** هي عادة ذميمة مكروهة.. سيئ كل شيء ليس فيها خصلة حسنة.. ** والمدخن.. إنسان مسكين بالفعل.. هو يفرض على نفسه نوعاً من المعاناة والتعب والمشاكل النفسية والصحية والاجتماعية والمالية.. ** هو لا يقدر على الصبر عن (شفط) سيجارة كل وقت.. حتى إذا اضطر لتجنبها لأي سبب اجتماعي.. أصابه تعب وإرهاق وصداع وتوتر.. والآخرون الذين لا يُدخنون.. تجدهم في كامل سعادتهم.. لم يتغير من أمورهم شيء.. ** والمدخن أسير هذه السيجارة، لا يقدر على الصبر بدونها، ولا يقدر على العيش بدونها، إذا فقدها مرض، وإذا تباعدت المسافات بين سيجارة وأخرى أصابه نوع من التوتر والقلق.. يتلمس جيوبه.. يقوم ويجلس.. بحثاً عن (البكت) وربما (يِصْفِقْ) كأس الشاي أو (يَنْحَفْ) أو (يطب) في بطن من يجلس حوله.. فالمسكين (خَرْمان) سيجارة..!! ** مسكين.. ذلك المدخن.. الذي فوق حشر صدره يومياً بسحب من الدخان القاتل.. وفوق سعيه لإتلاف رئتيه وإفساد عافيته.. هو يضع نفسه أسيراً لهذه العادة السقيمة.. ** في السفر يعاني.. وفي العمل يعاني.. وفي المناسبات يُعاني.. وداخل الدوائر الحكومية يعاني.. وحتى في مجالس (الفنجال وعلوم الرجال) يعاني.. ومن أجل (شفطة) سيجارة يندس خلف سيارة.. أو يدخل دورة المياه اللهم لا شماتة!! ** حياته كلها معاناة وتعب ومكابدة وضيق ونكد.. ودائماً.. النفس على طرف الخشم.. ** وهناك أمر طريف نشاهده في المستشفيات حيث يُمنع التدخين في المستشفيات.. لكن الحدائق والمساحات الخضراء وأحواض الزهور تعج بالمدخنين، لأنهم يضطرون لترك مكاتبهم والبحث عن مكان للتدخين.. فتحولت تلك المساحات الجميلة الخضراء وتلك المتنفسات التي وُضعت من أجل راحة الناس ومن أجل استنشاق هواء جيد.. تحولت إلى مداخن وإلى مكان لاستقطاب المدخنين.. ** زوروا بعض المستشفيات ستجدوا الأطباء والموظفين.. الصغار والكبار في الحدائق والمساحات الخضراء وأمام الأبواب وفي المداخل (يشفطون) السيجارة (شفطاً).. في منظر لا يليق بل يفشِّل.. ** بعض الأطباء.. يتكومون مجموعات (لشفط) ما تيسر من الدخان قبل العودة إلى جولة أخرى من العمل.. بينما زملاؤهم غير المدخنين مرتاحون من كل ذلك.. وفوق ذلك فهم مرتاحون من أمراض التدخين ومشاكله الصحية والنفسية والاجتماعية. ** وفي الاجتماعات وفي الندوات والمحاضرات يضطر المدخن إلى التسلل خارج المجموعة.. والبحث عن أماكن بعيدة.. (ليشفط) سيجارة خلسة.. بل إن بعضهم لا يجد سوى (الحمامات) ويضطر للجلوس في الحمام ومكابدة الروائح الكريهة.. ومكابدة المشاكل الأخرى.. ليظفر بسيجارة واحدة وسط الحمامات ليجعل من نفسه مروحة شفط أخرى داخل الحمامات. ** وهكذا - مع الأسف - بعض المدرسين الذين يضطرون للتسلل في بعض الأماكن.. أو الهروب خارج المدرسة من أجل سيجارة.. وفي بعض الجهات يضعون غرفة يسمونها (مقهى) أو (مجلس) أو (بوفيه) وهي من أجل التقاء المدخنين فقط.. (لشفط) ما تيسر من الدخان. ** المشكلة الأخرى.. أن أكثر المدخنين شباب.. وأن نسبة التدخين وسط الشباب عالية جداً جداً.. وأنهم في تزايد.. فالعالم المتحضر والعالم كله صار أكثر عزوفاً عن التدخين.. وصار أكثر محاربة له.. وصار يُسجل نسباً وتراجعاً واضحاً في ترك التدخين.. ونحن يتضاعف عندنا عدد المدخنين.. فشبابنا وناشئتنا وبعض (البزران) صاروا مدخنين.. ** والمشكلة الأسوأ.. والأسوأ.. أنها (لحقت) ببعض البنات.. فصار لدينا بعض البنات المدخنات وهذا شيء مؤلم حقاً.. مزعج للغاية.. وأكثرهن من العاملات في الحقل الطبي (الصحي) ويبدو لي أن هذا الوسط يعج بالمدخنات والمشيِّشات.. وأن هذه العادة الذميمة صارت تنتقل بينهن كالعدوى. ** وإذا كان التدخين سيئاً للغاية في حق الرجال فهو أسوأ وأكثر ضرراً في حق المرأة التي تشوِّه نفسها ونضارتها وجمالها وأخلاقها بالتدخين. ** إن المسألة بالنسبة للفتاة ليست سيجارة شفط.. بل هذه العادة لها أبعادها وأضرارها ومشاكلها المتشعبة المتعددة. نسأل الله العافية والسلامة.