عزيزي رئيس التحرير لقد لفت انتباهي مقال المحرر عيسى الجوكم في الملحق الفني بعنوان (ظاهرة الطيور المهاجرة وحيرة الجمهور). وقد اثر هذا المقال في نفسي حيث لمس ما يجول بفكري وواسي بعض جراحي كفنان سعودي يعاني الكثير من تبعات الهجرة الفنية التي تكلف الفنان المحلي الكثير من المال والجهد عدا تبعات الهجرة القاسية ومخاطرها على الفنان المهاجر من بلده الى بلد آخر يطلب المساعدة من الغرباء في امور فنه وتقدم له في بعض الاحيان الاهانة تلو الاهانة ويتحملها في سبيل الوصول الى هدفه. ولكوني فنانا اطوف دول الخليج باستمرار بحثا عن استوديوهات تسجيل قد تكونت عندي المعرفة في تعاملات اصحاب الاستوديوهات والشركات التي تضر بالزبون القادم اليها من السعودية للأسف يتعرض الزبون للاستغفال من جهة النواحي والسبب معروف ومكشوف لدينا وهو محاولة طمس بوادر الفن عند الزبون الفنان السعودي المبتدىء لكي لا يطغى مستوى الفنان السعودي على مستوى الفنان في تلك الدولة ويحاول الكثير من مهندسي الصوت غش الفنان السعودي بعدم افصاحهم له عن أمور الفن وقواعده وابتزاز جيوبه واستنزافها.. فأغلبية اصحاب الشركات في الدول الاخرى ترى ان الفنان السعودي هو مصدر الربح الوفير وياليتهم يفيدون الفنان كما يجب. عزيزي رئيس التحرير: انني من المعجبين بهذه الصفحة وهي بمثابة الصدر المفتوح لهموم القارىء وما يعانيه من بعض الظروف التي تحتاج الى آراء ونقاش حولها والقصد من ذلك هو توطيد اللحمة بين افراد المجتمع وعرض ما يدور في افكارهم وبذلك تصبح هذه الصفحة عبارة عن ديوانية تجتمع فيها الخواطر كما انني عاجز عن الشكر لكم لما تبذلونه لايجاد الحلول عبر اصداء وآراء القراء.. لذلك اود الآن ان افصح عن آراء كتمتها عدة سنوات والمكان هو صفحتكم الغراء والاصدقاء المتابعون هم قراء جريدة (اليوم) الكرام والمعنيون بشأن الفن المحلي من اصحاب شركات الانتاج ومن مسؤولين في وزارة الثقافة والاعلام واهمية دورهم في الحد من استغفال الفنان السعودي المحلي من قبل المحتالين خارج الوطن والممثلين في استوديوهات شركات الانتاج غير السعودية. بصراحة تامة ومطلقة اطرح بعض القضايا الهامة في المجال الفني والتي تحتاج الى معالجة لعلي اجد من يسمع آرائي ويشاركني فيها واختصر على سبيل المثال لا الحصر بما لاقيته من ضرر من قبل شركات الانتاج واستوديوهاتها خارج الوطن والتي كانت عبر هجرتي الى الدولة (الفلانية) ولم استفد من هجرتي الا العذاب والديون المتراكمة والاهانات والتجريح من قبل مواطني تلك الدولة لكوني فنانا سعوديا انشد المساعدة الفنية التي بواسطتها استطيع تسجيل ولو البوم واحد لي فقط. استدنت مبالغ طائلة على مرتبي من وظيفتي الذي اتقضاه من احدى الشركات في الشرقية لكي اقوم بتنفيذ الألبوم المزعوم فخسرت مبلغ مائة وتسعين الف ريال.. ضاعت مفرقة بين الشاعر المشهور (فلان بن علان) لكي يعطيني الكلمات التي سوف تساعدني على الوصول للشهرة وبين مصاريف استوديو