ومن أخلاق نبيكم - عليه الصلاة والسلام - الصدق، والصدق خلق عظيم ووصف نبيل، كان - عليه الصلاة والسلام - الصادق فيما يقول، كان يمازح أصحابه، لكن لا يقول إلا حقاً، لم يُنقل عنه كذب.. حاشاه أن يكذب - عليه الصلاة والسلام -، كان صادقاً في سلمه وحربه، في صحته ومرضه، في خوفه وأمنه، كان صادقاً في كل أحواله، لأنه هو القائل - عليه الصلاة والسلام -: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار). فكان صادقاً في سلمه وحربه، لا يقول إلا حقاً، خرج - عليه الصلاة والسلام - ذات يوم يريد بقيع الغرقد ليسلّم على أصحابه، فتبعته أمنا عائشة ظانة أنه ذهب إلى بعض أزواجه، فتبعته حتى إذا عرفت أنه في البقيع رجعت، فرأى سواد إنسان فتبعه، فأسرع - عليه الصلاة والسلام -، فأسرعت عائشة، فدخلت في فراشها، فقام عليها بعد ذلك فقال: يا عائشة! أخفت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ ولما سألته عائشة مرة من المرات: أين كنت منذ اليوم؟ فقال: كنت عند أم سلمة، إنه الصدق حتى مع زوجاته، وقد سوغ - عليه الصلاة والسلام - أن نكذب عند الحاجة على زوجاتنا، إلا أنه - عليه الصلاة والسلام - لا يكذب لا في سلم ولا في حرب، ولا في صحة ولا مرض، حتى في الأمور اليسيرة التي في أعيننا هي كبيرة عند محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكذب. أيها الإخوة القراء - أين أنتم عن الصدق فيما تقولون وفيما تكتبون ومع مَنْ تفاوضون؟ إني أناشد كل قارئ أن يتوب إلى الله ما دام في زمن المهلة، ما دام في العمر بقية. فاتقوا الله أيها القراء، واتقوا الله يا من تنشرون، اتقوا الله يا من تكتبون في شبكة المعلومات في الإنترنت، يا من تكذبون على المسلمين، يا من تكذبون على كل إنسان، كونوا صادقين، يقول ربنا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (119) سورة التوبة، فيما تقولون وفيما تعملون، فإن الصدق منجى، والكذب قصير، ومهما كذب العبد فإن أمره إلى بوار، فإلى الصدق والوضوح في القول والعمل والنية.