعت عن مسرح الإذاعة وكان له (رنة) يغني فيه طلال مداح وفوزي محسون ومجموعة لا اذكرها وبالفعل أنا اشتركت في أغنية (يا غايتي يا مرادي)ونجحت الأغنية على مستوى كبير وهي من كلمات مشتركة بيني وبين ابوسعود الحمادي والحاني وكان في ذلك الوقت تعرف ردود الفعل من الناس في الشارع أو من خلال الخطابات والبرقيات التي تأتينا من المحبين والجمهور وهو ما حصل في الإذاعة حتى أنني سالت ابوسعود الحمادي وقلت إنني سأذهب لإذاعة جدة تعال معي وقال لا أنا لست مستعجلا اذهب أنت وسجل الأغنية باسمك والحمد لله نجحنا وعرفنا الناس من خلال هذه الأغنية. بعد هذا النجاح في جدة ألم تتعاون مع شعراء أو ملحنين من خارج مجموعتكم في الرياض؟ - النجاح دائما له ردود فعل وأنا نجحت بالفعل هناك في بداية انطلاقتي مع مجموعتي وهي التي عرفتني بالناس أكثر، ولهذا تعاونت مع الشاعر (دايم السيف) الأمير خالد الفيصل وحصلت على أول قصيدة له في مجال الأغنية وهذا شرف لي أن أكون أول فنان يغني لسموه في قصيدة (أجل لولاك والله ما بكينا) وهي أيضا من ألحاني ونجحت بشكل كبير، تبعها انطلاقة الأمير بدر بن عبد المحسن وكانت هي أول قصيدة له في مجال الأغنية (يا حلوتي والله لو تجرحيني) تبعها أيضا (وش غيرك فينا يا للي أنت ناسينا). واعتزازي بغناء أولى قصائد العمالقة جعلني اندفع لأقدم كل ما عندي، ومازلت أتذكر تلك البداية معهم وتسجيل تلك الأعمال ونجاحها، وبعدها قدم لي الأمير خالد الفيصل قصيدتين الأولى (يا صاحبي ما اقدر السلوى) والثانية (يا أسمر يا مليح)، واذكر أيضا أنني أول فنان يغني للشاعر الكبير احمد الناصر الشايع في أغنية (ياعين هلي دموعك). إذا لم يكن في الساحة الفنية الغنائية ألا أنت وطلال مداح وفوزي محسون فقط، أين البقية أمثال طارق عبد الحكيم وعمر كدرس ومحمد سندي وغيرهم؟ - أنا قدمت هذه الأعمال ولم يكن في الساحة ألا طلال مداح وفوزي محسون كان يقدم أعماله لأنه مشترك بالإذاعة فقط ولم يكن أحد إلا ويعرف طلال مداح وأنا ومحمد سندي وعمر كدرس على مستوى الحفلات العامة والإذاعة ولكن غازي علي كان على مستوى الاسطوانات مع طارق عبد الحكيم الذي كان الحفلات في جدةوالطائف أما عبد الله محمد فكان يأتي إلينا ولكنه غير مستمر لأنه مرتبط مع طارق عبد الحكيم، وعلى ما أتذكر أن في ذلك الوقت كانت بداية محمد عبده ولكنه لم يكن مشتركاً في الإذاعة، من ضمن الأوليات التي تحتفظ بها انك أول فنان يخرج من نجد ليغني على مستوى الإذاعة؟ - كنا مجموعة في الرياض ولكن خروجي من هذا القالب إلى مستوى اكبر وفي الإذاعة جعلني أكون أول واحد على منطقة نجد يغني في الإذاعة وينجح وهناك من هم قبلي في الفن أمثال ابوسعود وابن نصار والسلوم أخوان ولكنهم لم يتجهوا للإذاعة وظلوا على نطاق الاسطوانات وهو ما أكد على جرأتي للذهاب إلى الإذاعة وتسجيل الاسطوانات في البحرين وكانت تباع بشكل كبير وذهبت بعد ذلك إلى بيروت وسجلت أعمالا لإحدى الشركات وبعد ذلك قدمت أغنية (ألا ياعين هلي دموعك) للشاعر احمد الناصر كأول مشاركة له على مستوى الإذاعة وأيضا الشاعر محمد الدخيخين في أغنية (أول ما شفته) وكذلك غنيت لناصر بن جريد وشعراء آخرين في الوقت الذي كنت متواجداً في جدة. عملك في جدة وسكنك في الرياض وبما أن التنقلات في ذلك الوقت كانت صعبة، ألم تترك لها تأثيرات سلبية على مجالك الغنائي؟ - لا كنت استغل الفرصة حينما أكون في جدة وأقيم الحفلات في الطائفوجدةومكة وكان يشترك معنا محمد سندي وطلال مداح وعازف الكمنجة العم حسين شلبي رحمة الله عليهم جميعاً. وكنا نجتمع دائما ونغني في الحفلات وأتذكر حفلة نادي الوحدة في (الهدى) حينما أقاموا تكريما لنا على أيام عبد الله عريفي وكان معي عمر كدرس، هنا توقف سعد إبراهيم برهة من الزمن ليتنهد ويقول (كل أصحابي ماتوا) فما كان مني إلا أن توقفت برهة من الزمن لكي أُعاود طرح الأسئلة، كيف تجاوزت تلك الصعوبات الاجتماعية لتغني، ثم كيف كانت ردة الفعل بين الناس والمجتمع بالرياض في ذلك الوقت؟ - الظروف الاجتماعية كانت صعبة جدا علينا وأبو سعود الحمادي كان أقدم مني ومتمكن أكثر وهذه الأسباب لم تجعل الحمادي أو غيره يلتحق بالإذاعة ولأننا نعرف ردة فعل الناس كنا متخوفين أكثر، ولكن الثقة الزائدة هي التي دفعتني لأقدم نفسي وأسلوبي الجديد في الأغنية على مستوى اكبر من خلال الإذاعة وكانت غير مسبوقة في الرياض، والغريب جداً أن ردة فعل الناس والمجامع في ذلك الوقت كانت عكس ما كنت أتصور حيث وجدت التشجيع والدعم وكانت تأتيني برقيات في الصيف في جدة منهم من اعرفهم ومنهم من لا اعرفهم عدا تشجيع أصحابي ولما عدنا من الصيف كان بيتي لا يخلو من الأصدقاء خلال معرفتهم بأعمالي في الإذاعة، خلال نشأة تلفزيون الرياض كنت تأتي بالعازفين والمواهب لتعرفهم على فوزان الفوزان مدير التلفزيون آنذاك؟ - لم يكن بالمقصود انني كنت آتي بهم ولكن الصدفة جعلتني التقي بالملحن سراج عمر عند بوابة التلفزيون الذي كان مبنى صغيرا ودورا ارضيا، وقال لي لو سمحت أنا أريد مساعدتك في الدخول إلى التلفزيون عندها سألت محمود عشي عنه وقال لي هذا عازف من مكة ولديه ألحان وأفكار جديدة، ولما عدت إلى مبنى التلفزيون من اليوم الآخر وجدته جالساً ينتظرني عند البوابة لان الحرس لم يدخله، عندها سلمت عليه وقلت له لحظة سآتي لك بتصريح دخول من الأخ فوزان ومساعده علي العودان (رحمهم الله) لأن التلفزيون في ذلك الوقت يريد فنانين ونجوما ويستوعب أكثر من ذلك وكنا محتاجين لعازفين وبعد ذلك أدخلته وعرفته على مدراء التلفزيون ومن ذلك الوقت عرفه الناس كملحن بارع ونقطة مهمة في الأغنية السعودية، الفنان الممثل محمد العلي رحمه الله هو نسيب لم أكن اعرفه وتقابلت معه في بيت والدة فيصل الشهيل عندما كنا في زيارة لها أمام الأمن العام وكان معه إخوانه فهد وخالد وسلطان وكان مرحاً جداً وسألته لماذا لا تأتي إلى التلفزيون وتقدم مواهبك وقال حينها من يصلكم قلت حينها التلفزيون للجميع وأنت لديك سرعة بديهة وخفة ظل وبعد ذلك تواعدت معه عند فوزان وعمل معهم ونجح، أما الشاعر احمد السعد فكنت لاول مرة أقابله فيها عند بوابة التلفزيون وعرفني على نفسه وأنا اعرفه كشاعر قدير وأعطاني ورقة فيها قصيدة وبالفعل أدخلته للتلفزيون وبعد فترة طلبته لزيارتي إلى المنزل لأسمعه لحن قصيدة (فوق الرمال الحمر) وبعد ذلك سجلتها في إذاعة الرياض كأول أغنية عاطفية تسجل في استوديوهاتها وكان لدي أرشيف من الصور والاسطوانات والخطابات والقصائد الأولى التي قمت بغنائها إلا ان هذا (الأرشيف اتلف من دون علمي ولا اعلم من أتلفه). من خلال حديثك وأنت تواصل بالأولويات، إذا انت من قام بتسجيل أول أغنية في استوديوهات الإذاعة؟ - (فوق الرمال الحمر) تعتبر أغنية عاطفية بالنسبة لتسجيلات الإذاعة أما أول أغنية سجلت في استوديوهاتها فقد كانت رمضانية(بالبركة هليت) من كلمات مسلم البرازي أما (فوق الرمال الحمر) فلا يوجد لدينا هندسة تسجيل ولكن عبد الرحمن المقرن يقدم مجهودات كبيرة لتسجيل هذا العمل ولم يكن احد يعرف (المونتاج) في ذلك الوقت إلا المقرن الذي اخذ دورات في إذاعة الكويت وعنده خبرة وللأسف مازلنا نعاني من هذه المشكلة في إذاعة الرياض ولم تنته منذ أكثر من أربعين عاما رغم التطور في التسجيل إلا أننا مازلنا نفتقد إلى الاستوديوهات وأجهزة التسجيل والتطور الملحوظ على الأجهزة في العالم من حيث التسجيل عبر أجهزة الحاسب الآلي وما زلنا واقفين. قيل بأنك مبتعد كلياً عن الإذاعة، فما هي المفارقات بين الأمس واليوم من خلال ما تعرفه عنها؟ - من قال انني مبتعد عن الإذاعة، أتابع نشاطها واسمع إخبارها وبالتالي أنا متواجد معهم قلبا وقالبا حتى أنني لا اذكر المدة الزمنية التي ابتعدت عنها، وبلاشك المفارقات بين الأمس واليوم من خلال الإذاعة اعتقد انها شاسعة فقد كان زهير الأيوبي يرسل لنا خطابات ويدعونا للمشاركة في كافة المناسبات وعندما ننتهي يرسل لنا خطابات شكر وتقدير، أما الآن فلا احد يسأل عنك نهائيا حتى انهم لم يوثقوا أعمالنا بتواريخها الحقيقية وإذا اردت التأكد من ذلك عليك بمتابعة نشاطات الفرقة الموسيقية فسابقاً كانوا من أبناء المملكة ومن أفضل العازفين والآن استقدموا عازفين من الخارج يسلمونهم رواتب بدون عمل ملحوظ ولم نستفد منهم إلى الآن، أتمنى أن يستفيدوا من الرعيل الأول ويجعلوا واحداً منهم مدير القسم الموسيقي بدلا من الأجنبي الذي يفهم الفلكلور والأعمال القديمة وله نظره في تقديم الفن السعودي على أكمل وجه من خلال مشاركة فرقة الإذاعة التي لا تعمل من زمن بعيد وتكدس العازفين الأجانب بدون عمل وهذا ما يقلل من عطائهم، لاسيما وان المعهد قد خرج في دورته الأولى قبل سنتين شبابا سعوديا لم يقدم بالشكل المطلوب، أتمنى أن يستمر المعهد وان يقدم هؤلاء الشباب لخدمة الفن السعودي من خلال تعدد الفرق داخل المملكة كما كان بالسابق في جدةوالرياض . تعتبر أنت من أوائل الفنانين الذين سجلوا أعمالهم بالخارج، كيف كانت تلك الرحلات الفنية في ذلك الوقت؟ - أتذكر أنني سجلت أغنية (أرسل سلامي ) للشاعر وحيد رحمه الله في عام 1384ه في بيروت وكلفتني (ستمائة) ليرة وكانت تعادل في ذلك الوقت (تسعمائة) ريال وأعطاني الإعلام وقتها (أربعمائة) ريال حتى أنني قلت للشثري وقتها على الأقل أكملها (لخمسمائة) ريال ضحك وقال زدنا من الأغاني الجميلة وابشر، هذه التعرفة زادت سابقا 100٪ ومنذ ذلك الحين لم تتغير، وهذا غير معقول لاسيما وان أسعار الاستوديوهات تغيرت وما أتمناه أن نسجل في بلدنا وداخل إذاعتنا. ما هو الاختلاف بين الأغاني السابقة والأغاني في الوقت الحالي ؟ - كثير جداً، والفارق كبير حتى انك لا تجد ( المونولوج) الذي اختفى وانقرض بفعل شركات الإنتاج والقائمين عليها وهو الذي كان يعالج القضايا الاجتماعية وغيرها، وإذا أردنا إعادته لا بد وان تكون لدينا فرقة موسيقيه متمكنة نعيد منها الأعمال الدينية والرمضانية وغيرها حتى أن مكتبة الإذاعة ستنتعش بهذه الأغاني، أما الأغنية الحالية أصبحت معدومة الهوية ولا ترتكز على أسس صحيحة والدليل ان الفنانين الحاليين في جلساتهم لا يقدمون إلا الأغاني القديمة لأنهم يعرفون قيمتها الفنية لكن للأسف في أشرطتهم الرسمية العكس صحيح نجد الأغاني الهابطة التي لا تحمل اللون ولا الطعم، وإذا أردنا التوازن في هذه الحالة يجب علينا إعادة مسرح التلفزيون لجذب المشاهدين عن القنوات الفضائية التي أفسْدت وقللتَ من قيمة الأغنية الخليجية وقدمت لنا (الغث والسمين) وكان لدي مجموعة من الاسطوانات والوثائق التي تؤكد على هذا الشيء من حيث تقديم الأعمال في السابق وما يقدم في الحاضر إلا ان هذه المكتبة أتلفت من دون علمي. دعنا نتكلم عن تكريمك في مهرجان البحرين، ألم يشجعك للعودة والركض الفني؟ - هم كرموني في مهرجان الخليج بالبحرين وبدون شك انتظر منهم تكريم آخر داخل وطني لي وللمجموعة التي أسست الفن في المملكة أمثال طارق عبد الحكيم وغيره، حتى أن القائمين على مهرجان الدوحة في قطر ووزارة الإعلام هناك لديها مخزون كبير من اعمالي في مكتبتها ومدونة بتواريخها الأصلية ومازلت انتظرهم حسب وعدهم لي من قبل مدير التلفزيون هناك محمد الكواري وأيضا مدير قسم الموسيقى عبد العزيز ناصر وهو ملحن ومعروف ويعرفني جيداً، ولأن 20٪ من الأغاني في هذا الوقت آتية من مدرستي اعتقد أن (جحا أولى بلحم ثوره) لاسيما وان الشركات الفنية لا يهمها إلا جمع المال تركت الفنانين الأصيلين وابتدأت بتزوير أعمالهم على طريقة (رقصني يا جدع)، الآن ليس لسعد إبراهيم مكان في الإذاعة والتلفزيون والشركات الفنية رغم أنني أراهن على صوتي وإذا لم يطلبوا صوتي هناك ألحاني سأقدمها لهم واعتبره تكريما لي. لحنت لنفسك كثير ترى من تغنى بألحانك، سواء محليا أو خارجياً؟ ٭ قدمت ألحانا للمطربة (هند الصغيرة) كانت الأولى (يا ما ويا ما) يا ما ويا ما اشكي وكل أيامي ابكي فقدت أيام ضحكي وأصبحت أنا الحيران والأغنية الثانية كانت(لا ترميني) لا ترميني بسهم العين وترجع ثاني تبعد عني لا تشغلني أنت يا للي شاغل بالي وشاغلني وهذه الأغاني قدمتها لها في عام 1964م وكنت وقتها أسجل بعض الأعمال هناك مثل (يا هاجري) (وأرسل سلامي)، أيضا قدمت للفنانة ذكرى (البارحة يومي تذكرت طرياك هلت دموعي والعرب نايميني) كما قدمت لي الفنانة عتاب (ليتني ماجيت شعبان الحوية) وقدمتها في إذاعة الكويت، أيضا عبد العزيز عبد الله قدم لي أربعة ألحان من أجمل الألحان الموجودة في إذاعة الرياض (كثير يا قلبي حبينا) من كلمات احمد السعد و(عشقت الليل) و(حيرة وألم وعذاب) لم أتذكر من صاحب الكلمات الآن كما قدمت اوبريتاً وطنياً لمجموعة من المطربين يتقدمهم الفنان طلال مداح رحمه الله. التاريخ يقول ان هناك تعاونا بينك وبين الفنان محمد عبده، إلا انه باء بالفشل؟ - محمد عبده فنان كبير وهو أستاذ وأثرى الساحة الفنية منذ زمن بعيد ومازال وأتمنى التعاون معه، لكنه كان يقدم أعمالي في الجلسات كأغنية(اجل لولاك) و(أرسل سلامي) وكان يتمنى في بداياته أن يقدم (اجل لولاك) أو (أرسل سلامي) وهذا ما كتبته الصحف قديماً، وبعدما قدم أعمالي في جلساته أتمنى أن يكون تعاوني معه لأنه فنان كبير وزميل وصديق، وأتذكر بداياته فقد كان دخول محمد عبده للفن بعدي بسنوات لم أتذكرها وإذا طلب مني هذه الألحان أو غيرها فأنا مستعد لتلبيته متى ما أراد؟ هل هي معادلة بين الزمن السابق والزمن الحالي، حيث قلة الفنانين والرخص في التسجيل، والآن وفرة الفنانين وغلاء الأسعار؟ - الوضع الحالي هو ما صعب المهمة علينا لتقديم أعمالنا خصوصاً بعدما تخلت الإذاعة عنا، فكل شيء أصبح غاليا من السكن والأجور والطيران، والشركات المنتجة لا تقبل إلا بالملايين والفنانين الآن أصبحوا يقدمون أعمالهم من اجل المادة، غير ما كنا بالسابق نقدم الفن من اجل الفن ونكافح من أجله وإذا وجدنا قناة تهتم فينا وتقدمنا بالشكل الصحيح لا نفترق عنها وقناتنا بالسابق كانت الإذاعة والتلفزيون والأسعار كذلك كانت بسيطة وأهل الفن بالسابق حتى لو كانوا عازفين لا يكترثون إلا بفنهم بعيداً عن الإغراءات المادية إذا وجدت، أما الآن فالفنانون أكثر من العازفين والشركات تدعمهم بدون أي بوادر فنية المهم من أراد أن يغني يأتي لا يهم ان كان مطرباً أم لا، وكثرة الفنانين والقنوات الإنتاجية لا تبرر أن من في الساحة يقدم الفن الأصيل . كم أغنية صورتها وقدمتها للتلفزيون السعودي، ومن كان المنتج لهذه الأعمال سابقاً؟ - لا تسعني الذاكرة فهذا مشوار طويل قارب على الخمسين عاما قدمت من خلاله أعمالا عديدة لصالح التلفزيون، واعتقد أنها ما بين الخمسين إلى الستين أغنية إذا لم تخن الذاكرة، وهذه الخدمة في الفن لم تشفع لي بأن أجد من يقدم لي يد العون في تقديم أعمالي، إلا إذا بحثت في إحدى دول الخليج وهذا أمر غريب، بلدي لم أجد بها فرقة موسيقية ولا أستوديو ولا حتى الدعم، فلو أعيد مسرح الإذاعة أو مسرح التلفزيون لكان متنفساً للفنانين والعازفين والمشاهدين والمستمعين فالفن لن يبقى على أربعة أسماء أو خمسة، قاربت في الفن إلى (النصف قرن)، الم تقدم خلالها أيا من الحفلات أو المناسبات الخارجية؟ - شيء أكيد أنا من أوائل المطربين الذين شاركوا في مهرجان (قرطاج)وكان معي الفنان محمد عبده ولا اذكر تاريخها الصحيح، كما قدمت حفلات في سويسرا وبلاستير، أيضا ذهبنا لمنطقة الأغوار بمدنها وقراها في الأردن للترفيه عن الجيش وكان معي مجموعة من الفنانين وكانت حملة ترفيه للجنود ومنها أيضا إلى شرورة وكانت ترفيه للجنود في ذلك الوقت وأتذكر كان معي عبد العزيز الهزاع وسعد التمامي وعودة سعيد وعبد العزيز الراشد، المحرر عندما يحدثك عن التاريخ الغنائي تستغرب من دفن هذا التاريخ الفني والذي كنا بأمس الحاجة لإشهاره وإظهاره ليتعرف عليه ابناء هذا الجيل . نصف قرن قابلة بكل تأكيد على تكريمه وتكريم الرواد الآخرين من بني جيله، بلاشك يعتبر ذلك الجيل هو المؤسس ومن ضمنهم سعد إبراهيم الذي مازال يحتفظ بقدراته وبصوته الجياش الذي قدم انشودة (الزمن المنسي). نصف قرن من العطاء وضعنا حوله علامات(؟) لأن الكثير منا لا يعرف كيف كافحوا لاظهار قدراتهم ومواهبهم.