أعلن وزير أفريقي في الخرطوم أمس الثلاثاء أن الكونغو ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي للعام 2006 والسودان في العام التالي. وقال هذا الوزير الأفريقي الذي طلب عدم كشف هويته إن (الأمر حُسم)، وكانت لجنة تضم خمس دول: الغابون وإثيوبيا والجزائر وبوتسوانا والنيجر كلفت الاثنين التوصل إلى تسوية لمسألة رئاسة الاتحاد التي ترشح لها السودان مما آثار انتقادات حادة. وأكد مسؤول سوداني ضمناً أنه تم التوصل إلى هذه الصيغة التي تسمح للرئيس السوداني بإنقاذ ماء وجهه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية جمال إبراهيم إن (القادة توصلوا إلى حل وسط يعطي السودان رئاسة الاتحاد الأفريقي العام المقبل) في حين تتولى الرئاسة دولة أفريقية أخرى هذا العام. وأضاف: (على علمي فإن الكونغو برازافيل هي الدولة الوحيدة المرشحة). وبذلك سيصبح رئيس الكونغو برازافيل دوني ساسو نغويسو رئيساً للاتحاد الأفريقي خلفاً للرئيس النيجيري اولوسيغن اوباسانجو الذي يتولى رئاسة المنظمة الأفريقية منذ العام 2004م. ولم يحظَ ترشيح الرئيس السوداني الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري عام 1989 بالإجماع بسبب الانتقادات الموجهة إليه لمسؤوليته عن النزاع في دارفور الذي يؤدي إلى مقتل عشرات الأشخاص شهرياً. واحتجت عشرات من منظمات حقوق الإنسان على تولي البشير رئاسة الاتحاد الأفريقي بسبب الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في دارفور. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش أعرب أمس الأول عن قلقه من فكرة تولي السودان رئاسة الاتحاد. وقال بوش: (إذا تسلم السودان رئاسة الاتحاد الافريقي الذي نشر سبعة آلاف عسكري في السودان، فهذا يعني أنه سيصبح قائد القوات التابعة للاتحاد). وأضاف: (بالطبع، هذا مصدر قلق، مصدر قلق بالنسبة إلينا ويجب أن يكون كذلك بالنسبة إلى أعضاء الاتحاد الأفريقي). وطغى الخلاف حول رئاسة الاتحاد على الموضوع الرئيسي للقمة وهو (التعليم والثقافة) وعلى قضايا أخرى أكثر سخونة مثل دارفور وعودة الاضطرابات في ساحل العاج والأزمة بين تشاد والسودان. وقال الرئيس النيجيري اوباسانجو إنه (رغم جهود بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان فإن انعدام الأمن ما زال مستمراً في دارفور في حين لا يبدو أن الوضع الإنساني تحسن). وطلب اوباسانجو من أطراف النزاع التوصل إلى اتفاق في أبوجا حيث تدور مفاوضات السلام برعاية الاتحاد الأفريقي بين المتمردين المتحدرين من اثنيات أفريقية وبين القوات الحكومية وميليشيا الجنجويد العربية المتحالفة معه. ودعا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السوجان يان برونك الأحد في الخرطوم الأطراف المتنازعة في دارفور والاتحاد الأفريقي إلى تحديد موعد نهائي جديد للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي النزاع في الإقليم.