رغم أن شعوب العالم أو أكثرها على الأقل.. قد تركت التدخين أو خففت منه.. إلا أن التدخين لدينا يتنامى ويزيد. ونسبة التدخين في ازدياد مستمر. * هكذا نشاهد.. وهكذا تقول الأخبار.. وهكذا تقول شوارعنا.. وهكذا «الطفَّايات» في الملاحق والاستراحات و«خَلَّوها مستورة». * اذهبوا إلى إحدى المدارس الثانوية لحظة انصراف الطلاب وتفرجوا على الذي يوجد في يد كل واحد منهم ولا أقول «المِْسُوا مخابيهم!!». * أو عليك الوقوف أمام إحدى الاشارات وراقب شبابنا في سياراتهم.. لتجد أن في يد كل واحد سيجارة. * أو اذهب إلى إحدى الكليات وستجد الوضع كذلك.. ولن أتكلم عن «الشابات» حتى لا يقال «وش دَرَّاك.. اثبِتْ؟!!». * أما مقاهي الشيشة والمعَسِّل فحدِّث ولا حرج.. شبابنا يتعاقبون «لَيْ» الشيشة وكأنهم لن يحصلوا عليه سوى اليوم فقط. * لن أتحدث عن مشاكل ومضار التدخين.. فكلكم يعرف أن التدخين وراء السرطان ووراء أمراض ومشاكل الصدر والرئة والشفتين وسائر أعضاء الجسم. * وكلكم تعرفون أن التدخين وراء الجلطات وأمراض القلب وتصلبات الشرايين.. ولذلك.. أول سؤال يوجهه لك الطبيب عند زيارته هو: هل أنت مدخن؟. * والتدخين.. يترك في الجسم رائحة كريهة.. وكذا رائحة الفم والأسنان.. * والمدخن أيضاً.. أو «التَّتَّان» يعاني من رائحة فمه الكريهة.. ورائحة ملابسه.. كما يعاني دوماً من ضيق في التنفس.. وضيق في الصدر.. وضيق في الأخلاق بمعنى أنه غاضب دائماً «ونفسه دائماً على طرف ْخشِيمِه». * والتدخين.. مصروف ثابت يومياً.. فمن يُدخن «بكتين في اليوم» يذهب من رصيده كل يوم.. عشرة ريالات.. وهذا مبلغ ليس بالهيِّن. * العالم كله اليوم.. يحارب التدخين.. ونحن إحصاءاتنا تقول.. إن لدينا ستة ملايين شخص يدخنون سنوياً «يا كبرها من فشيلة» * وتقول الاحصائيات.. إننا نستهلك «15» مليار سيجارة كلها تذهب في صدورنا وتنخر في أجسادنا. * وتقول الأرقام.. إننا سنوياً نحرق «633» مليون ريال.. بسبب التدخين كثمن لهذا الدخان.. وأجزم.. أن أكثر «التَّتَّانين» من فئة «طَراَّر» ومع هذا «يِكْرِفْ بكتين يومياً»، * وتقول الاحصائيات.. إن حصة الفرد من تلك المليارات «750» سيجارة.. أضف إليها عشرة آلاف «قِطْفْ». * أما الشيء المزعج و«اللِّي يقطع الوجه» فإن الاحصائيات تقول.. إن «20%» من المدخنين.. نساء.. يعني «حريم!!». * هذه أرقام وإحصائيات رسمية وليست من عندي.. ولا اجتهاد أو توقع جال في خاطري أو «جِبْتِهْ من راسي» كما يقول البعض. * شيء مفزع حقاً و«يفشِّل» أن تكون «حريمنا» بهذا الشكل. * لماذا هذا الوضع.. وكيف صار «20%» من المدخنين نساء؟!. * نسبة عالية جداً.. بل تقطع الوجه أمام الأجانب وغير الأجانب. * «20%» من حريم السعودية «تَتَّانات؟!!». * نعم.. إننا بين أمريْن مزعجيْن حقاً في قضية التدخين.. هما: * أولاً.. تدخين الشباب تحت «18» سنة وهم مع الأسف في ازدياد. * ثانياً.. تدخين النساء الذي وصل إلى هذه النسبة المفزعة حقاً.. * كيف هو العلاج؟ وكيف نقضي على هاتين الظاهرتين؟ * وما السبب في تدخين هؤلاء.. ولماذا النساء في تزايد؟! * إن محاربة التدخين مسؤولية الجميع بدون استثناء.. وليتنا نتعظ من الأمراض التي أهلكت البشر بسبب آفة التدخين. * الأطباء يحذرون الأشخاص من استنشاق البخور والمعمول ومن الجلوس أمام نار فيها قليل من الدخان.. وهذا لا يحصل إلا مرة في الشهر على الأكثر.. فكيف بمن «يشفط» يومياً أربعين سيجارة تحمل كمية كبيرة من الدخان ويدخلها كلها في جوفه؟ * إن الفرق بين رئة المدخن وبين رئة غير المدخن.. تظهرها الأشعة بوضوح.. وتظهرها أيضاً «كَحَّةْ» و«خَرْفَشَةْ» صدر المدخن.. وهذا المدخن المسكين يدمر خلايا جسمه.. ويُحوِّل رئتيه إلى مدخنة. * متى يتعظ هؤلاء.. ومتى تستحي «الحرمة على وجهها» وتترك الدخان والمعَسِّل.. الله «يفشلهن؟»!!.