كحلٍّ مبدئي لأزمة حزب الوفد المصري المعارض صدرت أمس صحيفة (الوفد) التي احتجبت منذ 13 يوماً إثر انقلاب قام به نائب رئيس الحزب محمود أباظة ومعه أغلبية الهيئة العليا للحزب على رئيس الحزب الدكتور نعمان جمعة، لكن الأخير لم يستسلم لقرار عزله وتقدَّم للمحامي العام الذي مكَّنه بقوة الشرطة من الدخول إلى الحزب مرة أخرى وممارسة عمله لحين انتهاء الأزمة. وفور دخول (جمعة) الحزب أصدر قراراً فورياً بمنع الصحيفة من الصدور؛ لأنها انحازت إلى مجموعة الإصلاحيين الذين انقلبوا عليه. وبعد مشاورات وشدٍّ وجذب تدخل المجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين تضامناً مع الصحفيين العاملين بصحيفة (الوفد) وتم التوصل إلى صيغة إصدار الصحيفة بشكل محايد بعيداً عن الجبهتين المتصارعتين على رئاسة حزب الوفد. وتصدَّر خبر الصحيفة بعد عودتها (عودة الوفد بعد احتجاب دام 13 يوماً)، ولكن لُوحظ أن الترويسة تحمل رئيسين للتحرير بدلاً من رئيس واحد؛ فقد أضيف اسم سيد عبد العاطي كرئيس تحرير مع عباس الطرابيلي، وقالت الوفد في افتتاحيتها: تعود اليوم (أمس) صحيفة الوفد إلى الصدور بعد احتجاب دام ثلاثة عشر يوماً؛ حيث أصدر المجلس الأعلى للصحافة مذكرة توضيحية بقرار عودة الصحيفة قال فيه: استمراراً للاتصالات والمشاورات التي تمت بين صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس الأعلى للصحافة وكل من الدكتور نعمان جمعة والدكتور محمود أباظة إلى جانب المشاورات التي جرت مع أعضاء اللجنة المكلَّفة من قِبل المجلس الأعلى للصحافة لتسوية الخلافات حول استمرار إصدار صحفية (الوفد) اجتمعت اللجنة وأجرت اتصالات مكثفة مع أطراف النزاع في حزب الوفد في شأن استئناف إصدار جريدته. وحرصاً من الجميع على ضمان استمرار صدور الصحيفة وحقوق الصحفيين وسائر العاملين بها فقد توصلت اللجنة بعد التشاور والتوافق مع وبين جميع الأطراف إلى ما يأتي: أولاً: اختيار رئيسين لتحرير الجريدة يعملان معاً بالتكافؤ فيما بينهما، وبالتوافق مع جميع الأطراف المعنية. وتم اختيار كل من الصحفيين: عباس الطرابيلي وسيد عبد العاطي رئيسين للتحرير. ثانياً: اختيار السيد الأستاذ طلعت زهيري عضو المجلس الأعلى للصحافة لتولِّي كافة الشؤون المالية والإدارية بالجريدة، وتفويضه في جميع الصلاحيات اللازمة لذلك. ثالثاً: يقتصر ما يذكر في ترويسة الجريدة على اسمي رئيسي التحرير دون ذكر لرئيس مجلس الإدارة. رابعاً: تلتزم الصحيفة بالحياد الكامل فيما ينشر بها بالنسبة إلى الخلاف الناشب حول رئاسة الحزب، حيث لا يتناول النشر أية أخبار أو بيانات أو أفكار تتصل بذلك الخلاف. خامساً: ضمان كامل الحقوق المالية والمهنية للصحفيين وسائر العاملين. سادساً: يعتبر هذا الحل ببنوده السابقة حلاً مؤقتاً ينقضي بما يتم التوصل إليه بصفة نهائية في شأن حزب الوفد. إلى ذلك يشهد حزب الوفد المصري اليوم جمعية عمومية طارئة ساخنة دعت إليها جبهة الإصلاحيين بالحزب لاختيار رئيس جديد للحزب خلفاً للدكتور نعمان جمعة الذي قررت الهيئة العليا للحزب فصله من موقعه في 18 يناير الماضي، وذلك وسط تهديدات من (جمعة) باللجوء للقضاء لإبطال أية قرارات تصدر عن الجمعية، وتأكيداته بعدم شرعية انعقادها؛ استناداً إلى نص لائحي يعطي رئيس الحزب وحده حق الدعوة إلى عقد جمعية عمومية طارئة.