نظمت مؤسسة التراث والجمعية السعودية لعلوم العمران (فرع الرياض) محاضرة بعنوان (تراث البناء الإسلامي التقليدي في الجزيرة العربية) يوم الثلاثاء 3 من ذي الحجة 1426ه - 3 من يناير 2006م في قاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وحضر المحاضرة كل من صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن مقرن آل سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران والدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف، وعدد من المهندسين المعماريين والمتخصصين والمهتمين في مجال الآثار. استهل الحديث د. زاهر بن عبدالرحمن عثمان مدير عام مؤسسة التراث بكلمة ترحيب للحضور، وأشار إلى أن المحاضرة هي أول تعاون بين التراث والجمعية السعودية لعلوم العمران في هذا المجال، كما قدم تعريفاً مختصراً عن الدكتور جيفري كينج تاركاً المجال للدكتور سعد بن عبدالعزيز الرائد الذي قدم تعريفاً وافياً عن د. جيفري كينج حيث ذكر بأنه باحث معروف في الآثار الإسلامية وحاصل على أول درجة علمية من معهد سليد للفنون الجميلة بجامعة لندن، ونال شهادة الماجستير التي تناولت أحد المساجد الموجودة في مدينة طليطلة الإسبانية، كما حصل على شهادة الدكتوراه، والتي تناولت فسيفساء مسجد بني أمية الكبير في مدينة دمشق، عمل في مجال التعليم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الملك سعود بالرياض، يعمل أستاذاً في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية SOAS. تحدث د. جيفري كينج عن أهمية العمارة الإسلامية حيث تطرق إلى العديد من المدن العربية السعودية منها: الدرعية وجدة القديمة ومكة المكرمة وعسير، مبينا أوجه التشابه بين عمارة تلك المدن من حيث الطراز المعماري والزخارف والنقوش، كما ألقى الضوء على عدد من المساجد في الجزيرة العربية والدول العربية وما تتميز به من طابع اتخذ عدة أشكال معمارية إسلامية، بالإضافة إلى التباين المعماري في منازل المملكة والتي تتمثل في نجد والحجاز والعمارة الداخلية في بيوت الجزيرة العربية، ومثال على ذلك بيت التويجري في المنطقة الشرقية وبيت المؤيد في مملكة البحرين. وتحدث د. كينج عن الزخارف والرسومات الموجودة في الأبواب والنوافذ والغرف الخاصة باستقبال الضيوف في بيوت الجزيرة العربية، وختم د. كينج محاضرته بالتأكيد على ضرورة ترسيخ الهوية التراثية في البناء الإسلامية التقليدي في الجزيرة العربية، كما حث على إعطاء هذا الجانب الأهمية من خلال البحث والدراسة فيما يتعلق بالعمارة الإسلامية. وفي ختام المحاضرة أكد الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد أهمية المكانة العلمية التي يحظى بها د. كينج حيث إنه من أكثر المتخصصين في مجال العمارة الإسلامية لما له من أبحاث ودراسات في غاية الأهمية في مجال الآثار الإسلامية، كما شكر د. الراشد مؤسسة التراث على هذه الأمسية وغيرها من الأمسيات المماثلة والتي تأتي من منطلق الاهتمام بكل ما له صلة بالتراث.