يمر بنا شهر عظيم هو شهر رمضان الكريم الذي يكون الجمعة قد انقضى ثلثه الأول وقد مر بنا سريعا لم نشعر به، وستمر بقية الأيام المتبقية كأنها لم تكن، والسؤال هو: هل استفدنا من الأيام الماضية فيما يقربنا من ربنا والإجابة أنما من استفاد منها هو الإنسان الصادق مع ربه البعيد عن كل خصلة فيه قبيحة لا يرضاها رب العالمين، وكمتابع للوسط الرياضي فإنني أتألم كثيرا لعدم استغلال البعض فيه لهذه الأيام المباركة وتصفية النفوس والأحقاد، واستمرار الصراع والاختلاف على أمور بسيطة يمكن حلها في سويعات أو أيام قلائل لكن نتفاجأ أنها تضخم ويستمر الخلاف بينها، بل وللأسف أن البعض هداه الله يبدأ هذا الشهر بالكذب والخداع والإساءة للآخرين فحري بكل رياضي يرغب في مغفرة الله أن يتدارك ما تبقى له من رمضان ويجدد توبته مع الله فكلنا ذلك الرجل المذنب الذي هو بحاجة للتوبة والاستغفار، فلا نجعل الدقائق تمر والأيام وينقضي الشهر ونحن نعيش الحسرة فلا ندري هل نعيش حتى ينقضي أم لا ؟ وينبغي لكل رياضي مسلم أن يكون صادقا مع الله ومع نفسه يقول الله سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 119]. فقد أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، وقال تعالى:{قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} [المائدة: 119]. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم). قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: (نعم). قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: (لا) [أخرجه الإمام مالك]. والكذاب لا يستطيع أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال الإمام علي: ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه. لذا فأنني أنصح نفسي وأخواني الرياضيين بالاستفادة مما تبقى من هذا الشهر بالعمل لما يرضى الله والابتعاد عن الخصال القبيحة من غيبة ونميمة وكذب وخداع ويلزموا انفسهم بالصدق الذي حث عليه المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله : (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِب، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) [متفق عليه]. اسأل الله أن يغفر لنا جميعا ويوفقنا لصيام ما تبقى من شهر القرآن ويكتبنا مع الناجين فيه ويجنبنا ارتكاب الإثم والمحرمات إنه ولي ذلك والقادر عليه.