يختلف الناس في حسن استخدامهم للمثل فمنهم من يستطيع استحضار المثل المناسب في الموقف المناسب وهذا هو الاستخدام الصحيح للمثل ما لم يكن بالمثل ما يعيبه من الناحية الشرعية أو الناحية الأخلاقية.. ومنهم من يستدل بأمثال في غير موقعها وهذا غالباً ما يكون ناتجاً عن عدم إدراك لمفهوم المثل وعدم الإلمام بمعنى المثل، ومهما تكن نسبة مصداقية هذا المثل فلا يمكن لهذا الشخص أن يستفيد منها، فوضع الشيء في غير موضعه منقصة له؛ لذا على من تستهويه الأمثال أن يتحرى سلامة المثل وحسن توظيفه وأن لا يحاول استخدام أمثال لا يدرك مدلولاتها. استكمالاً لما بدأناه فيما مضى نستعرض بعض الأمثال التي أرى أن بها نسبة من الخطأ وجب استدراكه والتنويه عنه. تابع أمثال خاطئة: 1 - ما يخلي الظلم إلا عاجز ومن البين أن هذا المثل مستنبط من بيت لشاعر الحكمة الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى الذي قال فيه: ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلِم الناس يُظلَمِ ويعني هذا المثل أن أغلب البشر ظلمة ولا يترك أحد الظلم إلا لأنه عاجز عنه، ومن الواضح أن المثل يرمي إلى أن الظلم من طبيعة الأقوياء وهذا أمر غير صحيح فديننا الحنيف يلزمنا بالابتعاد عن الظلم مخافة من الله تعالى لا لعجزنا عن فعله. 2 - ما فيه ولي مصلح الولي هو من تولى أمر عامة أو خاصة من البشر ومن ذلك ولي أمر القاصر والقائم على شؤونه والمصرف لأموره، وكذلك ولي أمر العامة هو المسؤول عنهم والمصرف لأمورهم. وأياً كان المقصود بالمثل ففيه إنكار لعدم وجود ولي مصلح وقذف لحملة الولاية من المسلمين بالتقصير وهذا أمر غير حقيقي، فهناك الكثير من المسلمين صلحت ولايتهم وأدوا أمانتهم على الوجه الأكمل. وإلى الملتقى مع أمثال شعبية أخرى..