خلال شهر رمضان المبارك كتبت عن المودة ثم عن الصديق وودعت الشهر بمقال عن البسمة، فهي صفات من صفات المسلمين جاءت في كتاب الله والسنة النبوية. واليوم أختم بصفتين أمرنا بها ونهينا عنها في ديننا الحنيف وهي «الصدق والكذب». وبهذا أكون إن شاء الله قد أوفيت بما يفيد القراء الكرام بما يرضي الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وسلم). من أخلاق المسلم الصدق وهو مطابقة الخبر للواقع وضده الكذب وهو الإخبار عن الشيء خلاف ما هو عليه. والصدق من أعظم خصال الخير ومكارم الأخلاق التي جاء الشرع بتأكيدها والأمر بها. فهو خلق رفيع يتمثله الأفاضل من الناس، ويتنكب عنه الأراذل، ولذلك كان وصفا ملازما للأنبياء عليهم السلام، وضده ما كان ملازما للمنافقين وأشباههم. والأمر بالصدق جاء في القرآن الكريم قال الله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (الآية). وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا) رواه البخاري ومسلم. الصدق بالقلب، فالمؤمن يجب أن يكون صادقا بقلبه فلا يخالف ظاهره باطنه، الصدق بالأفعال سواء التي بينه وبين الله تعالى أو بينه وبين الخلق، قال تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) (الآية). الصدق بالأقوال فلا تخالف الواقع ولا تخالف أفعال صاحبها قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (الآية). والكذب هو الإخبار عن الشيء خلاف ما هو عليه وقد يكون في الماضي كأن يقول فعلت وهو لم يفعل وقد يكون في المستقبل كأن يقول سأفعل وليس في نيته أن يفعل. والكذب لا يجوز في جد ولا هزل بل كله خلق مذموم إلا ما دعت إليه ضرورة كالكذب لإنقاذ معصوم الدم من قاتل أو لتحصين مال من غاصب، ونحو ذلك. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لا يصلح الكذب في هزل ولا جد) رواه البخاري. ويعظم الكذب إذا ترتب عليه ضرر أو فساد، ويعتبر اعتياد الكذب من كبائر الذنوب. الكذب على الله تعالى وذلك مثل أن يتكلم في دين الله بغير علم أو يقول قال الله كذا ويذكر شيئا لم يقله الله تعالى، أو يقول: الله يعلم أني فعلت كذا، وهو لم يفعله، ونحو ذلك، وهذا من أعظم الكذب، قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) الآية. وفي الختام أدعوا الله عز وجل أن يكون قد استفاد القراء الكرام مما كتبت وأسال الله التوفيق لحسن الأخلاق في الصدق والبعد عن الكذب. للتواصل ((فاكس 6079343))