نبه رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة القرى بمدينة الأطاولة في منطقة الباحة الشيخ يحيى بن سعد الهرش إلى الصعوبات الكثيرة التي تواجه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، التي تعود إلى انقطاع بعض الطلاب عن الحلق وعدم الاستمرار، ونقص المعلمين لدى بعض منها وعدم استمرارهم بالحلقة لظروفهم العملية والاجتماعية، وقلة الدعم المادي خاصة في السنين الأخيرة. وناشد الشيخ يحيى الهرش القائمين على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم زيادة التعاون والتنسيق بين الجمعيات، وبين إدارات التربية والتعليم، وكذا تحفيز طلاب وطالبات الحلق المنتظمين بمزايا معينة، إلى جانب تعيين معلمين رسميين مؤهلين من جامعات المملكة، أو من معاهد القرآن الكريم، وأيضاً زيادة دعم الجمعيات مادياً لتتمكن من تأدية رسالتها. وأهاب رئيس جمعية تحفيظ القرآن بالأطاولة - في هذا السياق - بالجمعيات مضاعفة الجهد لاستقطاب الشباب والتحاقهم بحلق التحفيظ، ومنها جعل الحلقات خاصة لكل سن في وقت مناسب لهم، وتلمس مشكلاتهم، والعمل على حلها ومساعدتهم وإشراكهم في أعمال تناسب مستوياتهم، وتحملهم شيئاً من المسؤولية، ومنها إعطاؤهم حوافز ومكافآت في مناسبات معينة. وشدد على أنَّ لأسرة طلاب وطالبات حلق تحفيظ القرآن الكريم في الجمعيات الخيرية للتحفيظ دوراً مهماً جداً في إنجاح عمل الجمعيات، داعياً إياها إلى مضاعفة وزيادة التعاون والاتصال والوضوح مع الجمعيات لمصلحة أبنائهم وبناتهم، حتى يكونوا أعضاءً فاعلينَ في مجتمعهم، ويكون أثر القرآن الكريم على سلوكهم ومعاملاتهم قوياً. وقال الهرش: إن ما يحصل في جمعيات تحفيظ القرآن من تسرب في طلبتها يعود إلى أن بعض الطلبة إذا وصل مرحلة بلوغ الشباب ترك الحلقة، وقد يكون لها أسباب تخص الجمعية، وأخرى تخص الشاب نفسه، وأخرى تخص الأسرة، وقد يكون السبب أن مناشط ومنهجية الجمعية لا تلبي حاجيات الشاب كما قد يكون لأسرته وبيته ومجالسيه أثر في ذلك، حيث لا تعطي أسرة هذا الشاب اهتماماً فيكون التسرب، أو ربما يكون السبب أيضاً في التباين بين الجمعيات في الإمكانات، والمواقع، والقدرة المالية، والحوافز، بالإضافة إلى الكوادر الجيدة لدى بعض الجمعيات، وفقدها في جمعيات أخرى. واشار إلى أن مدى توسع مناشط وجهود الجمعيات في رسالتها السامية تتباين في هذا المجال، وتبقى الجمعيات المتوسطة والصغيرة والمؤسسة حديثاً الأقل حظاً بالدعم لعدم وجود موارد ثابتة لديها ولقلة العطاء والبذل المعتاد بين الجمعيات الكبيرة والسابقة وربما صار لديها أوقاف وموارد ثابتة ورجال أعمال يدعمونها، مبدياً رأيه في أن تقوم كل جمعية بما في وسعها لعمل مصدر ثابت يمول نشاطها وأعمالها، ولا تبقى عالة على غيرها. وأبان أن جمعيات التحفيظ تُعنَى بتعليم كتاب الله الكريم تلاوةً وحفظاً، وهي تحرص أن يكون طلابها قرآناً يمشي على الأرض، موضحاً أن من الجهود التي تبذلها الجمعيات، الوعظ والوعي لمنسوبيها معلمينَ وطلاباً، وقبل ذلك الاختبار الجيد لمعلم الحلقة وصاحب العقيدة السليمة، والفكر المنضبط والبعيد عن الغلو والتطرف، لأن المعلم لا شك له تأثير على تلاميذه، مؤكداً على أن استقطاب الكوادر البشرية المؤهلة معاناة لدى بعض الجمعيات وذلك لظروف عدة وربما كان من الحلول تعيين المؤهلين بعد عمل اختبارات ومقابلات وإعطائهم رواتب ومكافآت تناسب تخصصاتهم وأماكن عملهم. وأوضح الشيخ يحيى الهرش أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تقوم بجهود لتأهيل منسوبيها ورفع كفاءتهم من خلال اللقاءات والدورات المقامة على معاهد متخصصة، أو استقطاب أكاديميين مؤهلين لتفادي نقص الكفاءات التي تقوم بتعليم طلبتها، ولكن ما زالت الحاجة قائمة إلى رفع الكفاءة.