الشركة (الفلانية) والملحن (فلاني الفلاني) والموزع (فلان) والعازفين (فلان, وعلان) وفي آخر المطاف لم استطع الا تنفيذ اربع اغنيات وتحتاج هذه الاغنيات الى تركيت (اركسترا) في القاهرة تتطلب حوالي ستين الف ريال ومن ثم العودة الى الدولة المذكورة نفسها لتركيب الايقاعات التي تكلف حوالي اربعين الف ريال وتركيب الصوت الذي يكلف آلاف الدولارات, اضف الى ذلك انه ينقصني تنفيذ حوالي ثلاث اغنيات وبحاجة الى مبلغ مائة وخمسين الف ريال لكي انجز الأغنيات الثلاث المتبقية لكي انتهى من انجاز تسجيل الالبوم الاول لي.. هذا الى جانب حسبة المصاريف المالية الأولية لتنفيذ الالبوم في تلك الدولة المذكورة. اما عن الاستفادة من المعلومات الفنية فان مهندسي الصوت في تلك الشركات لا يعطون اي حرف واحد من اللغة العربية كتوجيه للفنان السعودي الصاعد الا بحوالي الف دولار وبامكانك ان تأخذ فقط كلمة واحدة مكونة من خمسة حروف عربية لتستفيد منها بحوالي خمسة الاف دولار فالمعلومات التي تستقي بالقطارة للزبون السعودي العازم على تنفيذ البومه في الشركة المشهورة في عالم التسجيل والتي يمتاز مهندسو الصوت فيها بطول الأنوف والتخاطب من وراء حائط ارتفاعه كارتفاع سور الصين العظيم لانهم يتعاملون مع كبار فنانينا السعوديين الذين يدفعون لهم الالوف من الريالات لازاحة اي فنان متبدئ من مقر التسجيل والنيل منه لكي لا ينافسهم غدا فالدفع كثيرا قد لا يقدر عليه الفنان المبتدىء وبعد ذلك لا يجرؤ مهندس الصوت على مساعدة الفنان المبتدىء واعطائه المعلومات.. لذلك خسرت ولم استفد اي معلومة فنية واصبحت مديونا ومحطما اجتماعيا ومنبوذا فنيا وغريبا في حد ذاتي في تلك الدولة ولم تفدني سفرتي بشيء يستحق السفر من اجله. ومن حقائق التضرر من قبل استوديوهات الشركات خارج السعودية التي نعانيها نحن الشباب السعودي.. اننا نملك المبادىء والقيم والخلق الرفيع وهذا ما تعودنا عليه في بلادنا الحبيبة وعندما نسافر لأجل الفن خارج الوطن نجد انفسنا في متاهات المغريات والمحرمات وبصراحة اذا لم ننخرط مع من هم في مجال التهلكة لم نستطع ان نقدم اي فن والأجواء وناسها هناك يفرضون علينا ان نتنازل عن قيمنا ومبادئنا اضافة لما نخسره من فراق الوطن والأهل والمال في سبيل مساعدتنا باليسير من المفاهيم الفنية كما اناشد في هذا الموضوع وزارة الثقافة والاعلام لايجاد حل لفنانينا المبتدئين للمحافظة عليهم في بلدهم وتيسير امور المواطن الفنان.. فما نقدمه من فن داخل الوطن هو في حد ذاته فن نظيف وشريف وبعيد عن المتاهات وبما تمليه علينا العادات والتقاليد واحترام مشاعر الناس حيث توجد لدينا في بلادنا الحبيبة رقابة فنية ترشدنا الى ما يفيدنا كفنانين وان حقوقنا الفنية محفوظة ومصانة وهذا كله من نظرة القيادة الحكيمة من قبل المسؤولين في وزارة الثقافة والاعلام ولا شك في اننا نحن الفنانين السعوديين محسودون على ما نحن عليه الآن من فن نظيف وشريف. ابراهيم عيسى البوخلف المبرز