نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما ادَّعته وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني حول قيام ناشطين من كتائب القسام؛ الذراع العسكري لحركة حماس، بإطلاق النار على مقرات أجهزة أمنية ونصب كمين لدورية شرطة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، محملةً جهات في جهاز الأمن الوقائي المسؤولية عن التدهور. وكان ثمانية فلسطينيين قد أصيبوا بأعيرة نارية وشظايا خلال اشتباكات متفرقة في مدينة خان يونس مساء الجمعة الماضي، فيما أصيب سبعة آخرون نتيجة التراشق بالحجارة. وأكد مصدر مسؤول في حركة حماس أن الأمور تطورت بشكل متلاحق منذ ساعات ما بعد عصر الجمعة عندما قام العشرات من أعضاء حركة فتح أثناء مشاركتهم في مسيرة جابت شوارع خان يونس بتمزيق صور لمرشحي حماس الفائزين في الانتخابات وإنزال رايات التوحيد الخضراء وحرقها ودوْسها بالأقدام..!! وقال المسؤول في حماس: بذلت حركتنا أقصى درجات الانضباط، ولكن الأمور وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التدهور عندما أطلق مسلحون من فتح النار على منزل أحد ناشطي حماس القريب من مقر جهاز الأمن الوقائي بحجة أنه يحمل صوراً كبيرة للشهيد مؤسس الحركة أحمد ياسين وصور مرشحي حماس في خان يونس. وأضاف المسؤول: إن عدداً من أفراد عائلة الناشط وأبناء حماس وصلوا للمكان لحماية العائلة، ليتدخل جهاز الأمن الوقائي ضدهم دون أن يفعل أي شيء للذين انتهكوا حرمة المنزل الآمن، وذلك تحت رعاية هذا الجهاز حسب قوله. وأكد أن اتصالات جرت مع الأمن الوطني، ووصلت الشرطة لتهدئة الأمور والعمل على تراجع المسلحين بشكل هادئ، ولكن ذلك لم يرُقْ لأفراد من الأمن الوقائي فقاموا بإطلاق النار تجاه محيط المنزل أثناء محاولة الشباب إخلاء المكان الذي تواجد فيه أيضاً عناصر من الشرطة الفلسطينية، وإثر ذلك جرى تبادل إطلاق نار أسفر عن وقوع عدة إصابات. كما قام أعضاء من حركة فتح بأعمال استفزاز مماثلة في منطقة خزاعة تطورت بشكل مؤسف إلى إطلاق نار أسفر عن إصابة اثنين من أنصار حركة حماس وعدد من المواطنين. وقال المسؤول في حماس: إن اتصالات جرت مع الأمن الوقائي والأمن الوطني أسفرت عن تهدئة الأمور لتقوم دورية لأحد الأجهزة الأمنية بإطلاق نار تجاه مجموعة من أعضاء حماس جنوب خان يونس؛ حيث جرى تبادل إطلاق نار أسفر عن إصابة اثنين من أفراد الشرطة. وعبَّر المسؤول عن أسفه لهذه الأحداث غير الحضارية التي جاءت على خلفية نتائج الانتخابات التي فازت بها حركة حماس، داعياً إلى احترام إرادة الناخب الفلسطيني وعدم جر الشارع الفلسطيني إلى فتنة داخلية. وكان مدير الشرطة الفلسطينية في مدينة خان يونس العميد حسام أبو وافي قد أفاد بإصابة أربعة من أفراد الأمن الفلسطيني في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة برصاص مسلحين من حركة حماس خلال أحداث شهدتها المدينة على خلفية نتائج الانتخابات التشريعية. وأوضح العميد أبو وافي أن اثنين من الجرحى هم عناصر في شرطة حفظ النظام، والثالث من أفراد الأمن الوقائي، والرابع من أفراد الأمن الوطني الفلسطيني. وحسب أقوال مدير الشرطة فإنه تم الاعتداء على أبراج الأجهزة الأمنية، ما أسفر عن إصابة اثنين من أفرادها، وبعد ساعتين من هذا الحدث تعرض عناصر حفظ النظام لكمين على طريق منطقة الترخيص غرب خان يونس، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجراح. وقال العميد أبو وافي: إن عناصر حفظ النظام كانوا يستقلون سيارتين في طريقهم إلى مستشفى ناصر للاطمئنان على حالة المصابين اللذين أصيبا خلال إطلاق النار على أبراج الأجهزة الأمنية عندما تعرضوا لإطلاق نار من كمين حسب تأكيده. وأكد مدير الشرطة أنه تمت السيطرة على الموقف في وقت متأخر من الليل، مشيراً إلى أن أول إطلاق للنار كان قد بدأ في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء. هذا، وقد استنكرت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني الأعمال الخارجة على القانون التي قام بتنفيذها مساء يوم الجمعة أفراد من حركة فتح بحرق عدة سيارات في باحة المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة، وما جرى من إطلاق نار وتجاوزات أدت إلى إصابة عدة مواطنين بجراح مختلفة في مدينة خان يونس نقلوا إلى المستشفي لتلقي العلاج. وأكدت وزارة الداخلية في بيانها الذي نشره موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت أن مهاجمة المواقع الأمنية في خان يونس من قبل عناصر من حماس فقط يقود إلى توتير الواقع الفلسطيني، في إشارة إلى قيام مجموعة من حماس بنصب كمين لدورية من شرطة حفظ النظام في الطريق الشرقية باتجاه المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة؛ مما أدى إلى إصابة عنصرين من الأمن بجراح. ودعت الوزارة الجميع إلى الهدوء والالتزام بالنظام والقانون.إلى ذلك علمت (الجزيرة) أن مسلحين مجهولين فتحوا بعد منتصف ليلة الجمعة نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه مبنى بلدية رام الله؛ مما أدى إلى تحطم نوافذ عدد من شبابيك المبنى والبوابة الرئيسة دون وقوع إصابات. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم باتجاه المبنى من سيارة كانوا يستقلونها ولَّت مسرعة بعد عملية إطلاق النار. هذا، وقد فتحت الشرطة الفلسطينية تحقيقاً لمعرفة الفاعلين وأسباب إطلاق النار على المبنى..!! هذا، وقد كشف الأستاذ إسماعيل هنية عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيس قائمة حماس في التشريعي الفلسطيني أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس محمود عباس حول آخر التطوّرات على الساحة الفلسطينية، ولا سيّما نتائج الانتخابات التشريعية التي أظهرت فوزاً كبيراً لحركة حماس. وقال هنية لإذاعة (القدس): اتصلتُ مع الرئيس أبو مازن وهنَّأته على نجاح العملية الانتخابية، وأكّدنا له على تمسكنا بحماية الوحدة الوطنية وتعزيز الشراكة السياسية والتعاون والتنسيق في المستقبل من أجل خدمة شعبنا ومصلحته الوطنية. وأضاف: إننا سنكون ميسّرين لمهام وعمل الرئيس، واتفقنا على اللقاء في الأيام القادمة. وأشار هنية إلى تلقّيه اتصالاتٍ من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والصحافي عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة (القدس العربي)، وشخصيات فلسطينية وعربية وإسلامية في الخارج أبدت استعدادها للتعاون مع حماس لإنجاح المرحلة القادمة.