تنظر لجنة الأحزاب برئاسة السيد صفوت الشريف اليوم في ازمة حزب"الوفد"بعد تفجر الصراع بين فريقين يقود الأول فيه رئيس الحزب الدكتور نعمان جمعة، بينما يضم الثاني غالبية اعضاء الهيئة العليا الذين كانوا عزلوا جمعة واختاروا نائبه الدكتور محمود اباظة رئيساً موقتاً لمدة 60 يوماً تتم خلالها انتخابات لاختيار رئيس جديد للحزب. وخرج الدكتور نعمان جمعة مساء أول من أمس من مكتبه في مقر الحزب بعدما اعتصم فيه ساعات عدة في حين كان أعضاء الهيئة العليا ل"الوفد"قضوا ليلتهم داخل المقر نفسه ولكن في غرفة أخرى. وانتقل اباظة وبقية اعضاء الهيئة إلى القاعة الرئيسية وعقدوا أمس اجتماعاً بعدما غادر جمعة المقر أعلن خلاله أباظة عودة جميع صحافيي"الوفد"المفصولين الى عملهم مرة أخرى، وتشكيل مجلس ادارة جديد للصحيفة. وأكد أباظة انه لن يتم اجراء أي تعديلات على تشكيلات الحزب إلا عقب الجمعية العمومية الطارئة المزمع عقدها في الثاني من اذار مارس المقبل. وقال إنه سيتم التوسع في اللجان النوعية بزيادة عدد اعضائها ليصل الى خمسة عشر عضواً من أجل"ترسيخ الارتقاء بالقيادات الحزبية". وعلمت"الحياة"ان محاولات تبناها الدكتور سامي عبدالعزيز، وهو صهر الدكتور نعمان جمعة، من أجل التوصل الى صيغة لتسوية الخلاف، سواء بالاستقالة او الخروج بمنصب شرفي. وكان مشهد خروج جمعة من مكتبه مؤثراً بعدما استجاب الى رغبة عدد من قيادات الوفد وصهره عبدالعزيز. واصطفت جموع الوفديين والصحافيين داخل مقر الحزب وخارجه وشكَّلوا"حائطاً بشرياً"حوله. وحذرت قيادات الوفد برئاسة أباظة جموع الوفديين من توجيه أي هتافات ضده، في حين قام كل من نائبي رئيس الحزب محمد سرحان ومحمد علوان باصطحاب جمعة الى سيارته وانطلق بها. وكان عدد من الصحافيين المفصولين من الوفد حاولوا التطاول على جمعة أثناء خروجه، إلا أن قيادات الوفد تصدت لهم. ونفى جمعة أن يكون خروجه من المقر يعني استسلامه للأمر الواقع. وأكد انه سيسير في اجراءات تثبت أوضاع الحزب باعتباره رئيساً له، في حين استبعدت مصادر في لجنة الاحزاب أن تلجأ اللجنة الى تجميد نشاط الحزب، مشيرة إلى أن الشريف نصح اعضاء الفريقين المتصارعين بحل الخلاف بينهما سلمياً بعدما اشار اليهما أن محكمة الأحزاب وليس لجنة الأحزاب هي صاحبة القرار في شأن الفصل بين المتنازعين على رئاسة الحزب.