ليس من العدل أو الإنصاف في شيء أن تنحصر صفة (متسوِّل) فقط على الذين يجوبون الأسواق والطرقات.. ويقفون على أبواب الجوامع والمؤسسات والمجمعات التجارية والسكانية.. يمدون أيديهم للداخل والخارج طلباً لما يسدون به رمقهم إن كانوا من ذوي الفاقة والحاجة.. أو بما يشبعون به نهمهم وجشعهم إن كانوا من محترفي التسوّل رغم عدم حاجتهم. ** ذلك أن صفة (متسوّل) لا بد أن تشمل كل من يسير في أي اتجاه مماثل.. وليس شرطاً أن يقتصر تسوّله على طلب المال أو الطعام أو حتى الكساء. ** فالصحافي الذي يتخلّى عن شرف ومبادئ المهنة الصحافية السامية.. مفضّلاً اللهث خلف مصادر (الرش) المشبوه نظير تقديم خدمات يغلب عليها طابع الجاسوسية والمخابراتية والتزوير والتزييف والتلفيق. ** هذا النوع من الصحافيين أو الكتّاب ليس فقط (متسوّلاً).. وإنما هو فوق ذلك متخاذل ورخيص.. ولا يستحق الانتماء إلى مهنة الصحافة حتى في وظيفة فراش.. لأن الصحافة مهنة الأنقياء والشرفاء، ونظاف الأكف والبطون من كل ما هو مشبوه (؟!). ** والرجل الذي لو تجسّد الفشل والعباطة والجهل والحماقة على هيئة إنسان.. لتجسّدت في شخصه.. ومع ذلك فهو ينتهز كل سانحة حتى وإن كانت لا تمت له أو تعنيه من قريب أو بعيد.. لكي يحشر أنفه فيها.. معيداً إلى الذاكرة مشاهد طلعاته البهية وجعجعاته التي كانت تعقب كل واقعة أو مناسبة تشهد إحدى فشلاته التي لازمته طوال مشواره المليء بالفشل والخيبات. ** كل ذلك من أجل إشباع هوسه بالظهور والأضواء والترزز.. واستعراض مفردات ضحالته الفكرية والعقلية، وحتى اللغوية والفظية (؟!!). ** هذا الصنف من البشر أيضاً لا يكفي أن ننعته فقط بالمتسوّل للأضواء والظهور السلبي فحسب.. وإنما يجب أن يتعارف الكل على وصفه ونعته ب(الطفيلي) كونه دائم التطفّل على موائد الغير، وعلى مناسباتهم وعلى اختلافاتهم (؟!). ** وعلى هذين الصنفين من النماذج.. يمكننا قياس العديد من أنماط الطباع السلوكية البشرية التي تتكاثر وتنتشر في أنحاء الوسط الرياضي هذه الأيام بشكل لم يسبق له مثيل(؟!). ** ولعل المثير للدهشة هنا هو أن هؤلاء الأصناف هم أكثر أقرانهم ونظرائهم تجرعاً لمرارات الفشل المتكرر.. إذ تخلو سجلاتهم الشخصية والعامة على حدٍ سواء من أية نجاحات.. أو أدوار أو مساهمات يمكن أن تذكر فتشكر.. اللهم إلا إذا استثنينا أدوارهم في إشغال الإعلام والرأي العام الرياضي بالأكاذيب وتوافه الأمور والتقليل من نجاحات الآخرين (!!). ** والعكس هو الصحيح.. فسجلاتهم مليئة بالمواقف غير المشرفة.. فضلاً عن الإحباطات والانكسارات وسوء التدابير.. ومع ذلك فهم أكثر تكالباً على الاستعراض والثرثرة عبر وسائل الإعلام (؟!!). * يعني المسائل طرارة وتكسّب ولكن على طريقة (غشيم ومتعافي) اللهم يا كافي. بيت القصيد مسكين يا من باع دينه بدنياه ضل الطريق وصار عبد الدنانير جوّد مفاتيح التعاسة بيمناه