في جريدة الجزيرة في عددها 12138 الصادر في 20-11- 1426ه قرأت ما عقب به الأخ صالح العريني على ما كتبته رداً على ما جاء في مقاله عن كلمة (الصحوة)، فلم يصنع شيئاً إلا أنه حاد عن الحقيقة وكتم اعترافه بالخطأ. وإني ناقلٌ بعض كلامه نصاً وأبين ما فيه واجعل الحكم للقارئ الكريم. فأول المغالطات أنه تكلم في مقاله الذي حصل الرد عليه (عن عدم المبرر لاستعمال كلمة (الصحوة) وهذا نص كلامه).. هل كان مجتمعنا في غفلة؟ بمعنى هل آباؤنا واجدادنا على ضلال في عقيدهم؟... إذن لا مبرر لهذا الاصطلاع إلا إن كان الصحويون يعتبرون حفظ كل الأدعية الثانوية هي من صميم العقيدة.. الخ، ثم حاد في مقاله الذي عقب به على ردي عليه فقال: (ليس المرفوض هو الصحوة بل نتائجها)!! واقول: انظروا الى الحيدة، تكلم في المقال السابق عن استعمال كلمة الصحوة ثم يقول في مقاله الذي عقب فيه : أرفض صحوة تقود للتكفير و التفجير! وكلنا نرفض التفكير والتفجير، ولكن إذا كان هذا مراده فلم لم يذكره في مقاله السابق؟! ثم إن في تسميته لهذا المعنى (صحوة) توسعٌ في اللفظ، فليس هذا الفكر من الصحوة من قبيل ولا دبير. ومن هنا اقول للكاتب وللقارئ الكريم: إني لست ضحية لهذا الفكر - كما ظن الكاتب - ولكني ضحية لأهل العلم فعلى أيديهم - تخرجت، ومن علمهم استفدت، وإلى فهمهم للكتاب والسنة رجعت. فما بالنا اليوم نجد من يغالون كثيراً ويعتقدون أن السجع بالدعاء من شروط القبول.. حتى وصل الحال ببعضهم أن حجب صفة من صفات الله عز وجل وهي السميع حيث سار السجع هو المتحكم فانتشر هذا الدعاء (نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يسمع)! فكيف بمن يسمع دبيب النملة أن لا يسمع الدعاء؟ وأقول: أنظر اخي القارئ كيف اخطأ في هذا الكلام من وجوه: 1- نفى هذا الدعاء الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث رواه عنه بهذا اللفظ الترمذي وأبو داود والنسائي وغيرهم وصححه أئمة الحديث. 2- وصفه لمن يدعون بهذا الدعاء بالتكلف في السجع وأنهم حجبوا صفة السمع لله تعالى. 3- تفسيره لفظ (ومن دعاء لا يسمع) بنفي صفة السمع, ومخالفته لأهل العلم قاطبة حيث فسروه (لا يسمع) أي لا يستجاب. فلك ان تعجب بعد هذا أخي القارئ من قوله: ( ولا أدري كيف استنتج هذه التهم من مقال بعيد كل البعد عن أي قدح او حتى اجتهاد)، بل أنا الذي لا أدري كيف اتهمني بأن خطابي لم يسلم منه علماؤنا الأفاضل! أو لما ذكرت تفسيرهم للحديث أو حين نقلت تصحيح العلامة الألباني! فهذه كتبهم فلتراجع. مبارك بن ناصر الصدعان/ ليلى - الأفلاج